خرج محمّد بن المشيري الخارجي إلى البصرة في طلب ميراثٍ له، وبها نفرٌ من قومه، فأقام بها حولاً ينشدهم ويحدّثهم· وكانت امرأةٌ منهم ذات جمالٍ ومالٍ لا يطمع فيها أحد· فقالوا له: يا أبا سلمان هل لك في امرأةٍ منّا، سيّدةٌ في قومها جمالاً، وعقلاً، وعفافاً، ورأياً، قد سمعت بمقدمك، فذُكِرتَ لها، فزعمت أنّك طلّقت زوجتك التي خلّفتها في بلدك فرغبت فيك، فإن أحببت أقمت عندنا فيما ترى من طيّب بلادنا وربعنا، وعلينا صداقك، وما تحتاج إليه؟ فأقبلوا به وأدبروا واجتهدوا فأبى عليهم، وقال في ذلك:
أسائلٌ بالعراق فراق سعـــــــــــدٍ ولا تبـدي ولا يراها الفــراق
لئن ربح الفراق لهجر سعــــدى عليّ أشـدّ ما ربح الفـــــــــــراق
إذا عدلوا أقول لهم: لسعــــــدى خلائق لا يحلّ لها الطّـــــــــلاق
حرامٌ أن يقول نسـاء قـــــــــــــــومٍ تركتك أو تحـدث بي الفراق·