الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

محطة أميركية عملاقة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية والغاز

محطة أميركية عملاقة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية والغاز
12 مارس 2010 21:13
على مساحة 500 فدان أو 200 هكتار تنشغل مجموعة إف بي إل الأميركية بإنشاء مجمع ضخم في انديان تاون فلوريدا يضم 190 ألف مرآة عاكسة وآلاف الأعمدة الفولاذية التي تمتد حتى خط الأفق. وسيكون هذا المشروع عند اكتماله ثاني أكبر محطة طاقة شمسية في العالم بعد محطة أخرى في صحراء موجاف في كاليفورنيا. غير أن حجم المحطة ليس هو بالشيء الجديد المبهر. ذلك أن هذه المحطة الشمسية زرعت بحيث تكون ملاصقة لأكبر محطة كهرباء تعمل بوقود أحفوري (غاز طبيعي) في الولايات المتحدة. إنها تجربة تختبر اقتران توليد الكهرباء التقليدي بطاقة متجددة على نحو يخفض النفقات ويحافظ على البيئة. يعتبر هذا المشروع ضمن عدد من تصاميم الهجين المبتكرة الرامية إلى استخدام الطاقة الشمسية كمساعد للفحم والغاز في توليد الكهرباء. وفي الوقت الذي تستخدم فيه مشاريع شمسية أخرى تربينات صغيرة تعمل بالغاز لإنتاج طاقة احتياطية للأيام الغائمة أو بالليل تعتبر هذه هي المرة الأولي التي يتم فيها تزويد محطة تقليدية بأحدث تكنولوجيا شمسية. إن للمشروع مزايا واضحة. إذ أن الكهرباء المتولدة من الشمس ستسمح لمجموعة اف بي ال بتقليص استخدام الغاز الطبيعي والحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كما ستوفر طاقة إضافية في وقت ذروة احتياجها. نظراً لأنه خلال سطوع الشمس، تسخن المنازل في فلوريدا ويصل الطلب على الكهرباء إلى ذروته. كما يستفاد من المحطة أيضاً كاختبار عملي على طريقة تقليص تكلفة الطاقة الشمسية التي لاتزال أغلى كثيراً من معظم الأشكال الأخرى لتوليد الكهرباء. وتتوقع مجموعة اف بي ال (الشركة الأم لشركة فلوريدا باور اند لايت) أن تقلص التكاليف بنحو 20 في المئة مقارنة بمحطة شمسية مستقلة. نظراً لعدم لزوم بناء تربين بخاري جديد أو خطوط جديدة لنقل كهرباء عالية الجهد. في مقدور هذه المحطة الشمسية وقت الذروة توليد 75 ميجاوات من الكهرباء ما يكفي نحو 11 ألف منزل. ولكن ذلك أصغر كثيراً من قدرة محطة الكهرباء المجاورة لها التي تعمل بالغاز والتي تولد نحو 3800 ميجاوات من الكهرباء. تخضع شركات المنافع العامة (ومنها الكهرباء) لعدة ضغوط. إذ لابد أن تضمن عدم انقطاع الكهرباء مطلقاً وأن توفر التكلفة بقدر الإمكان على عملائها. وفي ذات الوقت عليها البحث عن طرق للحد من انبعاثات غازات الدفيئة والاستثمار في مصادر طاقة متجددة. وهو ما يعد عنصراً مهماً إن عزمت الولايات المتحدة على تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. يذكر أن محطات الكهرباء تشكل أكثر من ثلث انبعاثات غاز الدفيئة المسؤولة عن تغير المناخ. في الوقت الراهن تلزم 29 ولاية أميركية شركات المنافع العامة بزيادة كمية الكهرباء المتولدة من طاقة متجددة التي تشمل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية (السدود والشلالات) والطاقة الحرارية وغيرها. يذكر أن الكونجرس