السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إرجاء انتخاب رئيس جديد للبنان إلى 23 أكتوبر

إرجاء انتخاب رئيس جديد للبنان إلى 23 أكتوبر
26 سبتمبر 2007 00:58
لم يخالف مجلس النواب اللبناني امس اجواء التوقعات بعدم انعقاده في الجلسة الاولى لاستحقاق الانتخابات الرئاسية، وكما كان مرجحا تسبب غياب النصاب القانوني المتمثل بثلثي اعضاء البرلمان بإفشال الجلسة حيث اعلن رئيس المجلس نبيه بري ارجاءها الى 23 اكتوبر المقبل على أمل إجراء مشاورات اضافية تؤدي الى رئيس توافقي· واذ جددت مصادر الاكثرية التي حضرت بكامل اعضائها (68 نائبا) التلويح بانتخاب رئيس الجمهورية في الجلسة المقبلة بأغلبية النصف زائد واحد في حال عدم التوصل الى توافق· شددت مصادر المعارضة (58 نائبا) التي حضر عدد من نوابها الى المجلس لكن لم يدخلوا الى القاعة الرئيسية على اهمية فرصة التوصل الى تسوية خلال الاسابيع الاربعة المقبلة· وكان امين عام مجلس النواب عدنان ضاهر اعلن من داخل قاعة البرلمان عن تأجيل موعد انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الى يوم الثلاثاء 23 اكتوبر المقبل في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا بسبب عدم اكتمال النصاب· فيما تلا نائب رئيس المجلس فريد مكاري بيانا باسم ''الاكثرية'' رفض فيه ما ورد في بيان امانة المجلس عن ان التأجيل حصل لعدم اكتمال النصاب واكد ان الاكثرية ستبقى ساعية الى الحوار البناء مع جميع الكتل النيابية المعارضة من اجل انقاذ استحقاق الرئاسة وإنقاذ لبنان من خطر الفراغ في سدة الرئاسة الاولى وخطر الانقسام الداخلي''، وقال ''جئنا استجابة الى نداء المطارنة الموارنة الذين اعتبروا اي مقاطعة لجلسة اليوم مقاطعة للوطن، ولاستغاثة اللبنانيين جميعا، من مختلف القطاعات الاقتصادية والنقابية والثقافية والاجتماعية بعدم تعريض لبنان واللبنانيين الى خطر الفراغ''· وينص الدستور اللبناني على ان ينتخب رئيس الجمهورية بالاقتراع السري بغالبية الثلثين (86 نائبا من اصل 128) في الدورة الاولى، ويكتفى بالغالبية المطلقة (65 نائبا) في دورات الاقتراع التي تلي، لكن هذه النقطة تشكل محور الخلاف بين الاكثرية والمعارضة فالنص لم يأت على ذكر النصاب صراحة، حيث تعتبر المعارضة ان الجلسات اللاحقة لا يمكن ان تنعقد اذا لم تعقد الجلسة الاولى، في حين ان الغالبية ترى ان عدد الاصوات الضرورية للفوز تشكل النصاب· وقال النائب سمير فرنجية (الاكثرية) اثر مغادرته مقر المجلس ''اعطينا فرصة للحل حتى موعد 23 اكتوبر··الجلسة المقبلة هي الفرصة الاخيرة وخلال الجلسة سننتخب بالنصف زائد واحد اذا لم يحصل توافق··نحن نعتبر ان حضورنا الى مجلس النواب يعني ان الجلسة الاولى انعقدت والثانية ستكون بالنصف زائد واحد··هذا لا يعني التقسيم وانما يعني توحيد البلد لمنع الفراغ''· فيما اعتبر النائب الياس عطالله انه اذا كان طرح التوافق جديا فإن الجلسة المقبلة ستكون فرصة حقيقية، مضيفا ''على كل حال 23 اكتوبر ستكون جلسة انتخاب اما بالوفاق او بالنصف زائد واحد''· وقال رئيس ''اللقاء الديمقراطي'' النائب وليد جنبلاط احد ابرز قادة الاكثرية ''كان بمقدورنا ان ننتخب رئيسا بالنصف زائد واحد امس لكننا لم نرغب في احداث نزاع دستوري وأردنا اعطاء فرصة من اجل التوافق واحترام ارادة البطريرك الماروني نصر الله صفير''· وقال وزير الاتصالات مروان حمادة ''إننا نعطي المفاوضات فرصة حتى