الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السخاء (2-3)

السخاء (2-3)
25 سبتمبر 2007 23:22
قال المأمون: الجود بذل الموجود، والبخل سوء الظن بالمعبود· قيل: وشكا رجل إلى إياس بن معاوية كثرة ما يهب ويصل الناس وينفق· قال: إن النفقة داعية الرزق وكان جالساً على باب فقال للرجل: أغلق هذا الباب، فأغلقه· فقال: هل تدخل فيه الريح؟ قال: لا· قال: فافتحه، ففتحه فجعلت الريح تخترق في البيت، فقال: هكذا الرزق أغلقت فلم تدخل الريح فكذلك إذا أمسكت لم يأتك الرزق· قيل: ووصل المأمون محمد بن عباد المهلبي بمائة ألف دينار ففرقها على إخوانه فبلغ ذلك المأمون· فقال: يا أبا عبد الله إن بيوت الأموال لا تقوم بهذا· فقال: يا أمير المؤمنين البخل بالموجود سوء الظن بالمعبود· وعن أمية بن يزيد الأموي قال: كنا عند عبد الرحمن بن يزيد بن معاوية، فجاءه رجل من أهل بيته فسأله المعونة على تزويج، فقال له قولاً ضعيفاً فيه وعد وقلة أطماع· فلما قام من عنده ومضى دعا صاحب خزانته فقال: أعطه أربعمائة دينار، فاستكثرناها وقلنا: كنت رددت عليه رداً ظننا أنك تعطيه شيئاً قليلاً فإذا أنت أعطيته أكثر مما أمل، فقال: إني أحب أن يكون فعلي أحسن من قولي· وبحاتم يضرب المثل والسخاء، فحدثنا عن بعض حالات حاتم· قيل: كان حاتم جواداً شاعراً، وكان حيثما نزل عرف منزله، وكان ظفراً إذا قاتل غلب، وإذا غنم نهب، وإذا سئل وهب، وإذا ضرب بالقداح سبق، وإذا أسر أطلق، وكان أقسم ألا يقتل واحداً، قيل: ولما بلغ حاتماً قول المتلمس الضبعي: قليل المال تصلحه فيبـقـى ولا يبقى الكثير مع الفسـاد وحفظ المال أيسر من بقاه وضرب في البلاد بغير زاد فقال: ما له قطع الله لسانه، يحرض الناس على البخل أفلا قال: فلا الجود يفني المال قبل فنائه ولا البخل في مال الشحيح يزيـد فلا تلتمس رزقا بعيـــــش مـقـتر لكل غــــــــــد رزقـا يعــــــود جـديـــــد ألم تر أن الـرزق غـــــاد ورائـــــح وأن الذي أعطاك ســـــوف يعـيـــد قال: ونزل على حاتم ضيف ولم يحضره القرى فنحر ناقة الضيف وعشاه وغداه وقال: إنك قد أقرضتني ناقتك فاحتكم علي· قال: راحلتي· قال: لك عشرون أرضيت؟ قال: نعم وفوق الرضا· قال: إليك أربعون· ثم قال لمن بحضرته من قومه: من أتانا نياقه فله ناقتان بعد إلغائه، فأتوه بأربعين فدفعها إلى الضيف· وحكوا عن حاتم أنه خرج في الشهر الحرام يطلب حاجة، فلما كان بأرض عنزة ناداه أسير فيهم: يا أبا سفانة قد أكلني الأسار والقمل· قال: والله ما أنا في بلادي ولا معي شيء، وقد أسأت إلى أن نوهت باسمي، فذهب إلى العنزين فساومهم فيه واشتراه منهم وقال: خلوا عنه وأنا أقيم مكانه في قيده حتى أؤدي قراه، ففعلوا فأتاهم بغداء· قيل: لما مات حاتم خرج رجل من بني أسد يعرف بأبي الخيبري في نفر من قومه وذلك قبل أن يعلم كثير من العرب بموته، فأناخوا بقبره فقال: والله لأحلفن للعرب أنني نزلت بحاتم وسألته القرى فلم يفعل وجعل يضرب القبر برجله ويقول: عجل أبا سفانة قراكـا فسوف أنبي سائلي ثناكا فقال بعضهم: ما لك تنادي رمة باتوا مكانهم فقام صاحب القول من نومه مذعوراً فقال: يا قوم عليكم مطاياكم فإن حاتماً أتاني فأنشدني: أيا الخيبري وأنت امـرؤ ظلوم العشرة شتامـهــــــــــــــا فمــــاذا أردت إلـى رقــــــــــة بدوية صخبت هامـهــــــــــــــــا تبغي أذاها وإعســـــــارهـا وحولك طيء وإنعامهـــــــــــــا وإنا لننعـــــــم أضـيافـنــــــا من الكوم بالسيف نعتامهــــا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©