أوباما يعرض على أميركا اللاتينية نسيان الماضي والنظر إلى المستقبل

وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس قادة قـمة الأميركتين في ترينيداد وتوباجو بـ''عهد جديد من الحوار'' من الند للند بين الولايات المتحدة ودول المنطقة• وقال في افتتاح القمة أمام قادة منطقة تعرف تيارا قويا معاديا للولايات المتحدة ''أنا هنا كي افتح فــــصلا جديدا من الحوار سيستمر طيــــلة عهدي''• وعندما استمع أوباما الى عدد من قادة الدول وهم يوجهون الانتقادات القاسية لبلاده ويتهمونها بإفقار بلادهم رد بحزم لكن بشكل مهذب بأن ''الولايات المتحدة تغيرت•• أعتقد أنه من المهم تذكير أصدقائي القادة بان بلادي ليست الوحيدة التي يجب أن تتغير، نتحمل جميعا مسؤولية الاستدارة نحو المستقبل''• وأضاف ''نظرا الى الشكوك التاريخية، من المهم الإقرار بأن سياسة الولايات المتحدة لا يجوز أن تكون سياسة التدخل في شؤون الدول الأخرى ولكن هذا يعني أيضا أنه لا يمكننا أن نتهم الولايات المتحدة بكل مشاكل المنطقة''• وتطرق أوباما الى التهديدات التي تطال منطقة أصابتها الأزمة الاقتصادية الدولية بقوة ومعرضة للجريمة على نطاق واسع ومعرضة ايضا لنتائج ارتفاع حرارة الارض• ونادى أوباما بالعمل الجماعي •• وأعلن عن انشاء صندوق لمنح قروض للمؤسسات الصغيرة في الأميركتين• واقترح ''شراكة في الطاقة والمناخ لتشجيع الطاقات البديلة ومواجهة التغييرات المناخية باقتصاد الطاقة وتقاسم التكنولوجيا ودعم الاستثمار• وبالنسبة للأمن، أعلن اوباما مبادرة جديدة من 30 مليون دولار لتعزيز التعاون بين دول الكاريبي• وأضاف ''أعرف أن الوعود بالشراكة لم تحترم في الماضي وأن الثقة تكتسب مع الوقت• وأوضح ''التزم أمامكم بشراكة من الند للند''• ورفض أن يكون التعاون أسير خلافات سابقة ونقاشات ''عقيمة'' حول المسألة الكوبية أو بين أنصار الاقتصاد الاشتراكي والرأسمالية• وقال كوبا هي مثال لمسؤولية جماعية للسهر على احترام الديموقراطية• ومد أوباما يده الى كوبا، مبديا استعداده للحوار، في حين دعته عدة دول الى رفع الحصار عنها• ورفض أوباما في خطابه إجراء حوار ''لمجرد الرغبة في الكلام''، لكنه قال إنه يؤمن بإمكانية إعطاء ''اتجاه جديد'' للعلاقات مع كوبا• وقال ''أنا على استعداد لتبدأ إدارتي حوارا مع كوبا على أساس حقوق الإنسان وحرية التعبير والديموقراطية والمخدرات مرورا بالهجرة والمسائل الاقتصادية''• وأعلن وسط تصفيق الحضور ، أنه ''لم يأت الى هنا للاهتمام بالماضي وانما بالمستقبل''• وقبيل ذلك، جرت مصافحة تاريخية وحارة بين اوباما ونظيره الفنزويلي هوجو شافيز، العدو اللدود للولايات المتحدة• وبدا الرجلان مبتسمين أمام المصورين كما لو أنهما قصدا تجاوز خلافاتهما• وقال شافيز ''بهذه اليد صافحت بوش قبل ثماني سنوات• أريد أن أكون صديقك''، في حين شكره أوباما وأمسك بذراعه• وكانت فنزويلا وكوبا مع عدد من الدول أعلنت أنها تعتبر مسودة البيان الختامي للقمة ''غير مقبول'' لأنه لا يتحدث عن رفع الحصار عن كوبا• وخرج أوباما عن نص خطابه ليطلب بشكل مهذب ولكن بحزم من قادة الاميركتين، عدم الذهاب بعيدا عند انتقاد الولايات المتحدة• وبعد أن استمع الى عدد من القادة وهم يهاجمون بلاده بقوة في كلماتهم ، قال ان ''الولايات المتحدة تغيرت مع الوقت، هذا الأمر لم يكن دائما سهلا ولكنها تغيرت• إذن، من المهم، أعتقد، تذكير اصدقائي القادة بان بلادي ليست الوحيدة التي يجب أن تتغير، نتحمل جميعا مسؤولية الاستدارة نحو المستقبل''• واضاف ''نظرا الى الشكوك التاريخية ، من المهم الإقرار بانه لا يمكننا ان نتهم الولايات المتحدة بكل مشاكل المنطقة''• وقبل أن يعطى اوباما حق الكلام، استمع الى قادة أشاروا تقريبا بوضوح الى مسؤولية الولايات المتحدة في الأزمة الاقتصادية التي تضرب بقوة المنطقة أو رفضوا سياستها الكوبية• واتهم رئيس نيكاراغوا دانييل اورتيجا الولايات المتحدة باعتماد سياسة الاستعمار في بورتو ريكو وقمع الشعوب المهاجرة أو المساهمة في فقر أميركا اللاتينية• وأوضح اوباما ''أنا ممتن جدا للرئيس اورتيجا لعدم اتهامي بأشياء حصلت عندما كان عمري ثلاثة أشهر'' وذلك بعد أن قال اورتيجا إن اوباما كان شابا عندما وقعت أحداث ''خليج الخنازير'' التي ميزت التاريخ الأميركي-الكوبي