الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسرار العلاقة الزوجية لم تعد «كلاماً في الممنوع»!

أسرار العلاقة الزوجية لم تعد «كلاماً في الممنوع»!
19 ابريل 2009 02:17
أثارت الدراسة الجريئة «سري للغاية: المعاشرة الزوجية.. أصول وآداب» للموجهة الأسرية في دائرة محاكم دبي وداد لوتاه - والتي تتناول أسرار الزواج والجنس وفقه المعاشرة الزوجية- كثيراً من الجدل، وتعرضت لوتاه إلى حملة واسعة ضد الكتاب، طالتها شخصياً، من خلال عشرات المواقع والمنتديات الإلكترونية التي عارضت دعوات سابقة لها بنشر الثقافة الجنسية بين طلاب وطالبات المدارس. وأكدت لوتاه أن الأمر وصل إلى تكفيرها وتهديدها بالقتل من خلال اتصالات هاتفية اعتبر أصحابها الكتاب المنشور تحريضاً لزوجاتهم، ووصفها البعض عبر شبكة الانترنت بـ «الملعونة»، واعتبروها عميلة لأميركا وإسرائيل، رغم أنها تؤكد استنادها في كتابها على ماجاء بالقرآن والسنة النبوية المطهرة، ومن خلال القصص الواقعية لنساء ترددن عليها في محاكم دبي، وأن الدراسة تهدف إلى توعية الزوجة بحقوقها الزوجية للوصول إلى السعادة والاستقرار. ..إن هذه الموجة من الانتقادات والغضب تثير تساؤلات عديدة تصب حول كيفية طرح وتناول أسرار العلاقة الزوجية، وثقافة العلاقة الجنسية، وكيفية التوعية بهذا الجانب المهم في حياة الناس، ووسائل وأساليب التناول في مجتمع محافظ له قيمه وعاداته وتقاليده وثقافته. وهل يتعارض الطرح الجريء مع قيم المجتمع؟ وما مدى الحاجة إلى هذا النوع من التناول؟ وماهي الخطوط الحمراء التي يجب الالتزام بها؟ .. حاولنا الإجابة عن هذه التساؤلات من خلال إستطلاع رأى لــ «الاتحاد»، وكان الأمر اللافت للانتباه والملاحظة أن جميع أفراد العينة التي استهدفناها بشكل عشوائي، ومن جميع الأعمار من الجنسين، أكدت بشكل مباشر عن موافقتها على تساؤلنا الرئيسي: (هل توافق على تناول العلاقة الزوجية والثقافة الجنسية بجرأة؟) مما جعل أمر استخلاص المعدلات الإحصائية لا لزوم له. وإن تحفظ البعض على طريقة الطرح. حاجة ماسة يقول فيصل عبدالله البوسعيدي «موظف - متزوج»:«أوافق على طرح وتناول مناقشة أبعاد العلاقة الزوجية، والثقافة الجنسية بجرأة وموضوعية، سواء كان ذلك من خلال وسائل الإعلام في برامج جادة ومتزنة، أو من خلال الكتب أو المطبوعات، أو مناقشتها بين الزوج والزوجة بشفافية ورغبة في التعلم والفهم، ولا يمنع من مناقشتها مع الأبناء بأسلوب بسيط وراقٍ، حتى يتفهموا حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة في سن مبكرة، ولأنني ألاحظ أن الكثير من الشباب يجهلون تماماً أسرار هذه العلاقة». ويرى حمود عبدالله «أعزب - طالب» أن تناول الثقافة الجنسية بات أمراً ضرورياً في زمن العولمة، والانترنت، وهي ثقافة كأي الثقافات الأخرى، بل أنها أهم لأنها تقترن وترتبط بالحياة والواقع الذي نعيشه، دون أن ننسى أنها غريزة إنسانية، ويجب أن نفهم أبعادها وأسرارها بشكل صحيح، وهناك طرق عديدة لمناقشتها ما دامت تتم في إطار محترم وجاد وبعيد عن الإسفاف والابتذال، ويضيف: «كثيراً ما يتعلم الصغار والصبية القيم من آبائهم، وأعرف أن كبار السن كثيراً ما ينصحون الشباب قبل الزواج، وقد يكون طابع التناول السرية أو الكتمان، لكن لماذا لا يتناول الأمر بحرية وجدية قبل أن تحدث المشاكل لأي شاب مقبل على الزواج؟ هناك جهل كبير لدى الكثيرين، لذلك نرى إقبال أعداد كبيرة من الشباب والمراهقين على المواقع الإباحية والنت، فإن طرح الأمر بما يزودهم بالمعرفة، لن يترددوا على هذه المواقع». ويضيف طلال زهران «موظف - ومتزوج أيضاً»:«أوافق ما طرحه عبدالله، وتناول أسرار العلاقة الزوجية للمناقشة أمر في غاية الأهمية، فلا أعرف لماذا يتحرج الناس من مناقشة الجنس رغم أهميته في حياتهم؟ وأعلم أن هناك أسرا هدمت بسبب جهل الأزواج حقيقة علاقاتهم الزوجية، والكثير من الشباب يقدم على الزواج وهو جاهل بهذه الأسس،إنها مصيبة كبيرة، أو أن البعض لديه معلومات محرفة أو خاطئة، ومشوشة، ولعلها مسؤولية مؤسسة صندوق الزواج، ووسائل الإعلام، ومسؤولية الآباء والأمهات نحو أبنائهم». أما سيف زهران «موظف - متزوج حديثاً» فيقول: «أؤيد مناقشة وطرح العلاقة الزوجية، وأسرار العلاقة الجنسية من خلال أعمال أدبية أو كتب أو دراما أو أفلام تسجيلية خاصة لتعلم المراهقين والشباب الكثير مما يجهلونه، ويضطرون للبحث عن أسرار هذا العالم في الخفاء، ويستغرقون في ممارسة أشياء خاطئة نتيجة عدم الوعي والمعرفة، وهذا للشباب والفتيات، وأظن أن الطرح المحترم يقلل مشاكل الكبت والفضول والانحراف لدى المراهقين، ويساعد الشاب المقبل على الزواج على فهم حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة كما حددتها الشريعة الإسلامية، والسنة النبوية الشريفة، وعدم الاعتماد على استيراد هذه الثقافة من الغرب». كما يوافق علي محمد «طالب» على تناول أسرار العلاقة الزوجية وطرحها والتعاطي معها بأسلوب علمي، وعلى أساس ديني، من خلال قنوات الإعلام ووسائل الثقافة، والمناهج الدراسية، ويتساءل: «لماذا يخجل الشباب من الاستفسار والسؤال عن الأمور التي يجهلونها في العلاقة الجنسية بينما هي أمر مشروع وغريزة ربانية، وجانب مهم وحيوي في الحياة؟ ولماذا لا نستفيد من أصحاب الخبرات العلمية والطبية والنفسية في هذا المجال؟ لنذهب إلى ساحات المحاكم ونرى كم عدد الأسر التي هدمت بسبب جهل الأزواج حقيقة العلاقة الجنسية بين الزوج والزوجة». «ثقافة النعام» تشير هناء التميمي«موظفة متزوجة» إلى خطورة الجهل بالثقافة الجنسية بين الأزواج قائلة: «لماذا يهاجم الناس وداد لوتاه؟ لماذا يمارسون ثقافة دفن الرؤوس في الرمال كالنعام؟ هل يتمسكون بجهلهم؟ أم أنهم يجهلون حقيقة ما يدور؟ إن العلاقة الزوجية علاقة مقدسة، وقد تناولتها الشريعة الإسلامية بكافة جوانبها، وعلمتنا السنة النبوية الشريفة أسسها، وبينت الإطار الذي يسير عليه الزوج والزوجة، لكننا درجنا على استقدام ثقافة الغرب، أو الجهل بالحقيقة، فلماذا نخجل من تناول المشكلة إن كانت مفيدة للناس؟ أنا في اعتقادي من يرفض المعرفة والتعلم لديه مشكلة ما في حياته، وعليه أن يبحث عن العلاج».إن العلاقة الزوجية والثقافة الجنسية ليست «تابوهات» مقدسة يحظر الاقتراب منها، إنها جانب مهم وأساسي في حياتنا، لماذا لا نتناوله كأي شيء آخر ؟ إن كنا لا نعرف لماذا وكيف، علينا أن نعود إلى ثقافتنا ومراجعنا وأصولنا الإسلامية لنتعلم منها». كذا يوافق ماجد الشامسي «أعمال حرة - متزوج»:«على تناول وطرح العلاقة الزوجية للمناقشة، ولمعالجة وسائل الإعلام المسموع والمرئي والمقروء، لكن بصورة محترمة وهادفة وتربوية تستهدف توعية الناس، ولاسيما الصغار والمراهقين والشباب، ولا يمنع ذلك من إدخال الثقافة الجنسية في المدارس وفق مناهج علمية رصينة، لأن الآباء والأمهات كثيراً ما يعجزون حتى عن الإجابة