الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«بوسويلم» رائعة مسرحية تعالج أمراض البطالة بالضحك

«بوسويلم» رائعة مسرحية تعالج أمراض البطالة بالضحك
19 ابريل 2009 02:19
في إطار الفعاليات الفنية التي ترعاها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، قدمت مجموعة من الفنانين الشباب في مسرح العين عرضا كوميديا جميلا بعنوان «بوسويلم» على مسرح الظفرة مساء أمس الأول «الخميس»، تحت رعاية الشيخ سعيد بن خليفة آل نهيان وبحضوره. والمسرحية من تأليف وإخراج وبطولة الفنان القدير سعيد الشرياني الذي قام بدور بوسويلم، وهو الإنسان الطيب المتمسك بالتقاليد، والذي فقد زوجته ويعيش مع ابنه العاطل عن العمل وعندهما عامل هندي «بابو» يسبب لهما المشاكل أكثر مما يفيدهما، وهناك جارتهما الأرملة اللعوب «أم رعد»، مع ابنها الشاب الظريف «المودرن جدا». الأب يطلب من ابنه سويلم أن يبحث عن عمل، والشاب يمضي يومه بتقليب صفحات الجرائد بحثا عن عمل مناسب بلا جدوى، لأن مندوب المبيعات بحاجة إلى خبرة خمس سنين، وصياد السمك بحاجة إلى دبلوم، ويشكو سويلم أن والده لم يسمح له بالبقاء في المدرسة خمس سنوات. مشكلة العيش هذه والعلاقات الاجتماعية والعاطفية المحيطة بها تشكل «تيمة» موضوعة هذا العرض المسرحي الذي أمتع الجمهور وأضحك الجميع، صغارا وكبارا، وقابلوه بالإعجاب والتصفيق. فإذا كانت عائلة بوسويلم مشغولة بالحصول على عمل تعيش منه، فإن «بوبو» مهتم بالحصول على أجره، ولو عن طريق الشرطة، إضافة إلى انشغاله بالحصول على أكثر من فيزا لجلب والده وبعض أقربائه، إضافة إلى قيامه بالتلاعب والاتفاق مع أحد المتسللين وهو «المارد» لسرقة بوسويلم. ولأن شر البلية ما يضحك، يقوم رعد بمفاجأة سويلم بالاستماع إلى أغان حديثة راقصة لا ينسجم معها سويلم ويجبر جاره على استبدالها بأغان محلية، كما يقوم سويلم بلعبة كوميدية جذابة ومضحكة إذ يحاول تدبير قصة حب بين والده وجارته، وتستجيب الجارة كما يستجيب الأب لهذه اللعبة العاطفية الجميلة بعد يأس طويل، وسرعان ما يحاول كل طرف الاهتمام بمظهر يليق بحالة الحب المفاجئ، كما أن سلوكهما يتغير تجاه بعضهما وتجاه الآخرين. بهذه اللقطات الصغيرة المعبرة عن الذكاء وخفة الظل والتي تشبه البهارات والمقبلات اللذيدة في الطعام تواصل المسرحية مشاهدها حتى النهاية حيث ينفضح التلاعب ويقع المتلاعبون في قبضة الأمن وعيونه الساهرة على سلامة البلد وأمان أهله. عناصر المسرحية كلها منسجمة ومتكاملة تشترك جميعها في بناء العرض الفني وجماله وتقود إلى ذروته الموضوعية الممتعة. النص مكتوب بوعي عميق ومهارة فنية وحرفية عالية، الممثلون يشكلون أسرة فنية مدهشة حيث يقوم كل واحد بأداء دوره بصدق وإقناع، كما أن جمال وبساطة الديكور المعبر عن بيت الإمارات بما فيه من أثاث شعبي منسجم مع مضمون النص وحبكة القصة ويؤدي وظيفته الموضوعية والفنية الجميلة، وهو من تصميم الفنان عبدالله الكعبي، وكذلك انسجام الصوت الذي قام بتنفيذه سالم اليعقوبي، ومديرة الإنتاج فوزية الريامي، ومدير الخشبة عبدالله الشامسي. وإذا كان المسرح من أيام الإغريق يدل على المستوى الحضاري الراقي، فهو أيضا مدرسة هامة في تثقيف المجتمع وبناء تماسكه وتآلفه ودفعه إلى تحقيق تقدمه وازدهاره، وهذه الأسرة المسرحية الشابة تستحق كل دعم وتشجيع ومساندة حتى تواصل مسيرتها الفنية الجميلة. يذكر أنه قبل بداية العرض تم تكريم شباب مسرح العين وعدد من الممثلين والفنانين التشكيليين الرواد. وقام الفنان سلطان النيادي بتقديم درع المسرح لسمو الشيخ سعيد بن خليفة راعي هذا العمل الفني الجميل
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©