الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يُحكى أن

19 ابريل 2009 02:22
يكاد متابعو الفنان زياد الرحباني أن يجمعوا على وجود سمة رؤيوية في شخصيته، تتيح له إمكانية رصد الغامض والبعيد بعين ثاقبة. يستمد هذا التوصيف مشروعيته من معطيات استشرافية شتى زخرت بها أغاني زياد وأعماله المسرحية، وهي شجعت على القول إنَّ الرجل يقرأ في كتاب مفتوح، فكثيرة هي الاستحقاقات الواقعية التي جاء تحققها مؤكداً صوابية مقاربات ساخرة كان زياد قد اقترحها على جمهوره، متناولاً عبرها قضايا لا تخلو من تعقيد. لعلَّها شفافية الفنان الحقيقي الذي يؤول به الأمر لأن يصبح صاحب رؤية فائقة التميز، لفرط ما هو يبدي حرصاً على أن يكون مرئياً حتى آخر أعماق وجدانه. قبل سنوات أطلق زياد، على لسان الفنان الراحل جوزيف صقر، أغنية رائعة حملت عنوان: «مربى الدلال ربوكي وتعذبوا فيكي يا دلال».. ودلال هي زوجة زياد السابقة، وأم ابنه الوحيد الذي أسماه عاصي تيمناً بجده الفنان الكبير الراحل. يتطرق في الأغنية إلى حوار دار بينه وبين والد زوجته يوم ذهب لخطبتها، وفيه أنَّ الأب المزهو بابنته أبلغ طالب القرب منه أنَّ محامياً سعى في الأمر نفسه، و»مش كل مرة في محامي، لكن في متلك أمتال». (أي هنالك كثيرون من أمثالك). يرد زياد مقراً بالواقع: «إذا بيني وبيني المحامي الشغلة ما بدها سؤال». قبل أن يرتد نحو ذاته متحسراً: «هيدا المحامي منين نفَّد؟ (من أين أتى خلسة) لا عالخاطر ولا عالبال».. ما لم يكن في بال أحد أن زواج زياد ودلال سيكون عابراً، وأنَّه سينتهي إلى انفصال مرير، وأنَّ الزوجة ستشن على زوجها السابق حرباً ضارية عبر إحدى المجلات الفنية، تكشف خلاله الكثير مما يفترض أنَّه أسرار حميمة مكانها خلف الأبواب الموصدة.. لكنَّ الأمر، على سخونته، بدا عادياً مقارنة بما أقدم عليه زياد نفسه قبل أيام قليلة عندما رفع دعوة إلى إحدى المحاكم يطلب فيها شطب اسم ابنه عاصي من سجله العائلي، مستنداً في ذلك إلى اختبار للحمض النووي (DNA) ينفي، على حد زعمه، أبوتَّه للشاب العشريني الذي كان قد انتهى لتوه من إخراج فيلم سينمائي حاز قبول النقاد، واستدر الكثير من الكلام الذي كرَّسه كأحدالغصون الغضة في شجرة الإبداع الرحبانية الوارفة. يقول زياد إنَّ حق عائلته عليه يلزمه بعدم إدخال عنصر غريب إلى نسيجها الفني، بالرغم من انتقاداته الكثيرة للمدرسة الرحبانية، ويقول أيضاً إنَّ الاختبار النووي في حوزته منذ أربعة أعوام، وهو قرر الكشف عنه الآن بعد دخول عاصي الصغير حلبة الإنتاج الإبداعي.. ثمة صخب كثير أثارته الحادثة، والأرجح أنَّ متابعي الفنان يستعيدون معه اليوم قلق السؤال مطعماً ببعد استشرافي: «هيدا المحامي منين نفَّد.. لا عالخاطر ولا عالبال »
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©