بالدبكة والإيقاع.. «القدس» تحتفل في «أبوظبي»

وسط حضور وتفاعل جماهيري لافت، أحيت فرقة «الوشاح» الفلسطينية القادمة من رام الله، ليلة فلكلورية خاصة على مسرح أبوظبي الوطني مساء يوم الجمعة الماضي، وذلك للاحتفاء بمدينة «القدس» عاصمة الثقافة العربية للعام 2009، في حفل قدمته السفارة الفلسطينية في الدولة، برعاية مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون وبالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع. وعلى مدار ساعة متواصلة، تألقت مجموعة من الراقصين، شباناً وفتيات، في تقديم وصلات مختلفة بعضها مستوحى من التراث الفلسطيني، وبعضها الآخر مقتبس من تراث دول عربية مجاورة، كالعراق، ولبنان، وسوريا، والأردن، ومصر، في إيحاء رمزي يدل على امتداد عربي عميق للتراث الفلسطيني، وتواصل لا ينقطع مهما بعدت المسافات، حيث تعانقت ألحان «الشوبي» من العراق، والمزمار النوبي من مصر، و»طلبة» أو «جاهة» العروس من الأردن، مع «زريف الطول» الفلسطينية في توليفة فريدة من نوعها، ألهبت حماس الجمهور، الذي فاق عدده الألفي شخص من بينهم سفراء وشخصيات رسمية في الدولة، تصفيقاً وصفيراً. حول فرقة «وشاح»، تحدث مديرها ومدربها، محمد عطا، مشيراً إلى أنها أُسست عام 2003، بهدف اكتشاف مواهب وإبداعات فلسطينية جديدة في الفلكلور الفلسطيني، وإشراك أكبر عدد ممكن من الشباب في عملية إحياءه والحفاظ عليه. وتقوم فلسفة الفرقة ورقصاتها، بحسب عطا، «على كونها جزءاً من الثقافة العربية وامتداداً لها، وضمن هذا الإطار تأتي زيارتنا للإمارات، فهي عبارة عن تواصل مع الشعب العربي هنا، للاحتفال معاً بالقدس عاصمة للثقافة العربية، فالمدينة ليست للفلسطينيين وحدهم وإنما للعرب جميعاً»، مشيراً إلى أنَّ العرض الذي قُدِّم هو عبارة عن «كوكتيل عربي» يضم ألحاناً عربية من دول مجاورة تم تصميم وتركيب رقصات جديدة لها من خلال رؤية فلسطينية لتحقق فلسفة الفرقة. من جهتهـــــــا، قــــــالت أغصـــــــان البرغــــــــوثي، راقصة في الفرقة، إنَّ مشاركتها في «وشاح» بمثابة الواجب الوطني بالنسبة لها، فالتراث الفلسطيني يتعرض للسرقة والنهب، لذلك من الواجب الحفاظ عليه ونقله إلى كل دول العالم. وكذلك لتأكيد أن الشعب الفلسطيني موجود، وهنالك حضارة قائمة منذ آلاف السنين ما زالت قائمة وستظل موجودة إلى الأبد رغم الدمار والموت والحصار. وأعرب أعضاء الفرقة عن سعادتهم بزيارة الإمارات، لا سيما أنها أول زيارة لهم إلى دولة عربية، وبفضلها يستطيعون أن يتواصلوا مع العالم العربي ليؤكدوا أنهم ما زالوا وسوف يظلون جزءاً من الجسد العربي لا ينفصلون عنه. وقالت ميساء حرب، الملحق الثقافي في السفارة الفلسطينية، إن هذه الفعالية تأتي للاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية، ولقد حرصت السفارة على تقديم برنامج مميز في هذه المناسبة بالتعاون مع وزارة الشباب ورعاية المجتمع ومجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وكانت الفعالية تعبيراً جيداً عن هذه المناسبة، حيث دلت فقرات الاستعراض على التضامن والتواصل العربيين مع القضية الفلسطينية، لافتة إلى وجود برامج أخرى في الإطار نفسه، من بينها اليوم الفلسطيني المفتوح والذي يقام في الثالث والعشرين من الشهر الحالي في حديقة فندق «ون تو ون»، متضمناً فعاليات تراثية وثقافية فلسطينية على مدار اليوم، بالإضافة إلى حفل فني فلسطيني يقدمه الفنان الفلسطيني «السوبر ستار» مراد السويطي يقام يوم 27 من الشهر الحالي على مسرح المجمع الثقافي