سوزان نجم الدين: قبلت التحدي في مغامرة محسوبة

درست فنون العمارة والهندسة، لكنها اختارت التمثيل طريقاً وحرفة اقتحمته بعد تخرجها مباشرة لتقدم أكثر من 20 مسلسلا أبرزها ''قلوب دافئة'' و''الطوق'' و''غدر الزمان'' و''نهاية رجل شجاع'' و''صلاح الدين الأيوبي''، و''أمهات''، و''الدب الشائك''، و''الظاهر بيبرس''، و''خالد بن الوليد'' وآخرها ''الملاك الثائر''، إنها النجمة السورية سوزان نجم الدين التي تطل يوميا على مشاهدي شاشة أبوظبي الرمضانية من خلال مسلسل ''نقطة نظام'' مع صلاح السعدني، وتعتبر المسلسل خطوة جديدة في تاريخها الفني· * كيف تم ترشيحك لمسلسل ''نقطة نظام''؟ ** التقيت بالمنتج كامل أبوعلي الذي عرض عليّ المشاركة في مسلسلات مصرية بصفة عامة، فرحبت ولم يكن هناك عرض محدد، ولم يكن وقتها اتخذ قرارا بإنتاج مسلسل ''نقطة نظام''، وفي نفس الوقت كان هناك اتفاق بيني وبين المخرج أحمد صقر على المشاركة في عمل من إخراجه· وفجأة وجدنا أنفسنا نحن الثلاثة في عمل واحد هو ''نقطة نظام'' للمؤلف محمد صفاء عامر، وقرأت الورق قبل اتخاذ قرار الموافقة على العمل فأعجبني وسعدت به، وهذا العمل هو أول إطلالة فنية لي في مصر، وجميع عناصر النجاح مكتملة من ورق جيد ومخرج متميز وفريق عمل جميل، خاصة صلاح السعدنى وبوسي وأحمد راتب وأسامة عباس وعبد الرحمن أبوزهرة وريم البارودي· * ما الشخصية التي ستكون جواز مرورك للدراما المصرية؟ ** شخصية ''قمر'' فتاة بدوية فقيرة تعمل مع والدتها في المقهى الذي يمتلكانه على أحد الطرق السريعة بين القاهرة وسيناء، ولأنها جميلة تتعرض للعديد من المضايقات من سائقي النقل على الطريق السريع، وتلتقي بصلاح السعدني وهو محارب قديم ويشاهد مضايقات السائقين فيتدخل لحمايتها وتقع في غرامه رغم فارق السن بينهما، ويحاول أن يفهمها هذا الفارق ولكن دون جدوى· قتل الأسرى * ما الذي أعجبك في المسلسل؟ ** بخلاف أبطاله أعجبني موضوعه، حيث يتناول جريمة قتل الأسرى المصريين في حرب ،67 وتدور الأحداث حول ''عمر وهدان'' صلاح السعدني الذي يجند في الجيش قبل اندلاع حرب 1967 بفترة قليلة، ومع بداية الحرب وما شابها من فوضى، وأثناء تحرك سريته نحو أقرب موقع للجيش المصري، يتم أسره مع رفاقه، ويأمر القائد الإسرائيلي بدفنهم أحياء، ولا ينجو منهم سوى ''عمر'' الذي أكمل انسحابه وحيداً بشق الأنفس، لتتصاعد الحوادث وصولاً الى حرب أكتوبر ·1973 * أولى تجاربك في الدراما المصرية باللهجة البدوية وهي صعبة؟ ** قبولي هذا الدور مغامرة، لكنها محسوبة، فقد أحسست بأنني من الممكن أن أقدمه بطريقة مميزة لأنني أحب الأدوار الصعبة والعملية الفنية غير محسوبة، فمثلا عندما أقدم عملا أعتقد انه سينال نجاحاً كبيراً وقد لا يحدث هذا، والعكس صحيح فمثلا مسلسل ''نهاية رجل شجاع'' هو الذي قدمني وقدم المخرج نجدت أنزور والفنان أيمن زيدان وقدم سوريا للعالم العربي ولم نشعر أثناء تصويره أنه سينال كل هذا النجاح، فالفن يحس أكثر مما يحسب، وأنا أحسست بدوري في ''نقطة نظام'' ونجاحه مرهون بتوقيت عرضه· * هل تدربت على اللهجة البدوية؟ ** تدربت جيداً على اللهجة البدوية حتى أتقنتها تماماً على يد أساتذة من العريش حضروا خصيصاً لتعليمي، وتدربت على كيفية التعامل مع كاميرتين لأول مرة، حيث اننا في سوريا نصور دائما بكاميرا واحدة بطريقة السينما· * تردد انه حدثت أزمه اثناء تصوير دورك وتركت التصوير؟ ** طلبت من المؤلف محمد صفاء عامر اضافة بعض مشاهد لدوري، لكنه رفض وأوضح لي أن الخط الدرامي لدوري لن يسمح بأي زيادات أخرى، وأقنعني بوجهة نظره وتزامن ذلك مع ظروف سفري إلى سوريا بعد انتهاء تصوير مشاهدي الداخلية وبقيت مشاهدي الاساسية في المقهى على الطريق الصحراوي ففسر البعض ذلك بأنني غاضبة· * مساحة دورك في المسلسل صغيرة مقارنة بأدوارك في الدراما السورية؟ ** لا أقيس دوري في أي عمل درامي بعدد مشاهده ولكن بتأثيره في الدراما بوجه عام، ومساحة دور ''قمر'' جيدة إلى حد كبير إلى جانب انها الخط الدرامي المختلف في الأحداث ودوري بطولة· * هل ''نقطة نظام'' أول عمل درامي مصري يعرض عليك؟ ** هناك العديد من الاعمال، وكنت أؤجل خوض التجربة لانشغالي بأعمال درامية في سوريا، وعندما جاء الوقت المناسب عرض عليّ المنتج كامل أبوعلي هذا العمل وعرض المخرج أحمد صقر عملا آخر مع شركة ثانية ولكن تم تأجيله، وتعاقد صقر على إخراج ''نقطة نظام''، وعندما وجدت ''نقطة نظام'' يجمع نفس المخرج والمنتج وتأليف محمد صفاء عامر وأبطاله صلاح السعدني وبوسي أحسست بالأمان وهو ما شجعني على الاعتذار عن أعمال عديدة في سوريا· * كيف ترين انزعاج الفنانين المصريين من التواجد السوري في الدراما المصرية؟ ** حالة الانزعاج ليست عامة بين الفنانين المصريين، ولكن ربما يكون فنان او اثنان منزعجين، ولكن النجوم الكبار يرحبون بوجودنا، والمشكلة أننا كفنانين سواء في مصر او سوريا او أي بلد آخر نتحدث طوال الوقت عن ضرورة وجود عمل فني مشترك يجمعنا كعرب، وعندما يحدث ذلك تثار ضجة ولا أعرف لماذا؟ * هل استشرت أحدا قبل اول تجربة في الدراما المصرية؟ ** كثيرون حذروني من هذه الخطوة باعتبارها مغامرة لأنني لا أعرف ان كنت سأنجح في المسلسل المصري مثل النجوم السوريين الآخرين الذين سبقوني، بينما نجاحي في الدراما السورية شبه مؤكد باعتبارها ملعبي الرئيسي، لكنني قررت خوض التجربة· * هل ساهمت الفضائيات في انتشار الدراما السورية؟ ** انتشار الفضائيات في السنوات الاخيرة وتعددها كان أحد الأسباب الرئيسية في معرفة الجمهور العربي بوجود أنواع اخرى من الأعمال غير الدراما المصرية، فتعرف المشاهد العربي على الدراما السورية، فسوريا تنتج منذ زمن اعمالا متميزة لكنها لم تكن تلقى رواجا لكون عرضها محصورا في المجتمع السوري، بينما الفضائيات خرجت بها من هذا الإطار الضيق الى آفاق واسعة، ونجوم سوريا يدينون للفضائيات بالنصيب الأكبر من شهرتهم وانتشارهم· * كونت ثنائيا ناجحا مع أيمن زيدان ورغم ذلك مازلت بعيدة عن الكوميديا؟ ** أنا سعيدة بمشاركة أيمن زيدان عدداً من الأعمال الناجحة واستفدت منه كثيراً· أما الكوميديا فما عرض عليّ مجرد مسخرة لا تمت للكوميديا بصلة، وأخجل حتى من رؤيتها وأستثني بعض الاعمال السورية مثل ''عيلة 5 نجوم'' و''يوميات مدير عام'' و''مرايا'' وبداخلي طاقة كوميدية أشعر بها وأعيشها، لكن لم يقدم لي حتى الآن نص يفجر ما عندي ولست مستعدة لإقحام نفسي في عمل لمجرد الوجود·