الصيام.. والشفاء الذاتي

رحلتنا مع الفوائد الصحية للصيام لا تزال مستمرة، وفي هذه الحلقة نستعرض، ونحن نتأمل جمال الفريضة، أحد أهم الجوانب الصحية للصيام، وهوالعمل على تخليص الجسم من الترسبات والتراكمات الضارة، فالصيام الرمضاني يساعد على إعادة التوازن للجسم بعد اختلال هذا التوازن لمدة 11 شهراً في العام تقريبا· ما معنى إعادة التوازن للجسم ·· وما أهمية ذلك لصحتنا ؟· يقول الأستاذ الدكتور عادل صلاح الدين استشاري طب وجراحة الفم والأسنان في مركز العناية الفائقة (ويل كير): أجسامنا تعاني الكثير من الآثار الضارة للعادات الغذائية غير السليمة، وما أكثرها في حياتنا، والتي تؤدي إلى تراكمات ضارة عديدة في الجسم، مثل تراكم الدهون والشحوم وتراكم الأملاح كاليوريك أسيد وتراكم الكولسترول، وكل هذه التراكمات تمثل بدايات أو مداخل لأمراض شديدة الخطورة، والصيام لمدة قد تصل إلى 16 ساعة يوميا يؤدي إلى مساعدة الجسم على التخلص من معظم هذه التراكمات والترسبات الضارة عبر عملية صيانة ذاتية تستهدف في النهاية إصلاح مظاهر الخلل في وظائف بعض أجهزة الجسم· ويؤكد الدكتور عادل صلاح الدين أن الاستفادة الصحية من الصيام تكون بتجنب الإسراف في تناول الطعام، فمن الملاحظات الغريبة أن بعض الأشخاص يعانون من زيادة ملحوظة في الوزن خلال شهر الصيام والسبب أنهم يأكلون خلال 7 أو 8 ساعات تقريبا أضعاف ما كانوا يتناولونه على مدار 24 ساعة يوميا في الأيام العادية· والصيام مع الاعتدال في تناول الأطعمة خلال فترة الإفطار يساهم في إزالة ترسبات المعادن والفيتامينات الزائدة والتي تضرالجسم وتسبب الكثير من الأمراض، وعلى سبيل المثال فإن تراكم أملاح الحديد في الجسم قد يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة مثل الفشل الكلوي أو فشل عضلة القلب، وتراكم الكالسيوم يؤدي إلى زيادة احتمال الإصابة بالحصوات الكلوية أو المرارية عند الأشخاص الذين لديهم استعداد لذلك، وتراكم فيتامين ''أ'' في الجسم قد يؤدي في بعض الحالات إلى زيادة الضغط في السائل النخاعي في الدماغ وربما إلى تضخم الطحال والى حدوث بعض التصبغ في الجلد وإلى نوع من أنواع ارتفاع ضغط الدم، وتراكم فيتامين (د) في الجسم يزيد من تراكم الكالسيوم وبالتالي يساهم بشكل غير مباشر في تكون الحصوات البولية والمرارية، والأمثلة كثيرة وكلها تؤكد الآثار الضارة للإفراط في تناول أطعمة معينة وافتقار طعامنا إلى التوازن المنشود· ويجمع الأطباء على أن كل هذه التراكمات الضارة يمكن التخلص منها بالصيام مع الاعتدال في تناول الطعام، فالصيام من أهم العوامل التي تعيد التوازن إلى الجسم والتي تقلل ترسبات العناصر الغذائية التي تكون مفيدة عندما يحصل الجسم عليها باعتدال وضارة عندما تزيد على حاجة الجسم· لحظة من فضلك·· قبل أن تواصل التهام المزيد من القطايف والكنافة والعوامات وغيرها الكثير، وقبل أن تواصل السهرة أمام التلفزيون بصحبة أطعمة التسالي، حاول أن تقتطع بضع دقائق من وقتك الغذائي الثمين لتزن نفسك ولتحدد ما إذا كنت فعلا تستفيد من الفوائد الصحية للصيام·