فيصل النقبي (دبا الفجيرة)
فرحة غامرة لـ«النواخذة» عقب الفوز التاريخي، وقوامه أربعة أهداف على أبناء العمومة فريق الفجيرة، واحتفلت جماهير دبا الفجيرة باللاعبين، خاصة أن الفريق لامس شاطئ الأمان والبقاء في دوري الخليج العربي، وفي المقابل، أصيب عشاق «الذئاب» بصدمة كبيرة، وظلوا في أماكنهم بالمدرجات، ولم يصدقوا السيناريو المخيف الذي يحدث أمام عيونهم، والانهيار التام لدفاعات الفريق الذي يتكبد الخسارة الـ13 هذا الموسم والسابعة على التوالي، ويتجمد رصيده عند 19 نقطة، ويبدو قريباً من الهبوط.
وشهدت المباراة مفاجأة جميلة قدمها الألماني بوكير مدرب دبا الفجيرة لجماهير فريقه، حيث سطع نجم المهاجم الشاب أحمد إبراهيم الذي شارك احتياطياً في عدد كبير من اللقاءات الماضية، وأساسياً في القليل منها، لكنه توهج في «ديربي» أمس الأول، ليقدم أوراق اعتماده رسمياً، ويعلن عن ميلاد نجم ينتظره مستقبل واعد، حيث سجل هدفين وصنع الثالث، وأضاع أربع فرص للتسجيل، وكان شعلة من النشاط المتواصل في الجبهة الهجومية اليمنى لفريقه، وكانت مشاركته وفعاليته هي القصة الأبرز في اللقاء، حيث إن الأنظار تتعلق دائماً بالمهاجم الإيفواري بوريس كابي، الذي يقوم بدور «زائر الشباك»، لكن الثقة الكبيرة لـ«الثعلب الألماني» في لاعبي فريقه وقدرتهم على تعويض النقص كافية لأن يقدم «النواخذة» أحمد إبراهيم عريس «الديربي» في نسخته الثانية.
ولعل من المفارقات بأن غياب بوريس كابي المهاجم الأول للفريق دائماً ما يمنح المجال لتألق أحد لاعبي «الدكة»، وظهرت الحالة الأولى في لقاء الإمارات بالجولة العاشرة، حيث غاب كابي، وظهر نجم سند علي، وفي «الجولة 22» غاب كابي وتوهج أحمد إبراهيم.
وشدد أحمد إبراهيم على أنه كان متأكداً من أن مباراة أمس الأول سوف تكون الأفضل مع الفريق، وبعيداً عن تسجيله أول هدفين في الدوري هذا الموسم ودخوله لتاريخ «ديربي الفجيرة»، فإنه أثبت أنه عند حُسن ظن زملائه الذين أكدوا له بأنه سوف يسجل خلال اللقاء.
وكشف أحمد إبراهيم النقاب عن تفاصيل ما حدث مع بوكير قبل المباراة، حيث جلس معه المدرب لدقائق عدة، وقال له إنه لاعب جيد متى ما كان واثقاً في إمكانياته وقدراته، وأنه سيكون أحد العناصر لمفاجأة الفجيرة، وعليه أن يستغل المناسبة، ويسجل اسمه في صفحات التاريخ متى كانت الفرصة مواتية، وهذا ما حدث، وأنه توجه إلى مدربه بعد المباراة ليؤكد له صحة توقعاته، وأثبت أن المفاجأة نجحت بصورة كبيرة.
وقال أحمد إبراهيم: الفوز جاء في توقيت مهم قبل نهاية الدوري بقليل، حتى يثبت أفضلية الفريق هذا الموسم واستحقاقه للبقاء، لأنه من أفضل الفرق، رغم عدم ترشيح أغلب النقاد لبقائه.
وأضاف: حققنا الأهم، وهو ما جئنا من أجله في المباراة، والنقاط الثلاث قربتنا كثيراً من البقاء، لأننا قدمنا مهر ذلك، بمستوانا المتميز الذي ظهرنا به خلال جميع المباريات حتى الآن، وما حدث من نتيجة كبيرة أمر طبيعي لأننا قدمنا مباراة كبيرة.
وعن سر تألقه في المباراة وتسجيله لهدفين وصنع الثالث قال: بالنسبة لنا لا يهم من يسجل، فالأهم شخصية الفريق، وقدرة اللاعبين جميعاً على تقديم أفضل ما لديهم، وأنا جزء من الفريق صاحب الفضل في تألقي.
وتوجه أحمد إبراهيم بالشكر إلى الجماهير التي ساندت الفريق بقوة، وأن ذلك السبب الرئيسي المهم في تقديم مستويات رائعة.
ووصف الألماني بوكير نتيجة مباراته أمام الفجيرة بأنها من اللحظات الجميلة بالنسبة له لأن فريقه ضمن بنسبة 90? في المائة البقاء في «المحترفين»، وأكد أن النتيجة أثبتت قوة الفريق وقدرته على تحدي الظروف والغيابات وخاصة غياب بوريس كابي وسند علي. وأضاف: قدمنا مباراة جيدة بالنسبة لفلسفتنا القائمة على تجهيز اللاعبين كافة لحالات الدفاع والهجوم، وعدم الاعتماد على لاعب بعينه للتسجيل، وما حدث أمر مفرح بالنسبة لنا.
وحول الفترة الماضية التي أمضاها في فترة الراحة وتجهيز الفريق للمباراة، وتأثيرها على النتيجة الكبيرة، قال: استفدنا من تجهيز اللاعبين في فترة التوقف، واللعب مع فرق قوية، وأعتقد أننا نجحنا في الإعداد الجيد للمباراة.
وعن استمراره مع الفريق في الموسم القادم، قال لا أحد من إدارة دبا الفجيرة فاتحه في موضوع التجديد، لأن الصورة غير واضحة بالنسبة للفريق وبقاءه من عدمه في الدوري، وهذا أمر طبيعي، وهو لا ينظر للأمور المادية، وإنما للبيئة المناسبة في النادي، وهذا الشيء الوحيد الذي يرجح اختياراته في تدريب أي فريق، لأنه بعد 45 سنة في كرة القدم، ينظر للتحدي والإضافة التي يقدمها للفريق الذي يدربه، وأنه سعيد بالأجواء الإيجابية بالنادي.
وحول مستقبل الفريق، بعد تعاقد بعض اللاعبين مع فرق أخرى، مثل طارق وفيصل الخديم، قال: بالطبع من الصعوبة أن تحتفظ باللاعبين، وأنت لا تعرف مصيرك من البقاء، ولكن أعتقد أن الإدارة تتحرك من أجل تجديد التعاقد مع اللاعبين المميزين، وفق الإمكانيات المتاحة ولكل حادث حديث بالنسبة للموسم المقبل.
56 خطأ على الفجيرة في شوط!
دبا الفجيرة (الاتحاد)
أطلق الحكم أحمد سالم خلفان صافرته 56 مرة في الشوط الأول فقط على لاعبي الفجيرة، وهو معدل مرتفع، يوضح التوتر الكبير الذي خاض به «الذئاب» المباراة المصيرية، واستحق المدافع إبراهيم العلوي الطرد بسبب الإنذار الثاني في الدقيقة 58، والتوتر دليل على عدم الإعداد النفسي الجيد للمباراة، وعدم قدرة اللاعبين على التخلص من التفكير الدائم في الهبوط.
عدد اليوم
