مسافرون يستعدون للتوجه إلى آخر المقاصد السياحية!

اشترى ريتشارد لاروندي تذكرة لرحلة الى الفضاء الخارجي بعد 16 يوماً فقط من عودته من رحلة كان قد قام بها الى القطب الجنوبي في يناير الماضي· وبالنسبة للاروندي فإن اتخاذ القرار بإنفاق مبلغ 200 ألف دولار على إحدى أولى الرحلات التجارية الى الفضاء فإن الأمر لن يستغرق وقتاً أطول من ذلك الذي يحتاجه للبحث عبر محرك جوجل للبحث عما أصبح يعرف بـ ''السياحة الفضائية''· يقول لاروندي - 56 عاماً - الذي يمتلك أعمالاً تجارية مزدهرة تختص بالتخطيط للمناسبات والأحداث العائلية في بوسطن: ''بمجرد عودتي من القطب الجنوبي بدأت أدخل على الإنترنت''· وفي خلال أيام معدودات أودع مبلغ 20 ألف دولار في حساب إحدى شركات السفر الفضائي في نيويورك· ولما كان صافي ثروته يزيد على 5 ملايين دولار فقد أصبح بإمكان لاروندي أن يحول حلم طفولته الدائم بارتياد الفضاء الى حقيقة راسخة، وكذلك فهنالك العديد من الشركات التي أدركت أن لاروندي ليس وحده الذي يأمل في أن يتحقق هذا الحلم في أقرب فرصة ممكنة· وكما ورد في صحيفة انترناشونال هيرالد تريبيون مؤخراً فهنالك العشرات من المشاريع الفضائية السياحية المختلفة في جميع أنحاء العالم التي توفر الخبرات والتجارب التي تتفاوت من مجرد رحلة قصيرة وموجزة الى الحدود الخارجية لكوكب الأرض ونهاية بإقامة مطولة في فندق فضائي تنعدم فيه الجاذبية بالكامل· وكذلك فإن مجموعات من المستثمرين الخاصين والعامين على حد سواء في مناطق بعيدة كسنغافورة ودبي ونيومكسيكو أصبحوا في طريقهم لإنفاق مئات الملايين من الدولارات من أجل تطوير ''المطارات الفضائية'' المتقدمة والمجهزة بالفنادق والمتاحف ومسارح الأفلام الوثائقية والتسجيلية المتعلقة بكل ما يختص بشؤون الفضاء والرحلات الفضائية· وفي ظل التوقعات بأن تنطلق أول مجموعة من المسافرين في رحلتهم السياحية الفضائية في وقت ما من أواخر العام 2009 فإن شركة فيوترون المعنية ببحوث السوق تتوقع أن عدداً يصل الى 14 ألف سائح فضائي سوف يسافر الى الفضاء في كل عام بحلول العام 2021 وبشكل يدر إيرادات تزيد على مبلغ 700 مليون دولار في كل عام· وكما يقول والتر بيترز عميد جامعة الفضاء الخارجي في ستراسبورج: ''هناك منافسة محتدمة في هذه اللحظة بين العديد من الشركات· ولكن أعتقد أن العديد من الأشخاص يسيئون تقدير السرعة التي تنمو بها هذه الصناعة وبالنسبة للشركات التي ستحقق النجاح فإن هذه الأعمال ستنطوي على أرباح هائلة''· وتضم قائمة أكبر رجال الأعمال الذين يقفون خلف هذا السباق الفضائي الترفيهي الأكبر من نوعه شخصيات معرفة بمن فيها ريتشارد برانسون صاحب أكبر شركة للمعدات المنزلية في أميركا وجيف بيزوس مؤسس شركة وموقع أمازون دوت كوم· أما كبريات الشركات فمن بينها الشركة الأوروبية للفضاء والدفاع ''الأيدس'' الشركة الأم العملاقة إيرباص والتي تنفق أموالاً هائلة على مشاريع صممت خصيصاً بحيث تنطوي على مغامرات مثيرة وشيقة ومأمونة في نفس الوقت في هذه الرحلات الفضائية· ويعتبر مشروع برانسون المعروف باسم ''فيرجن جالاكتيك'' الأكثر تقدماً من غيره حتى الآن في خططه بعد أن أصبح من المؤكد إجراء اختبارات الرحلة على طائراتها الفضائية التي تتسع لستة مسافرين في أوائل العام المقبل· وذكرت الشركة التي يندرج لاروندي تحت قائمة زبائنها أنها تلقت إيداعات بأكثر من 24 مليون دولار من حوالي 200 من السياح الفضائيين المحتملين في أكثر من 30 دولة· وتتوقع مجموعة فيرجن أن تستثمر إجمالي بمقدار 240 مليون دولار من أموالها الخاصة في مشروع الرحلات الفضائية بحلول العام ،2013 وهي تلك الأموال التي تتوقع سرعة استردادها حالما تشرع في تقديم خدماتها المنتظمة· أما شركة ''ايدس استريوم'' التابعة لمجموعة ايدس الفضائية العملاقة فقد كشفت النقاب عن خطط في هذا الصيف تهدف الى تطوير طائراتها الفضائية ذات الأربعة مقاعد بتذاكر تباع الواحدة منها بمبلغ 150 ألف دولار· وقد دخلت الشركة في محادثات مع عدد من المستثمرين الخاصين والشركاء التجاريين بهدف تجميع مبلغ يصل الى مليار دولار لتمويل المشروع حتى أوائل العام ،2008 على أن تبدأ الخدمة التجارية في عام ·2012