تلفزيون قطر في «الباي باي»

يعتبر تلفزيون قطر من القنوات المهمة والمتابعة بشغف من قبل المشاهد القطري والخليجي والعربي، خاصة أن له باعا طويلا في مجال التلفزة وحقق إنجازات وقدم أعمالاً كبيرة في السابق، ولكن من ينظر إلى ما وصل إليه حاله في السنوات الخمس الأخيرة تدمع له العيون وتقدم إليه التعازي باحتضاره. وأنا هنا لست بصدد النقد أو الحديث عن التلفزيون في السابق ومقارنته مع الوضع الحالي، لكني أريد أن أستوضح أموراً كثيرة ومهمة في نفس الوقت من بينها: ما هو السبب في انحدار المستوى العام في المخطط البرامجي للتلفزيون؟ وهل ستشهد المؤسسة القطرية للإعلام تغييرات جذرية تطال مقدمي البرامج والخريطة البرامجية وإن كانت هناك خطة، فمتى سترى النور؟ وهل ستكون هناك وجوه قطرية (العنصر الغائب) تخوض هذا المجال؟ وإن كانت هناك ومستعدة فهل سيخضعون إلى دورات تدريبية مكثفة لتأهيلهم للتقديم التلفزيوني؟ ومن المسؤول عن إحلال لجنة تقييم النصوص الدرامية وكيف يتم حالياً تقييم النص الدرامي الذي سينتجه تلفزيون قطر؟ وما هي الأسس التي عن طريقها يتم اختيار مقدم ومعد البرنامج من الخارج؟ وأين الممثل القطري من انتاج التلفزيون؟ وما مصير الأغاني الخاصة التي أهداها الفنانون القطريون لتبث عبر التلفزيون القطري؟ لا شك أن النقص في الكادر الوطني بالتلفزيون من خلال مقدمي البرامج وليس النشرة الإخبارية، شكل عائقاً حال دون رغبة المشاهد في أن يتابع ما يدور على هذه الشاشة، والدليل على هذا أنه لو سألت أحدهم: هل تابعت البرنامج الفلاني الذي يبث عبر تلفزيون قطر؟ سيقول لا أعرف ولا أتابعها! أظن أن السبب في هذا أن القائمين على إدارة التلفزيون لا يعون أو يدركون ماهية الإعلام والأسس الصحيحة له، فقد أصبح استقطاب المقدمين للبرامج والمعدين هي الشغل الشاغل لهم، بعيداً عن وضع دراسة شاملة توضح الأهداف المبينة لبث هذا البرنامج، والدليل على ذلك أن المشاهد لا يجد أي مقدم برنامج ناجح أو متمكن من أدواته كما أن الإعداد في «الباي باي». وإن كنت أستثني المقدمين نورا حسن وناصر الكواري ومن الإعداد غسان نعامة، أما البقية فمن الأحرى أن يقوم التلفزيون بتأهيلهم وتدريبهم بدورات مكثفة ليكونوا الواجهة الحضارية له. أتمنى أن أرى شاشة تلفزيون قطر ترجع إلى عهدها السابق في التطور من حيث المضمون وكيفية اختيار المقدمين، خاصة بعد صدور قرار سيدي سمو الأمير بإنشاء المؤسسة القطرية للإعلام والتي نأمل منها الكثير والكثير. محمد السعدي صحفي وإعلامي قطري