25 سبتمبر 2007 23:18
من أسماء الله تعالى الحسنى ''المجيد''، وهو صفة جلالية اختارها الله تعالى لنفسه، وتدل على تفرده بصفات الجلال والكمال، وأنه القوي في سلطانه والقاهر فوق عباده·
ويقول د· أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الأزهر: المجيد -جل جلاله- هو الأعز الأكرم المتفرد بجميع آيات الجلال وصفات الجمال وصور الكمال والمقدس في ذاته وصفاته وأفعاله، والغني بذاته عن سائر خلقه، والمتعالي على عرشه، والقوي في سلطانه، والقاهر فوق عباده، وهو أيضاً من له المجد والحمد في الأولى والآخرة، وله الأمر كله، ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه، ومن هذه المعاني كلها جاء اسم الله تعالى ''''المجيد'' والذي لم يتصف به غيره·
فالله تعالى وحده هو المجيد، لأنه هو الجميل في ذاته وافعاله، والجزيل في عطائه، فكل افعاله جميلة لا يعرف القبح طريقاً لها، فقد خلق وأبدع في أحسن صورة، فهو خالق مجيد أجاد الخلق وأحسن صنعته بإتقان متفرد وتدبير محكم، كما أنه جل شأنه جزيل في عطائه يعطي من غير حساب ولا حدود، ومن يتقه يجعل له مخرجاً من كل كرب أو شر، فهو من هذه الناحية رب محسن مجيد يجيد الاحسان الى غيره، ولا احد يجيد الاحسان اليه، وهو يجيد ذلك بدون مقابل إلا عبادته التي تعود على العابد بالخير، ولا تعود على المجيد بأي شيء، ومن ثم فإن اسم الله المجيد يجمع معنى اسم الجليل والوهاب والكريم·
ويضيف د· كريمة: وورد اسم الله تعالى المجيد في أكثر من موضع في القرآن الكريم منها قوله -عز وجل-: (قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد) ''هود: ،''73 مؤكداً بشرى ابراهيم عليه السلام وزوجه سارة بإسحاق عليه السلام ومن وراء إسحاق يعقوب عليه السلام، ويحمل اسم المجيد هنا معنى العطاء الجزيل والخير الوفير الذي لا يمنعه أي عائق، فالله تعالى مجيد كل شيء، واذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون، وقد اقترن اسم المجيد في هذه الآية باسم الحميد، لأن المقام يقتضيه، فهو جل شأنه حميد يحمده الشاكرون من عباده وخلقه، وهو يحمد لعباده حسن صنيعهم بإخلاصهم وصدقهم في عبادته، وشأن الحامد والمحمود أن يكون مجيداً، وفي سورة البروج ورد ايضاً اسم الله المجيد في قوله تعالى: (وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد)· ''البروج: 14-،''15 وهنا يشعرنا الاسم بعظمة مجده، ويوحي بانه أهل للعفو كما هو أهل للانتقام، والعبد إذا فقه هذا الاسم وتوقف عند دلالاته فإنه سيزداد حباً واجلالاً وتفانياً في العبودية لله المجيد جل جلاله·
عدد اليوم
)
