الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجالية الإسلامية في ألمانيا: رمضان له نكهة خاصة رغم الحنين إلى الوطن

الجالية الإسلامية في ألمانيا: رمضان له نكهة خاصة رغم الحنين إلى الوطن
26 سبتمبر 2007 21:53
مع حلول شهر رمضان الكريم تخرج الجالية المسلمة في ألمانيا عن روتين الحياة اليومي الذي تفرضه أنماط العيش في المدن الصناعية الغربية، فتتحول الأمسيات بعد الإفطار إلى حلقات اجتماعية تفسح المجال للعديدين خاصة في نهاية الأسبوع للالتقاء بالأصدقاء سواء في المطاعم التي تقدم عروضاً فنية مختلفة لتسلية الصائمين أو في مقرات المراكز الإسلامية التي تقدم في هذه المناسبة أمسيات دينية تختم بالتراويح، وقد تستمر الجلسات الرمضانية في المدن الألمانية التي تكثر فيها الجالية المسلمة حتى السحور، ويدعو المسلمون بعضهم البعض لتناول وجبات الإفطار الرمضانية· كما تقوم الأسر المسلمة بتجهيز الوجبات الرمضانية الخاصة بهذا الشهر· وبينما يذهب البعض إلى المسجد للالتقاء بالمسلمين هناك لأداء صلاة التراويح وقراءة القرآن يفضل البعض الآخر الالتقاء بالأصدقاء والمعارف في البيت أو في المقاهي لتبادل الأحاديث والسهر معاً، وقد يتخلل هذه اللقاءات الليلية تدخين النرجيلة وشرب الشاي العربي والاستماع إلى الموسيقى الشرقية لاسيما في أوساط الشباب· تبرعات سخية في البداية يقول الشيخ عبد الكريم البازي إمام مسجد في المركز الإسلامي بيليفيلد: إن المسجد في رمضان يكتظ بالمصلين من مختلف الجنسيات خاصة العربية، ولا يقتصر على الرجال فقط، ولكن هناك إقبال من السيدات أيضا، حيث هناك طابق في المسجد مخصص للسيدات، وقاعة للدروس الدينية، وتستطيع السيدات سماع الدروس الدينية بعد كل صلاة من خلال مكبرات الصوت· وأضاف: ''الحياة اليومية في المسجد تبدأ بعد صلاة الظهر، حيث نقوم بإلقاء درس ديني عقب كل صلاة، وبعد الانتهاء من الدرس الديني ينتشر المصلون في أرجاء المسجد يقرأون القرآن الكريم كعادة المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي، ثم يبدأ الأخوة في المسجد في الإعداد للفطور الجماعي بعد صلاة العصر''· وأشار عبد الكريم إلى أن العادة الآن في ألمانيا بين المسلمين هي تبرع المسلمين والعرب من أصحاب المحلات الكبيرة أو الأغنياء بوجبة إفطار أو أكثر خلال شهر رمضان، فتوضع لوائح بأسماء المتبرعين، فإما يدفعون ثمن الطعام أو يقدمونه جاهزا خاصة الذين يملكون مطاعم، أو يطهى في مطابخ الجمعيات إذا كان المتبرع صاحب محل بيع مواد غذائية· ولا تقتصر مائدة رمضان على أفراد الجالية المسلمة، بل تكون الأبواب مفتوحة لكل من يريد، لذا نجد من بين الجالسين لتناول الإفطار العديد من الطلاب العرب والمسلمين وعددا لا بأس به من الألمان الذين سمعوا بالكرم الرمضاني، وتكون هذه فرصة أيضا لتعرفهم على التقاليد والعادات الإسلامية ووسيلة للتعرف على الآخر وفهمه، وقد تساعد في دمج المهاجرين المسلمين في المجتمع الألماني· ويذكر الشيخ عبد الكريم أن هناك يوما في الأسبوع مخصصا لإفطار العائلات، حيث يجتمع بالمسجد جميع أفراد العائلة