الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبد الصبور عبد القادر.. إبداع أكثر إشراقاً في رمضان

عبد الصبور عبد القادر.. إبداع أكثر إشراقاً في رمضان
25 سبتمبر 2007 23:23
قضى الفنان التشكيلي عبدالصبور عبدالقادر أكثر من 25 عاماً في رسم اللوحات الفنية التي تستوحي الحرف العربي، وأنجز أعمالاً تستلهم روح الفنون الاسلامية وتضيف اليها، ولا يزال الفنان عبدالصبور مقتنعاً بطريقه وأسلوبه ويواصل ابداعاته التشكيلية بتكوينات وحلول جديدة، معتمداً على الحروف العربية في شكل آيات قرآنية واحاديث نبوية وحروف متناثرة تتوزع على اللوحة· ومنذ تخرجه في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة قسم الجرافيك عام 1965 التحق الفنان عبدالصبور عبدالقادر بالادارة العامة للفنون الجميلة والمتاحف، وشجعه على الاتجاه التشكيلي د· ثروت عكاشة وزير الثقافة المصري وقتها، وكانت اغلب رسوم عبدالصبور تعبيرية عن البشر والاماكن، وكان أول فنان مصري يقيم معرضاً متكاملاً ضم 35 لوحة تعبيرية عن حرب أكتوبر 73 التي شارك فيها، وبعد العام 1975 شد الرحال الى السعودية للعمل هناك، وقبلها في نهاية الستينات من القرن العشرين بدأ الفنانون التشكيليون ينقسمون الى فريقين: أولهما اهتم بالتجريد، والآخر اتجه الى التراث والجذور، فظهرت الاعمال الفنية التي تستوحي الطرز الفرعونية والقبطية والاسلامية، وظهر في العالم العربي ما يعرف بالحروفية في مصر على يد الفنان عمر النجدي، وفي فرنسا حامد عبدالله، وفي اميركا يوسف سيدا، وكلها تجارب تعتمد على استلهام الحروف العربية في الاعمال الفنية كمفردات تتميز بالمرونة والتواصل· ويقول الفنان عبدالصبور عبدالقادر: إن هزيمة يونيو 1967 كسرت الاتجاه القومي الذي كان سائداً في اعمال الفنانين التشكيليين، حيث بدأوا يفقدون ايمانهم بهذا الاتجاه، وظهرت أبواب اخرى للتفكير تدعو للتحرر من القيد القومي، ومن هؤلاء اصحاب التجارب الفنية التي استلهمت التراث، وخاصة الاسلامي، ومن الرواد في هذا المجال الفنان عمر النجدي الذي دفعه للتفكير في امكانيات الحروف العربية وعطائها في مجال التشكيل، واللافت أن عدداً من الفنانين العظام الذين كانت اعمالهم تعبيرية اتجهوا الى الحروفية مثل صلاح طاهر وعمر النجدي، والحروفية ليست هروباً من التعبيرية، بل بحثاً عن حلول جديدة، خاصة أن الحرف العربي في الاعمال الحروفية مفردة تشكيلية مثلها مثل الشجر والانسان والنهر· الحروفية وحول تعريفه للحروفية يقول: إن مفهوم الحروفية يختلف من فنان لآخر، فهناك من يكتب آية قرآنية ويتفنن في تشكيل حروفها على اللوحة، وهذا اقرب لمهمة الخطاطين، وفريق آخر وهو منهم يرى أن الحروفية في الفن التشكيلي هي تشكيل للتكوين يستخدم الفنان فيه مفرداتٍ حروفيةً بدلاً من المفردات الآدمية مثلاً، فهو يرسم التكوين أولاً قبل ان يوزع الحروف العربية فيه بشرط ان تتحقق في العمل الفني عوامل الاتزان التشكيلي كالعمق والابعاد والجدة أي أنه يملأ مساحات التكوين بالحروف العربية التي قد تكون آيات قرآنية أو احاديث نبوية شريفة أو معالجات بحروف تستقي معناها من الشكل ولا تحتوي على جملة مقروءة· ويضيف: أنه لا يتقيد بما هو مكتوب في العمل الفني، وكل ما يهمه هو التعمق في التجربة الفنية التي تعتمد على الحرف العربي كمفردة تشكيلية غير تقليدية، والبطل الرئيسي في العمل الفني أو اللوحة هو الحرف والتكوين واللوحة معاً وليس عنصراً واحداً، والفرق بين اصحاب المذهب التجريدي والحروفيين أن الاثنين يبحثان في العمل الفني عن التكوين واللون والملمس، ويزيد الحروفيون على ذلك استخدام الحرف كمفردة تشكيلية مختلفة تزيد جمال اللوحة، لأن الحرف العربي من ابرز المفردات الاسلامية مع ارتباطه بالقرآن الكريم الذي كان دافعاً لتحسين الخط العربي ومروره بمراحل التطوير المختلفة· ويؤكد الفنان عبدالصبور عبدالقادر أن مرحلة استخدام الحرف العربي المجرد النقي عنده لاحقة في تجربته الفنية، حيث كان في مرحلة سابقة يستخدم الموتيفات الاسلامية المختلفة كالقباب والمآذن والآهلة، ولكنه تجاوز تلك المرحلة الى استخدام الحرف العربي المجرد كمرحلة اعمق، وتحقق له ما يريد، ومن الممكن ان يلجأ الى اضافة الموتيفات في بعض اعماله الفنية إذا رأى أن الحرف العربي توقف عن تلبية مطالبه الفنية، ولكن هذا أمر نادر وخلال تجربته الطويلة يحاول البحث عن حلول جديدة وتكوينات مختلفة· ويقول إن الفنون الاسلامية لها مقوماتها وتصلح لكل زمان ومكان، وهذه المقومات يمكنها ان تفتح آفاقاً جديدة للفن التشكيلي، وما يقوم به مع غيره هو فن تشكيلي حديث يستخدم مفردات مختلفة هي الحروف العربية، مستعيناً في ذلك بعطاءات الحرف العربي من مرونة وليونة وحرية في الاستخدام، بالاضافة الى ملء الفراغات التي تعتبر من ركائز الفنون الاسلامية ·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©