الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دعــــــــاء

25 سبتمبر 2007 23:22
كان عمرو بن الجاحظ رجل الأدب المعروف خفيف الظل، وروي أن رجلاً من معارفه قصده يطلب منه كتاب توصية لصديق له كان يشغل منصباً كبيراً ليقضي للرجل شأناً معيناً، فرحب الجاحظ بالرجل كما سارع بكتابة الكتاب وأغلقه وسلمه للرجل، وقال له اذهب به إليه فسوف يقضي لك ما طلبت إن شاء الله تعالى· فخرج الرجل مسروراً، إلا أن نفسه حدثته أن يقرأ الكتاب حتى يتعرف عظيم ما أوصى به الجاحظ صديقه، ففتح الرسالة وقرأ ما فيها وإذا هي: (بعد السلام·· أما بعد، فكتابي هذا أبعثه مع من لا يهمني أمره، فإن قضيت شأنه لم أشكرك، وإن لم تقضه لم ألُمك·· والسلام!)· فغضب الرجل غضباً شديداً وعاد أدراجه للجاحظ الذي لما رأى سمة الغضب على وجهه قال له: كأنك فتحت الرسالة وقرأتها؟ قال: نعم· قال: لا يَرعُك هذا، بل اذهب بها الى الرجل فإن الأسلوب الذي كتبتها به علامة بيني وبينه إذا أردت منه أن يقضي لي شيئاً، فأظهر الرجل اقتناعه، وقال له: إذاً قطع الله يدك· قال: أتدعو علي؟ قال: لا يَرعُك هذا، فإنها علامة لي عندما أريد الدعاء لأحد·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©