من أطفال وشباب وكبار حول المائدة الكريمة، وغالبا ما يكون يوم الأحد، حيث العطلة الأسبوعية الرسمية في ألمانيا، كما أن هناك قاعة لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم وتعليمهم مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، حيث أن بعض الأطفال يتعرضون لمضايقات في المدارس بسبب كونهم مسلمين، لذلك فنحن دائما نحاول ترسيخ العقيدة الإسلامية عند الأطفال الصغار لأنهم النواة للمستقبل· وبالنسبة لإعداد وجبة الإفطار في المسجد يقول محمد الديك- جزائري: ''نبدأ في التحضير لوجبة الإفطار بعد العصر، حيث تكون مكونة عادة من اللحوم والخضروات مع الأرز، ونحرص على تقديم كافة الوجبات العربية المختلفة حتى ترضي أزواق الصائمين ونعطيهم الإحساس بجو البلاد العربية''· سهرات رمضانية وفي رمضان يحلو السهر في المدن الألمانية المختلفة كمحاولة من المسلمين لاستعادة زكرياتهم في البلاد العربية، فكل يحتفل على طريقته، فالعديد من المطاعم تقدم خاصة في نهاية الأسبوع أمسيات فنية، فتصدح فيها أصوت مغنين عرب أصبحوا معروفين بالقدود الحلبية والموشحات، وتكون النرجيلة سيدة الساحة، فمن لا يدخن أبدا لا بد من أن يجرب النرجيلة المعسلة بالفاكهة، كما هو الحال في العديد من الدول العربية· وفي هذا الإطار يقول وجيه مصطفى- شاب سوري يدرس تربية رياضية في إحدى الجامعات الألمانية: إنه حريص على لقاء أصدقائه كل يوم بعد صلاة التراويح، حيث يدخنون النريجلة المعسلة بالتفاح ويشربون الشاي العربي، كما يحرصون على مشاهدة بعض البرامج العربية من خلال القنوات الفضائية العربية· وأشار إلى الجو الخاص الذي يصنعه الطلاب المسلمون في الجامعة مثل إعداد الإفطارات الجماعية والصلاة جماعة· ويؤكد وجيه أن الصيام في بلد إسلامي أفضل، لأنه على الأقل يستطيع الإنسان سماع صوت الأذان، بدلاً من سماع صوت الكنائس اليومي· وعن مدى التزامه بالعبادات في شهر رمضان يقول وجيه إنه حريص يوميا على الذهاب للمسجد للصلاة وقراءة القرآن خاصة في الفترة بين صلاتي العصر والمغرب حيث أنه يفطر مع أصدقائه وإخوانه العرب في المسجد يوميا، كما عبر وجيه عن شوقه لقضاء شهر رمضان مع العائلة والأقارب والأصدقاء في سوريا، وعن شوقه لسماع الأذان والمسحراتي ووجبة الطعام التي تعدها والدته ويجلس حولها كل أفراد العائلة· وتقول ناهد من الأردن:''يجب أن أعترف بأن المرء يفتقد في هذا الشهر للأجواء الرمضانية التي تعوّد عليها في بلده الأصلي''، حيث يتحول الشهر الكريم هناك إلى مناسبة استثنائية للقاءات والسهر والشراء والزينات وما إلى ذلك من تبادل التهاني بين المعارف والأصدقاء وغير ذلك''· ويرى شريف علي -مصري- أن أهم ما يميز رمضان في حياة الجالية الإسلامية في ألمانيا هو صلاة التراويح والإفطار الجماعي وحلقات الدروس الجماعية، مضيفاً أن شهر رمضان يعد مناسبة يزداد فيها الورع والوازع الديني وبالتالي الإقبال على المساجد، حيث أنه ازداد تديناً ومحافظة على الصلاة والصيام منذ أن استقر به الحال في ألمانيا·
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©