الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد الرحمن بن عوف فارس أعرج في الجنة

25 سبتمبر 2007 00:08
في غزوة بدر استطاع المسلمون رغم قلة عددهم أن ينتصروا على أكثر من ألف من المشركين، وأن يأسروا كثيراً منهم، وفي تلك الغزوة أسَر عبدالرحمن بن عوف واحداً من رؤوس المشركين هو أُمية بن خلف، كما أسر ولده، وقد كانا من أشد الكفار عداوة للمسلمين، وكان لابد للمشركين أن يثأروا لهذه الهزيمة، فكانت غزوة أحد، حيث ملك الرماة المسلمون المواقع المرتفعة من الجبل ليواجهوا المشركين ويحموا ظهور إخوانهم، أما عبدالرحمن بن عوف فقد وقف الى جانب الرسول الكريم حامياً ومستمعاً لأوامره· ويروي الدكتور محمد داود -استاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس- أن المؤرخين والباحثين تناولوا قصة كفاح عبدالرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة، فحينما بدأ القتال في غزوة أحد ومال الميزان في بداية الغزوة لصالح المسلمين وتوهموا أنهم انتصروا على المشركين، وأن القتال انتهى هبط الرماة من فوق جبل أحد ليحصدوا الغنائم مخالفين بذلك أمر الرسول، وحاول بعض الصحابة منعهم بلا جدوى، وأدرك المشركون أن الفرصة لم تفر منهم، وسرعان ما أعادوا ترتيب صفوفهم ليباغتوا المسلمين بالهجوم من كل مكان، واختل الميزان، وصاح أحدهم بأن محمداً صلى الله عليه وسلم قد قُتل ليضعف الصف الاسلامي، فانبرى كبار الصحابة ينافحون عنه، ومن بينهم عبدالرحمن بن عوف الذي أبلى بلاءً حسناً في تلك اللحظات الفاصلة· ويقول الباحث الاسلامي أحمد سويلم: إن عبدالرحمن بن عوف أخذ يقاتل قتال الفرسان الشجعان بالسيف تارة وبالرمح تارة أخرى فيصيب ويصاب حتى أحصى الناس في جسده احدى وعشرين طعنة، ثم خانه رمح فأصابه في ساقه فوقع مغشياً عليه، وجاءته ضربة اخرى فاسقطت بعض ثناياه، وخرج عبدالرحمن بن عوف من الغزوة مصاباً بالعرج الدائم في احدى ساقيه وبالصعوبة في نطقه· وأفاق عبدالرحمن ليطمئن على نجاة حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم، فهانت عليه جروحه عندما علم بسلامة الرسول الكريم، وقد كان ابن عوف طويلاً حسن الوجه رقيق البشرة ابيض اللون مشرباً بحمرة ضخم الكفين غليظ الاصابع، وكلها صفات الفارس المغوار، وهانت اصابته بالعرج وثقل الكلام امام البشرى التي سمعها من الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه من العشرة المبشرين بالجنة· وعبدالرحمن بن عوف من أوائل الذين آمنوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم بلا تردد، فهو الذي حين حدثه أبوبكر رضي الله عنه بدعوة الاسلام قبلها على الفور، واقبل عليها، وبذل في سبيلها تجارته وقلبه وعقله وجهاده ونفسه، وهو الذي لقي مع المسلمين صنوف التعذيب والاضطهاد، وأمره الرسول الكريم بالهجرة الى الحبشة مع المسلمين، ثم الهجرة الى المدينة حيث استقرار الدعوة وانتشارها· وعبدالرحمن هو التاجر الأمين الناجح في تجارته والواسع الثراء والمؤمن الصادق الذي يجود بماله كله في سخاء ونفس راضية من أجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله في الارض، فاستحق ان يكون من أهل الجنة· ومن مواقفه الرائعة أنه باع يوماً أرضاً بأربعين الف دينار، ثم فرّقها على اهله من بني زهرة وفقراء المسلمين، كما قدم يوماً لجيش المسلمين خمسمائة فرس، ويوماً آخر الفاً وخمسمائة راحلة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©