الأميركي درس مشروع قانون فيدرالي يقضي بالالتزام بنسبة 25 في المئة من الطاقة المتجددة بحلول عام 2025 ضمن مشروع الطاقة والمناخ المتوقف حالياً. وتسعى شركات المنافع العامة جاهدة إلى تلبية متطلبات الولايات غير أن الكثير منها لن يستوفي بحسب خبراء الطاقة الكهربية. وعلى الرغم من تنامي الطاقة المتجددة إلا أن إسهامها في توليد الكهرباء في الولايات المتحدة لا يزال صغيراً. إذ لا تشكل طاقة الرياح رغم انتشارها مؤخراً سوى أقل من 2 في المئة من الإنتاج الكهربائي والطاقة الشمسية أقل من ذلك في الوقت الذي يولد فيه الفحم نصف الكهرباء في الولايات المتحدة متبوعاً بالغاز الطبيعي والطاقة النووية. تكمن بعض الصعوبات التي تواجه زيادة نسبة مصادر الطاقة المتجددة في طبيعتها المتغايرة في الليل مثلاً بالنسبة للطاقة الشمسية أو حين لا تهب الرياح. ونظراً لعدم سهولة تخزين الكهرباء يجب على منشآت المنافع العمومية دائماً إنتاج كهرباء كافية تفي بالطلب عليها في أي وقت. وهذا يعني من الناحية العملية وجود محطات كهرباء احتياطية مستعدة للتشغيل وقتما يزيد الطلب. ويقول ليستر ليف بروفيسور علم الاقتصاد في كلية إدارة الأعمال بجامعة كارنيجي ميلون ف بيتسبرج: “ما دامت نسبة الطاقة الهوائية والشمسية صغيرة جداً في مقدور منشآت المنافع معالجتها على نحو جيد جداً” ولكن ماذا يحدث حين تزيد نسبة الطاقة المتجددة إلى 10 أو 20 في المئة؟ لا أحد يعلم الوضع تحديداً. تغيرات الريح لقد واجهت إسبانيا التي تحصل على أكثر من 12 في المئة من كهربائها من طاقة الرياح صعوبة التأقلم مع تغيرات الريح بحسب ليف. وبالمثل هناك مشاكل تطرأ في الولايات المتحدة ولا سيما في الولايات التي يتزايد فيها توليد الطاقة الشمسية والهوائية. ففي عام 2008 مثلاً تفادت تكساس بالكاد انقطاع كهرباء كلياً حين تراخت طاقة الرياح التي كانت تزود 5 في المئة من الطلب آنذاك ما قلص توليد الكهرباء هوائياً من 2000 ميجاوات إلى 350 ميجاوات في أقل من أربع ساعات بحسب ليف. إنها معضلة يبدأ القطاع إبرازها حالياً ولعل المحطات الهجين تقدم بعض الحلول. فمن خلال إضافة طاقة متجددة إلى محطات الوقود الأحفوري القائمة التي تعمل على مدار الساعة سيتيسر لمنشآت المنافع طاقة متاحة يمكن تشغيلها في التو واللحظة وقتما ضعفت أو انعدمت الطاقة الشمسية أو الهوائية. وينشغل معهد بحوث الطاقة الكهربائية بإعداد برنامجين تجريبيين الغرض منهما إدماج الطاقة الشمسية مع محطات الفحم والغاز التقليدية في نيو مكسيكو. مشروعات الهجين وهناك عدد من المشاريع الهجين على غرار محطة اف بي ال مخططة في مناطق شتى من العالم، بحسب كارا ليبي مدير مشروع الطاقة المتجددة بالمعهد. وبدلاً من إضافة سعات جديدة يمكن أيضاً لتصاميم الشبكات الذكية وخطوط نقل الكهرباء أن تساعد في موازنة إسهام المصادر المتقطعة بحسب يتم ستيفيور المحلل في مؤسسة بحوث الطاقة الناشئة للاستشارات. كذلك يشجع بعض المشغلين الإقليميين مثل بي جي ام عملاءهم على الحد من استهلاكهم وقت ذروة الطلب من أجل تقليل الضغط على الشبكة. عن “انترناشيونال هيرالد تريبيون”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©