السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابتزاز ديني

26 سبتمبر 2007 21:57
وصلتني رسالة على مكتبي، ليس بها عنوان للراسل أو المرسل إليه، غير أنه كتب عليها اسمي كاملاً، ويبدو أنها سلمت باليد لموظف البريد، لأنها لا تحمل طابعا أو خاتم مؤسسة البريد· ووجدت أن الكاتب يصفني بالثراء والغنى والكرم والإيمان وحب مساعدة المحتاج وحب الإنفاق في السر والعلن والتصدق وإخراج الزكاة، وفرحت وتهللت أساريري وحمدت الله، فرمضان كريم والله أكرم، ولعل صاحبي هذا الذي أرسل الرسالة يعلم ما لم أعلم وأن لديه معلومات ما، ربما ربحت في السحب أو في الصكوك الوطنية، أو لعله يحيط بعلم التنجيم وانه يتوقع لي ذلك في القريب العاجل·· وغصت في أحلام اليقظة ولم أكمل قراءة الرسالة من الفرحة والسرور· غير أن ظني خاب عندما اكتشفت مرة أخرى انه مجرد سائل و''شحات'' متطور لديه كمبيوتر يكتب عليه رسائله للأغنياء الذين يتوهمهم ولديه بعض الكلمات المنمقة التي قد تخيل على أمثالي من الغلابة الذين لا يملكون من حطام الدنيا غير ما يغنيهم عن السؤال· ولم أكن أرغب في أن أكتب في موضوع ''الشحاتة'' مرة أخرى، فقد كتبت في هذا الموضوع قبل أيام غير أن انهيار أحلامي بالثراء جعلني أعود للواقع فأجد نفسي كاتبا قصة صاحبنا هذا، فهذه ليست ''شحاتة''·· هذا ابتزاز عاطفي وديني واستغلال لمشاعر الناس وعواطفهم، هذا نصب وابتزاز·· لأن الدين يأمرنا بالإنفاق والتصدق وخصوصا في شهر الصيام· المهم أن السائل صاحب الرسالة يشتكي من الديون، وبرغم انه استطاع أن يجمع بعض المعلومات عني غير انه تجاهل كل الديون التي تطاردني، ولو انه سأل بواب العمارة التي أسكنها لعرف أنني مدين له وللبقال ولمغسلة الملابس، ولعرف أنني أتهرب منهم جميعا منذ بداية الشهر· اللهم اقض ديوننا جميعا وديون جميع المسلمين· وكنت قد تلقيت مثل هذه الرسائل من دول افريقية لبناء مدرسة أو مسجد أو مساعدة في التعليم، لكن صاحبنا هذا زاد انه يرسلها من هنا ولديه رقم هاتف متحرك من ''دو''·· ولي صديق تلقى اتصالا دوليا من سيدة تعيش في دولة عربية، طالبة منه حوالة مالية بمبلغ وقدره·· فقد تطورت أساليب ''الشحاتة'' لكنها لم تصل الى مستوى ''الشحاتة'' في الولايات المتحدة، حيث يمكنك في نيويورك مثلاً أن تعطي حتى ببطاقة الائتمان· اللهم إني صائم·· ssalbadi@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©