«آبل» تقاضي «إتش تي سي» التايوانية

أقامت شركة آبل الأميركية مؤخراً دعوى ضد اتش تي سي الشركة التايوانية، أكبر مصنعي الهواتف الذكية التي تعمل على نظام تشغيل اندرويد من جوجل منها نكزس وان الذي صممته وتبيعه جوجل، حيث أفادت آبل في الدعوى القضائية المرفوعة أمام مكتب مفوضية التجارة الدولية الأميركية ومحكمة ولاية ديلاوير بأن هواتف اتش تي سي التي تعمل على نظام اندرويد انتهكت 20 من براءات اختراعها بما يشمل تلك البراءات المتعلقة بقدرة آي فون على التعرف الفوري على لمسة أصابع مستخدمة على الشاشة. بذلك تهاجم آبل اتش تي سي التي يعتبرها العديد من المحللين إحدى أفضل شركات التكنولوجيا من حيث الإدارة في جزيرة تايوان، وكانت اتش تي سي بدأت عام 1997 كتاجر كمبيوترات محمولة (لاب توب) صغير ثم أضحت إحدى عمالقة التكنولوجيا تحت قيادة رئيستها وإحدى مؤسسيها شير وانج وإحدى الأبناء التسعة للراحل وانج يونج تشينج الذي كان صاحب مصانع البتروكيماويات ومن أغنى أغنياء تايوان. وربما لن تسبب دعوى براءات الاختراع التي أقامتها آبل ضد اتش تي سي HTC مشاكل كبرى لشركة التكنولوجيا التايوانية في الأجل القصير بحسب تقارير خبراء التحليل الصادرة مؤخراً، ولكنها قد توتر علاقاتها مع شركائها في السوق الأميركية المهمة وتشكك في ريادتها بجانب ما تواجهه من تحديات في مجال الهواتف الذكية المتزايد التنافسية. يأتي نحو نصف إيرادات اتش تي سي من الولايات المتحدة حيث تقترن هواتفها الذكية بخدمات تقدمها شركات مثل تي- موبايل، يذكر أن اتش تي سي هي التي تقوم بتصنيع هاتف نكزس وان Nex s One لجوجل بموجب عقد موقع بينهما كما تصنع هواتف تحمل اسمها التجاري. وقال جيف بو المحلل في فوبون سكيوريتيز في تايبيه إن التأثير قصير الأجل لن يكون كبيراً. وأضاف أن مثل تلك الدعاوى قد تمتد لثلاث أو أربع سنوات، ولكن في الأجل الطويل ربما يتخذ العديد من شركات الاتصالات الأميركية موقفاً أكثر تحفظاً في قبول منتجات اتش تي سي الجديدة بسبب مخاطر الدعاوى القانونية أو قد تطلب خفض الأسعار تعويضاً عن تلك المخاطر. اشتهرت السيدة وانج التي تحمل ماجستير العلوم الاقتصادية من جامعة كاليفورنيا من خلال توجيه اتش تي سي مبكراً نحو سوق الهواتف الذكية حيث فازت الشركة بعقد تصنيع كمبيوتر آي باك المحمول لصالح شركة كومباك عام 2000، ثم طرحت فيما بعد هواتف تستخدم منصة ويندوز موبايل من (مايكروسوفت) ونظام اندرويد من (جوجل). وفي الربع الرابع من عام 2009 أتت 95 في المئة من إيرادات اتش تي سي من هواتف تحمل اسمها بحسب بو. ووفقاً لانترناشيونال داتا كورب لاستشارات التكنولوجيا حصلت اتش تي سي على حصة 4.6 في المئة من سوق الهواتف الذكية العالمية عام 2009، بينما حصلت آبل على 14.4 في المئة، كلا الشركتين يأتي ترتيبهما بعد نوكيا البالغة حصتها 38.9 في المئة وريسيرش إن موشن البالغة حصتها 19.8 في المئة. يذكر أن هناك دعوى أخرى مرفوعة على آبل من نوكيا التي تدعى أن آبل انتهكت عشراً من براءاتها اللاسلكية (الجيل الثالث). وكانت اتش تي سي العام الماضي قد حصلت على المركز الرابع في تصنيف أفضل اسم تجاري تايواني الذي أجراه المجلس التايواني لتنمية التجارة الخارجية بعد ايسر Acer مصنعة الكمبيوتر الشخصي وترند مايكرو Trend Micro عملاقة برامج مكافحة الفيروسات واسوستيك As stek رائدة النتبوك. غير أن بو قال إن اتش تي سي قد لاقت صعوبة مؤخراً في مواجهة منافسي هواتف ذكية جدد، ورغم أنها أجرت حملة ترويج منتجاتها في شهر أكتوبر الماضي متوجهة نحو تنويع تلك المنتجات بحيث تضم هواتف ذكية متواضعة الأسعار إلا أنها عانت من تناقص هوامش الأرباح على حد قوله. ذكـر أن إجمالي دخـل الشركـة العام الماضي بلغ 144 مليار دولار تايواني أو 4.5 مليار دولار أميركي بتراجع 5.2 في المئة عن سنة سابقة. ويذهب بعض الخبراء إلى أن الدعوى دليل على نجاح اتش تي سي مبررين ذلك بأن سليكون فالي حين تكتشف صعود إحدى الشركات فإنها تسعى إلى عرقلتها من خلال مقاضاتها ويرون أنها أفضل شركة في تايوان ومن أفضلها على مستوى آسيا من حيث الأداء الإداري. عن “انترناشيونال هيرالد تريبيون”