الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصديق ثاني اثنين في الغار

25 سبتمبر 2007 00:11
قبل الإسلام جمعت الصداقة والحب بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر بن أبي قحافة، ويوم أن بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً للناس كان أبوبكر أول المؤمنين به، كما أسلم على يديه عدد من كبار الصحابة امثال عثمان بن عفان وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام، ولهذا قال عنه الرسول: ''هذا عتيق الله من النار''، وسمي ابوبكر من يومها العتيق، وقد خلق الايمان منه رجلاً لا يخاف في الله لومة لائم، ويضحي بماله ونفسه في سبيل الله، ويصدق رسوله في كل ما يقوله حتى صار لقبه ''الصديق''، وخاصة بعد أن صدق نبيه حينما أخبر اهل مكة برحلته الى القدس وعروجه الى السماء في ليلة واحدة، وقال أبو بكر قولته الشهيرة ومعناها: أصدقه أن القرآن ينزل عليه من السماء، فكيف لا أصدقه في هذا الامر؟· ولازم أبو بكر الصديق الرسول صلى الله عليه وسلم في كل المواقف واللحظات، ولعل اهمها هجرتهما الى المدينة معاً التي سعد بها الصديق حتى بكى من شدة الفرح، رغم علمه أنه قد يموت مع الرسول، ولكن الثقة بنصر الله كانت اقوى في قلبه من أي شيء، وقد انفق ماله كله في سبيل الله حتى قال له الرسول: ''ماذا ابقيت لأهلك''؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، وحينما أرادا دخول غار ثور سبق أبوبكر الرسول في الدخول ليفتش فيه عن اي حية أو عقرب قد تؤذي الرسول، فكنس الغار بثوبه وسد كل الثقوب حتى بقي ثقب واحد لم يسده الا بقدمه، ونام الرسول في حجر أبي بكر وتحرك ثعبان في الجحر الذي سده الصديق بقدمه فلدغه في قدمه فتألم ألماً شديداً حتى دمعت عيناه وسقطت دمعة على رسول الله فاستيقظ الرسول فتفل في مكان اللدغ فشفي، ثم دعا له قائلاً: ''اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة''، واستجاب الله لدعاء نبيه ونزل قوله تعالى: (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا···) (التوبة:40)·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©