عن تساؤلات أطفالهم المحرجة أحياناً، وهناك كثير من الضوابط الأخلاقية والدينية والاجتماعية التي يجب أن نراعيها عندما نطرح أو نناقش هذا الأمر، ولا يمنع على الاطلاق من الاستعانة بالخبراء والمختصين في جوانب الموضوع». ويضيف ماجد الشامسي: «أتعجب من انتقادات البعض للسيدة وداد لوتاه، وعلى جدية ورصانة طرحها في كتابها (سري للغاية)، وكل جريمتها أنها أرادت أن ترفع من ثقافة العامة بحقيقة العلاقة الزوجية، ومحاربة الأفكار البالية، والجهل الذي يخيم على فكر الكثير من الناس ولاسيما الشباب». كما يؤكد كلود سماحة وزوجته كارول سماحة أهمية الثقافة الجنسية للزوجين، ويتساءل الزوج: «كيف للحياة الزوجية أن تستمر دون ثقافة جنسية؟ لماذا نبتعد عن الواقع، إنها مسؤولية المجتمع ككل ومؤسساته وأجهزته المعنية ولاسيما الإعلامية، إن العالم أصبح مفتوحاً، والثقافة لغربية تهب علينا من كل صوب، وعلينا أن نقي أبناءنا من شرورها، وهذا لن يتحقق بالهروب أو التجاهل، وعلينا أن نطرح ونناقش العلاقة الزوجية والثقافة الجنسية بحرية دون فوضى، وبشكل علمي يتوافق مع ثقافة المجتمع وقيمه وعاداته وتقاليده، وأن نبدأ بالمدارس والأسرة». ضوابط.. ومسؤولية تؤكد «أم بان...» موافقتها على تناول ثقافة العلاقة الزوجية، لكنها تقرن هذه الموافقة بشروط وضوابط، وتقول: «علينا أن نسأل أنفسنا، من نخاطب، وماذا نقول؟ إن الخوض في العلاقة الزوجية لهو أمر شائك، ومعقد وخطير، فالجهل وعدم المعرفة ونقص الثقافة تضر بل تهدم الكيانات الأسرية، لكن كيف نتغلب على هذه المشكلة؟ نحن لدينا قيم وعادات وثقافة خاصة، والمجتمع العربي عامة يعاني من الازدواجية، وانتشار القيم الخاطئة، وعلينا أن نناقش كيفية توعية المجتمع بشكل صحيح لاي تعارض مع الأخلاق، ولا مع القيم الدينية، فالجرأة مطلوبة، والتوعية مهمة، والأهم كيف نحقق ذلك من خلال الأسرة، والمدرسة، ووسائل الإعلام؟ إن التعاطي مع الموضوع نسبي حسب ثقافة الشخص وكيفية استيعابه للموضوع، إنما لابد من مواجهة الجهل والتخلف بالموضوعية والصدق والجرأة وجدية الطرح». من جانب آخر تقول داليا سداوي «متزوجة» عشت فترة طويلة في أميركا، ولمست الهوة الشاسعة بين ثقافة الغرب وثقافة مجتمعاتنا، فالمعرفة والثقافة لا تعانيان الانحلالية أو الفوضى، فمع أهمية طرح وتناول الثقافة الجنسية أو العلاقة الزوجية، وأهمية توعية المجتمع، علينا أن نتوقف عند أساليب الطرح حتى لا يتحول الأمر إلى فوضى، فإذا أردنا تثقيف المجتمع في زمن العولمة والانترنت، والمعلومات المتاحة أمام الصغار من كل صوب، علينا إذن أن نبدأ من الأسرة، ومن ثم المدرسة وبالتالي باقي مؤسسات المجتمع الأخرى من وسائل إعلام مختلفة، أي أن العملية تتم وفق خطط ومناهج مدروسة، ومنضبطة، وكل خطة وكل مرحلة تكمل ما قبلها. فثقافة الرفض، والعيب، وكل شيء نحكم عليه بالرفض ونقول (لا) سيضع الطفل الصغير أمام خيار واحد، وهو حب الاكتشاف، والتمرد، والخطأ، فاذا كان الطفل الصغير يبحث عن المعرفة، وعلينا أن نقدمها له بشكل لائق ومقبول ومناسب لسنه بدلاً من وصولها إليه مشوهة وقد تدفعه إلى الخطأ أو الانحراف، نحن في حاجة إلى موضوعية وأمانة ومصداقية وعلم أيضاً حتى يكون طرح الثقافة الجنسية أو العلاقة الزوجية طرحاً شفافاً وذا فائدة، طرح جريئاً وهادفاً خالياً من المبالغة والتزييف والاثارة الرخيصة»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©