السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هدنة «إيبولا» وحــرب «زيـكا»

9 ابريل 2016 23:25
قررت إدارة أوباما ترحيل مبلغ 589 مليون دولار من الصندوق الفيدرالي المخصص لمحاربة فيروس «إيبولا»، لإنفاقه على الجهود الهادفة لوقف انتشار فيروس «زيكا». ووصف هذا الإجراء الذي أعلن عنه مسؤولون فيدراليون بأنه مؤقت، ويأتي على خلفية رفض قادة «جمهوريون» في الكونجرس لرصد 1.9 مليار دولار لتمويل عدة صناديق طارئة لوقف انتشار وتحوّل الطبيعة الفيسيولوجية لفيروس «زيكا» داخل وخارج الولايات المتحدة. وخلال مؤتمر دعي إليه إعلاميون، قال المسؤولون إنهم في صدد تنفيذ برنامج لتجيير 510 ملايين دولار لصالح صندوق مخصص لمحاربة فيروس «إيبولا» واعتماد مبلغ 79 مليون دولار للإعداد لمواصلة الحرب ضد فيروس «زيكا». إلا أن «شون دونوفان» مدير مكتب الإدارة والميزانية في الخزينة الفيدرالية قال: «إن هذه الصناديق التي أعيد توجيهها لا تكفي لاستكمال جهود مكافحة زيكا». ولقد وجدت الحكومة نفسها مجبرة على اتخاذ هذه الخطوة خوفاً من عودة «زيكا» إلى الانتشار عند قدوم فصل الخريف. وقال دونوفان إن المشرّعين كانوا يسعون بتهوّر إلى رفض طلب الإدارة لتخصيص منحة لدعم الجهود الهادفة إلى مكافحة البعوض العائل لفيروس «زيكا» وتطوير البحوث المتعلقة باستنباط المصل الواقي من مضاعفات المرض الذي يسببه. وفي معرض تعليقه على هذا الجدل، قال دونوفان: «لا يجوز اللعب بالنار في مثل هذه الحالة. ويتوجب علينا أن نتأكد من أن الكونجرس سوف يعمل في هذا الاتجاه بشكل فوري، ولم يعد في وسعنا الانتظار». وكانت لهجة «جوش إيرنيست، الناطق باسم البيت الأبيض أكثر صرامة عندما قال إن المشرّعين الجمهوريين يحتاجون لأن يعلنوا عما إذا كان نفورهم من أوباما «يكفي للتعبير عن عدم رغبتهم بمحاولة حماية النساء الحوامل في الولايات التي يمثلونها من شرور هذا المرض اللعين». وثمة أعضاء في لجنة المخصصات المالية التابعة لمجلس الشيوخ يتوقعون أن تجري مناقشة إقرار حزمة تمويل إضافية لمكافحة «زيكا» من خلال حصص الإنفاق السنوي التي يجري العمل بها الآن. وقال أحد «الجمهوريين» البارزين في الكونجرس إنه بصدد تقييم المدة التي ستفرغ خلالها صناديق مكافحة إيبولا، وما حجم الأموال الإضافية اللازمة لمواصلة المهمة، وقال ثلاثة من كبار أعضاء لجنة المخصصات المالية إن استخدام الأموال المتوفرة الآن لمكافحة «زيكا» تندرج في إطار الاستجابة الفورية الأكثر فعالية للتصدي لانتشار الوباء إلا أن المشكلة تكمن في صعوبة تأمين الأموال الإضافية اللازمـة في المستقبل. وتتزايد الشكوك لدى «الجمهوريون» في مجلس النواب فيما يتعلق بالحاجة لصناديق دعم جديدة لمكافحة زيكا. وقال «الجمهوري» والناطق باسم الكونجرس «بول ريان» في مؤتمر صحفي عقده الشهر الماضي أن الحكومة تمتلك الكثير من الأموال لمحاربة زيكا. ويرى «الجمهوريون» في مجلس النواب أن الواجب يقضي بتوفير دولارات دافعي الضرائب من خلال استخدام أموال مكافحة إيبولا في الحرب ضد زيكا، وأضاف أن اللجان المتخصصة تتابع باهتمام كبير تطور انتشار فيروسي زيكا وإيبولا. وقال «باتي موراي» السيناتور عن الحزب الديمقراطي: «إننا نضع أنفسنا في حالة المخاطرة باقتناص تمويل مكافحة إيبولا، وذلك لأنه لا يزال يشكل خطراً في العالم كله ونحتاج لمتابعته على الرغم من أنني أعلم بضرورة مكافحة زيكا أيضاً. وأنا لا أعتقد أن أمامهم خيار آخر». وأمام هذا الجدل، أعلن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ «ميتش ماكونيل» عن أمله في اعتماد فواتير إنفاق إضافية تتضمن تمويل صندوق مكافحة زيكا بحلول منتصف أبريل الجاري. وحتى يوم الجمعة الماضي، ووفقاً لتصريح صادر عن مصالح الخدمات الصحية والإنسانية في الولايات المتحدة، بلغ عدد الإصابات الموثقة بفيروس زيكا في الولايات المتحدة 672، وأظهرت الفحوص الطبية إصابة 64 امرأة حامل بالفيروس، ومن بين مجموع المصابين، هناك 323 حالة إصابة بسبب العدوى الناتجة عن السفر إلى الدول والمناطق الموبوءة و349 حالة إصابة بسبب تناقل الفيروس محلياً، وكل حالات تناقل الإصابات بسبب السفر تقريباً حدثت في دولة بويرتو ريكو. *محللة في السياسات الأميركية والدولية ** محللة أميركية في السياسات المالية والاقتصادية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©