الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طفلة تجد نصفها الآخر.. وأخرى ترفض العودة إلى أسرتها

طفلة تجد نصفها الآخر.. وأخرى ترفض العودة إلى أسرتها
19 ابريل 2009 02:20
قبل عشر سنوات دخلت السيدتان رابعة خانجي ومنى الكردي للولادة. أنجبت رابعة توأمتين وأنجبت منى فتاة. وهنا تم تبديل أحد التوأمتين التابعتين لآل «خانجي» بمولودة من آل «الكردي». كبرت الفتيات «جنى»، و«غنى» مع عائلة، و«سهام» مع عائلة أخرى، وعندما ظهرت الحقيقة، تبين أن سهام هي إحدى التوأمتين، وغنى هي الفتاة التي استبدلت أيضاً حيث عاشت مع العائلة التي احتضنتها، وأحبتها كثيراً والتي ترفض اليوم العودة إلى أسرتها الحقيقية. يتعجب الحاج عبدالقادر الكردي (والد الطفلة غنى) من الحادثة التي تعرضت لها عائلته. ويقول: «لم يخطر ببالي في يوم من الأيام أن يتم تبديل طفلتي بطفلة أخرى في المستشفى، حيثُ تمت الولادة، والصدمة كانت قوية بالنسبة للعائلتين، فهل يتخيل أي إنسان أن يكتشف أن الفتاة التي رباها طوال عشر سنوات ليست ابنته، وأن ابنته الحقيقية مع عائلة أخرى!« أما رابعة خانجي والدة التوأمتين فتقول: «عندما عدت إلى البيت بعد ولادتي للتوأمتين، وجدت أن إحداهما لا ترتدي الملابس التي اشتريتها لها فشككت بأن أمراً ما جرى في المستشفى. فاتصلت بإدارة المستشفى التي بررت ذلك بأنه خطأ عادي، وقد يحصل إذا كانت ملابس المولودة في قسم الغسيل». تناست رابعة الموضوع، ولم تعد تفكر فيه، ولكنها كانت دائماً تتساءل بينها وبين نفسها: «إن جنى وغنى توأمتين، فلماذا لا تشبهان بعضهما، لا من ناحية الشكل، ولا الوجه، ولا مقاييس الجسم، ولا حتى الطباع، والتصرفات!». وعلى الرغم من هذه التساؤلات عاشت أسرة خانجي في سلام واستقرار كبرت فيهما جنى وغنى حتى جاءت ذكرى عيد الاستقلال اللبناني وهو يوم عطلة رسمية في لبنان حيث اصطحبت رابعة ابنتها الكبرى مروة إلى السوق تاركة جنى وغنى في المنزل. وفي الوقت عينه خرجت سهام مع عمتها للتسوق أيضا. وفي المجمع التجاري رأت مروة سهام، وصُدمت لشدة الشبه بينها وبين شقيقتها جنى، وصرخت لأمها، وعمتها لرؤية سهام، ففوجئت السيدتان، واستغربتا كثيراً. وبعد ثوان اقتربت رابعة من الفتاة، وسألتها عن اسمها، وفي أي مدرسة الأمر الذي استغربت له عمة سهام، وتدخلت على الفور لإيقاف هذه الأسئلة من قبل رابعة، أما مروة فكانت مشغولة بالتقاط صور لسهام على هاتفها الخليوي حتى تراها جنى. وفي نهاية طرح الأسئلة، طلبت رابعة عنوان سهام حتى تحضر ابنتها جنى لرؤيتها، ومشاهدتها، لتصدق أن هناك فتاة تشبهها كثيراً. وفي اليوم التالي ذهبت عائلة «خانجي» لزيارة عائلة «الكردي». وقد دُهشت جنى عندما شاهدت سهام، والعكس صحيح. وكان لافتا أن الفتاتين تبادلتا القبلات وبدأتا تلعبان سويا. توالت الزيارات بين العائلتين. وفي إحدى المرات سألت رابعة منى عن اسم المستشفى والتاريخ الذي ولدت فيه سهام. وهنا كانت المفاجأة حين عرفت رابعة بأن الولادة تمت في نفس المستشفى الذي أنجبت فيه توأمتيها وفي الوقت نفسه! وتتابع: «ولكن الصدمة الكبرى عندما أخبرتني منى بأن الملابس التي كانت ترتديها سهام هي نفسها التي اشترتها رابعة لإحدى التوأمتين!» «الحمض النووي» قررت رابعة وزوجها مصارحة الحاج عبدالقادر الكردي بهواجسهما والذي أبدى تجاوبا كبيرا. ووافق على إجراء فحص الحمض النووي D.N.A الذي أثبت أن جنى وسهام هما توأم آل «خانجي»، وأن غنى هي ابنة آل «الكردي». وبعد اكتشاف الحقيقة قررت العائلتان عدم تغير أسماء الفتيات بل الاكتفاء بتغيير اسمي العائلة ورقم السجل. إلا أن المشكلة لا تكمن هنا بل في تأقلم الفتيات الثلاث مع الواقع الجديد. وتقول رابعة: «أحب الفتيات الثلاث. لا ذنب لسهام بأنها عاشت مع آل الكردي. ولا ذنب لغنى بأنها عاشت معنا. ولا أميز بينهن، بل على العكس أنا حزينة على غنى لأن جنى، وسهام عندما تجتمعان تنسيان غنى ولا تشركاها معهما في اللعب. كما أن غنى ترفض النوم لدى أهلها، أي عائلة الكردي».ولحل أزمة التواصل اليومي بين العائلتين لأن من الصعب انتزاع سهام من آل «الكردي» وكذلك من الصعب انتزاع غنى من آل «خانجي» قدم فاعل خير شقتين سكنيتين متقابلتين لتعيش فيهما العائلتان بجوار بعضهما حتى تتمكن الفتيات من التواصل يوميا بدل الانتظار حتى عطلة نهاية الأسبوع. من جهتها، تقول جنى إن «سهام هي نصفها الآخر الذي فقدته منذ عشر سنوات ووجدته الآن. فهي شقيقتي التوأم وكل شيء في حياتي. كما أحب شقيقتي غنى أيضاً التي عاشت معنا 10 سنوات، وليس لها ذنب بأنها لم تكن شقيقتي التوأم». أما غنى فقد عرفت على الفور بأن سهام شقيقة جنى دون أن يقول لها أحد شيئا. وعلى الرغم من تبين الحقيقة تقول: «لا أريد العيش مع عائلتي الحقيقية بل أفضل البقاء مع آل خانجي». في حين تسعى سهام إلى التقرب من والدها الحقيقي جمال ووالدتها رابعة. ولكنها تؤكد في الوقت نفسه: «لا أستطيع أن أترك والدي عبدالقادر الذي يدللني كثيرا. ولا يمكن أن أستغنى عنه»
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©