الجلسة المقبلة في 23 أكتوبر ولكن هذه هي الفرصة الأخيرة حيث سنجري خلال تلك الجلسة تصويتا بالأغلبية البسيطة إذا لم يتم التوصل إلى توافق''· وقال النائب مصباح الأحدب من جانبه ''حدث ما كان متوقعا··اعطينا الفرصة للتوافق ولم نتخل عن حقنا في الانتخاب بالنصف زائد واحد''· فيما رد النائب ميشال عون احد ابرز قيادات المعارضة على الاكثرية بالقول ''رسالتنا قاسية وواضحة··الانتخاب بالنصف زائد واحد بمثابة اعلان حرب··موضوع النصاب القانوني غير قابل للعب به والدول التي ستدعم رئيسا كهذا عليها إرسال قواتها لحمايته''· لكن زعيم الاكثرية النائب سعد الدين الحريري الذي التقى امس بري لمدة 15 دقيقة في مكتبه في المجلس قال بعد ارجاء الجلسة ان الاجواء ايجابية وانه متفائل، واضاف ''الاجواء توافقية لكي نصل للاستحقاق جميعا ونستطيع ان ننتخب رئيس جمهورية لجميع اللبنانيين''· وتابع لدى سؤاله عما اذا كان سيجتمع مع بري مجددا ''هذا أكيد''· فيما قال النائب علي حسن خليل احد ابرز مستشاري بري ''التأجيل فرصة سياسية للتوافق اكثر مما هو تأجيل للتعطيل''، واشار الى تأسيس حوار انطلق مع الحريري وآخرين· وقال النائب حسن فضل الله (حزب الله) تعليقا على حضور النواب الى المجلس لكن مع امتناعهم عن دخول القاعة لتأمين نصاب الثلثين ''اتينا الى المجلس لكننا قاطعنا الجلسة لأنه لم يتم التوصل الى رئيس توافقي''، واضاف ''الحضور في المجلس تم في مناخ هادئ وهذا امر ايجابي''، داعيا الى اغتنام الفرصة المتاحة عبر مبادرة بري قائلا ان المعبر الوحيد لتأمين انتخاب دستوري وقانوني هو التوافق ومعتبرا ان الكرة الآن في ملعب الاكثرية وان اللبنانيين محكومون بالتسوية· فيما كرر النائب حسين الحاج حسن قوله ''لم يحصل توافق وبالتالي لن نؤمن النصاب''· ورد النائب انطوان زهرة (القوات اللبنانية) ''نحن الآن مع التوافق لكن في اللحظة المناسبة فإن تحالف 14 مارس سينتخب رئيسا جديدا''· وكان النواب وعلى رأسهم قادة الأكثرية توافدوا الى المجلس وسط اجراءات امنية مشددة نفذها آلاف من عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي، ولف بعضهم عنقه بوشاح احمر وابيض رمز ''انتفاضة الاستقلال'' التي انطلقت اثر اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري· فيما وضعت في قاعة المجلس صور النواب الاربعة الذين اغتيلوا على المقاعد التي كانت مخصصة لهم وبجانب كل منها علم لبناني· اما رئيس المجلس النيابي فلم يدخل مطلقا القاعة العامة وبقي في مكتبه الى حين الاعلان عن ارجاء الجلسة المتوقع ان يدور جدل حول ما اذا كانت ستحتسب جلسة اولى ام لا· وقال مصــــــدر في الاكثرية ''بما ان النصاب موضــــع خلاف تقرر ان يتم الارجاء دون ذكر النصاب''· واحيط بالبرلمان مربع امني اتسع الى حدود خيام المعارضة المنصوبة على بعد نحو مائة متر قبالة المباني الحكومية منذ الاول من ديسمبر الماضي· وبدت الخيام خالية من المعتصمين وقد انتشر بعض الحراس امامها· وتولت سيارات مصفحة كبيرة نقل نواب 14 مارس من فندق فينيسيا الذي تحول الى ما يشبه الثكنة العسكرية· وحملت النائبة غنوة جلول لدى دخولها قاعة البرلمان صورة للحريري وعلم لبنان، في حين حمل نائبان من الاكثرية لوحة تحمل صورة النواب الذين تم اغتيالهم وعليها عبارة ''غيبونا قسرا، فلا تغيبوا طوعا'' اضافة الى لافتة كتب عليها ''لا تقاطعوا الأمة''·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©