عمال مصريون يستولون على مصنع للنسيج

سيطر سبعة آلاف عامل على واحد من أكبر مصانع الغزل والنسيج في مصر أمس وهو ثاني أيام إضراب ينفذه 27 ألف موظف في شركة مصر للغزل والنسيج في مدينة المحلة الكبرى بدلتا النيل· وأحيل ثمانية من المنظمين إلى مكتب النائب العام امس كي توجه إليهم اتهامات بالتحريض على الإضراب وتكبيد الشركة المملوكة للدولة خسائر قدرها عشرة ملايين جنيه (1,8 مليون دولار) عن أول يوم من الإضراب· وقال أحد منظمي الاعتصام إن العمال يطالبون بتحسين أجورهم ومزيد من الامتيازات وحصة أكبر في أرباح الشركة والإفراج عن زملائهم· ويقول عدد كبير من العمال إنهم يتقاضون 150 جنيها شهريا (27 دولارا) فيما حققت الشركة أرباحا قدرها 217 مليون جنيه في السنة المالية 2006- ·2007 وقال أحد العمال المشاركين في الإضراب ''نريد أن نطعم عيالنا·· فماذا تصنع 150 جنيها·· الموضوع الآن بين يدي الرئيس حسني مبارك''· وقرعت مجموعة من العمال الطبول في موقع الاعتصام في المصنع ورددت شعارات ضد إدارة الشركة المملوكة للحكومة· ولم تتدخل الشرطة ولم يكن أي من أفراد الإدارة موجودا· وقال عمال إن ممثلين عن نقابة العمال التي تعتمدها الحكومة جاءوا للزيارة ولكن العمال أجبروهم على العودة من حيث أتوا· وقال مصدر إن عمالا ضربوا مسؤولا في الشركة حين وجدوه بينهم ضربا مبرحا وأن المسؤول نقل إلى المستشفى للعلاج في حالة غيبوبة كما تعقبوا مسؤولا آخر لكنه احتمى بالمصلين في مسجد الشركة· وأضاف إن رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة تجنبوا الظهور في مكاتبها لليوم الثاني على التوالي ''خوفا من البطش بهم''· وتابع قوله إن العمال أبلغوا مسؤولين أمنيين بأنهم ''غير مسؤولين عما سيحدث داخل الشركة ما لم يستجب لمطالبهم خلال 48 ساعة''· وأضاف المصدر أن تحذير العمال ينطوي على تهديد باللجوء إلى العنف بما في ذلك إشعال حرائق· وذكرت صحيفة ''المصري اليوم'' اليومية المستقلة نقلا عن ''مصادر حكومية'' أن استجابة الحكومة لمطالب المعتصمين يمكن أن تفتح الباب امام اعتصامات مماثلة في شركات ومصانع أخرى· في الوقت نفسه قرر محسن الجيلاني صرف 40 يوما تحت حساب حصة العمال في الأرباح انتظارا لاجتماع الجمعية العمومية للشركة بعد عيد الفطر لإقرار الحساب الختامي وتحديد نصيب العمال من الأرباح·