الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الله الحسنى (الـــودود)

أسماء الله الحسنى (الـــودود)
25 سبتمبر 2007 00:09
الودود من أسماء الله الحسنى الدالة على رحمته بخلقه وإحسانه اليهم، وهو يفعل ذلك من قبيل الود بهم، وهو الغني عنهم وعن طاعتهم وعبادتهم· تقول د· سلوى عبدالرحمن يونس -أستاذة العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر-: الله سبحانه وتعالى خلق الخلق، وتكفل برعايته ورحمته وتيسير سبل الحياة لكل مخلوقاته، فهو رحيم ودود بخلقه، والودود هو الذي يحب الخير لجميع الخلق فيحسن اليهم ويثني عليهم، ومعنى هذا الاسم قريب من معنى اسمه جل شأنه ''الرحيم''، لكن الرحمة إضافة الى مرحوم، والمرحوم هو المحتاج والمضطر، وأفعال الرحيم تستدعي مرحوماً ضعيفاً· أما افعال الودود فلا تستدعي ذلك، بل الانعام على سبيل الابتداء من نتائج الود، فكما أن معنى رحمته تعالى -عز وجل- إرادته الخير للمرحوم وكفايته له، وهو منزه عن رقة الرحمة، فكذلك وده -جل شأنه- إرادته الكرامة والنعمة وإحسانه وإنعامه، وهو منزه عن ميل المودة، ولكن المودة والرحمة لا ترادان في حق المرحوم والمودود الا لثمرتهما وفائدتهما لا للرقة والميل، فالفائدة هي لباب الرحمة والمودة وروحهما، وذلك هو المتصور في حق الله تعالى· وتضيف د· سلوى: والله تعالى يود مخلوقاته بكل ألوان الود، وهي كثيرة جداً، فمنها الاحسان اليهم بالصحة والعافية أوبالرزق الوفير أوبالراحة النفسية أوبالاستقرار والامن أوبنعم الذكاء والنجابة والعقل والتفوق والنبوغ أوبنعم المال والسلطان وغير ذلك من صور وده جل شأنه بخلقه، وهو يفعل ذلك على سبيل الحب، وليس على سبيل انتظار المقابل، فهو ودود لا يريد من خلقه سوى عبادته، وهو غني عنها وعن طاعته، وهو لا يحتاج اليها، فهو الغني المطلق، والودود المطلق الذي يحسن الى عباده ولا يريد المقابل، والودود من عبادالله هو من يريد لخلق الله كله ما يريده لنفسه، ويحب لغيره ما يحب لنفسه، ويكره لغيره ما يكرهه لنفسه، وأعلى من ذلك من يؤثرهم على نفسه، كما قال واحد منهم: أريد أن أكون جسراً على النار يعبر عليه الخلق، ولا يتأذون بها، كما أن الودود هو من لا يمنعه عن الايثار والاحسان الغضب والحقد، وما ناله من الأذى، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كسرت رباعيته وأدمي وجهه: ''اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون''، فلم يمنعه سوء صنيعهم عن ارادته الخير لهم، وكما أمر صلى الله عليه وسلم حيث قال: ''إن أردت أن تسبق المقربين فصل من قطعك، وأعط من حرمك واعف عمن ظلمك''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©