الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شيخ الأزهر يبيح إجهاض المغتصبة ومفتي الديار المصرية يرفض

شيخ الأزهر يبيح إجهاض المغتصبة ومفتي الديار المصرية يرفض
25 سبتمبر 2007 00:08
أثارت موافقة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر على استصدار قانون يبيح للمرأة المغتصبة إجراء عملية إجهاض حتى لو كان ذلك بعد مرور أربعة أشهر من الحمل، أي بعد نفخ الروح في الجنين، جدلاً حاداً بين العلماء، فقد أكد بعض العلماء أن الإجهاض في مثل هذه الحالة محرم بإجماع الفقهاء، في حين ذهب بعض العلماء إلى أن فتوى شيخ الأزهر تراعي الأمور النفسية للمغتصبة التي لحقت بها أضرار كبيرة من الاغتصاب، بالإضافة إلى تحملها عبء هذا الوليد القادم ونظرة المجتمع إليها ولوليدها· وكان شيخ الأزهر قد أكد أن المرأة المغتصبة لن تشعر بعاطفة الأمومة تجاه هذا الوليد لأنه سيذكرها بما حدث لها، كما قد يكون سبباً في عدم زواجها مرة أخرى· وقد اعترض الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية على هذا الرأي، مؤكداً أنه جانبه التوفيق، وأنه لا اجتهاد مع النص الذي حرم الله به قتل النفس إلا بالحق· وأشار إلى أنه يحرم إجهاض الجنين بعد نفخ الروح فيه، أي بعد مرور 120 يوماً إلا لضرورة قصوى، كأن يكون بقاؤه خطراً على حياة الأم بسبب مرض ما في رحمها، وأوضح المفتي أن المرأة المغتصبة لا ذنب لها كما أن الجنين لا ذنب له، فالمرأة إذا حملت سفاحاً لا يكون لها الحق في إجهاض الجنين، فمن باب أولى ألا تفعل ذلك المغتصبة· ويرى أن من شروط الإجهاض أن يكون في فترة الأشهر الأربعة الأولى من الحمل، أي قبل أن تدب الروح في الجنين، أما الإجهاض بعد هذه المدة فيجوز إذا كان الجنين مصاباً بحالة تشوه أو عيوب أكدتها التحاليل المعملية والفحوص الطبية، ويصعب علاجها حاليا أو مستقبلا، أو أن يكون هناك استحالة في التدخل لعلاج التشوه الحادث في الجنين أو إذا كان هناك ما يهدد صحة الأم نتيجة لاستمرار الحمل· أما بعد 120 يوما فلا يجوز الإجهاض إلا إذا تعرضت حياة الأم لخطر الموت· بذرة سيئة ويذكر الدكتور محمد فؤاد شاكر رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية جامعة عين شمس أنه لما كانت الكراهية التي تسكن قلب المرأة التي انتهكت حرمتها واغتصبت وحملت سفاحاً ومن فرط كراهيتها وعدم رضاها عما حدث لها قد تلجأ استجابة للضغوط النفسية إلى قتل نفسها، لهذا نميل إلى القول بالتخلص من الجنين، إبقاء على حياة هذه الفتاة التي قد تقتل نفسها لما صنع فيها· إننا يجب أن نتوقف عند نقطة تتمثل في أنه مادامت الفتاة قد علمت بأمر الحمل فلماذا لا تسارع بالتخلص من آثار هذه الجريمة قبل أن تدب في الجنين الروح، وما الذي يلزمها بإبقائه في رحمها· مؤكدا أنه لا مانع من التخلص من هذه البذرة السيئة التي قد يكون ضررها على الأم أشد من نفعها، خصوصا في ظل إقرار الإسلام للقاعدة التي تقول ''لا ضرر ولا ضرار''· وتؤكد الدكتورة آمنة محمد نصير الأستاذة بكلية الدراسات العربية والإسلامية جامعة الأزهر أن رأي المفتي الذي يعتمد على الشروط التي وضعها الفقهاء للإجهاض يكون في الحالات الطبيعية المتعارف عليها· وتضيف: الاغتصاب كارثة لأن نظرة المغتصبة لتلك الثمرة التي نتجت عن تلك الجريمة التي أوقعت فيها بالغصب والإكراه ستجعلها مدمرة نفسيا ومعنويا وقد تنعزل عن مجتمعها ولا تستطيع مواجهة الناس، رغم أنها لم تخطئ، فوجود هذا الجنين عار في حياتها ويؤذيها باستمرار لأنه يذكرها بأبشع لحظة يمكن أن تمر بها أنثى· وتؤيد الدكتورة آمنة رأي شيخ الأزهر وتقول: إنني أستشعر مرارة الموقف كسيدة فلا يوجد في الدنيا أسوأ من هذا الموقف الذي تمر به المغتصبة، خصوصا، مؤكدة أنه يجوز للمغتصبة أن تبادر فورا إلى التخلص من هذا الأذى النفسي والعار· أما الدكتور أسامة عبد السميع الأستاذ بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر فيقول: إن الإجهاض أمر مختلف فيه بين العلماء طالما كان قبل مرور 120 يوما من الحمل، فهناك من يقول بالكراهة، وهناك من يقول بالتحريم، وهناك من يقول بالجواز، مشيرا إلى أنه يتبنى الرأي القائل بالجواز طالما كان الجنين مجرد قطعة لحم لم ينفخ فيه الروح بعد، وخصوصا في حالة الاغتصاب ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©