الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهاربة.. صحفية بريئة في مواجهة الشياطين

الهاربة.. صحفية بريئة في مواجهة الشياطين
26 سبتمبر 2007 21:58
يبدو أن الدراما التلفزيونية السورية دخلت خطاً جديداً في هوية ونوعية إنتاجها، فنحن نقف أمام عمل سوري جديد في موضوعه، ومثير في تناوله للمشكلات الاجتماعية عبر أحقاد ذئاب الطمع والجشع والقتل، ففي مسلسل ''الهاربة'' نعيش مشاهد متلاحقة، تحبس الأنفاس، ونرى حكايات تثير الألغاز في حركة سريعة ومثيرة، فكلما حلت عقدة، أو تم اكتشاف لغز برزت عقدة ولغز جديدين، فالحكاية تجر الحكاية، والواقعة الجديدة تكشف القديمة وتتكامل معها، ويظل المسلسل في حالة ركض ولهاث بأسلوب ''الأكشن'' حتى نكتشف الحقيقة في آخر حلقة منه، ونحن غير مصدقين· وسط أجواء مثيرة، تكتشف بطلة العمل الصحفية ''سارة'' بعض الحقائق، ثم تُقتل والدتها، وتتهم بقتلها، لكنها تتمكن من الفرار أثناء نقلها مع سجينات أخريات إلى المحكمة، وتبدأ متخفية وهاربة، في رحلة البحث عن الحقيقة في مواجهة الشياطين، تشعر أمامهم، وكأن العالم خلا من الملائكة!· تنتقل سارة من الترف والمركز الاجتماعي الرفيع إلى خلف قضبان السجن، ثم تبدأ رحلة الهروب بين البيوت المهجورة والنفوس المريضة، لتكتشف قصص حب لم تكتمل، ولتعيش قلق الهروب، وتشهد عمليات ملاحقة وقتل وجرائم، لم تكن تتصور أنها يمكن أن تحدث، وهي البريئة والمجني عليها· وفي رحلة بحثها عمن قتل والدتها، تكتشف أن والدها المتوفى ليس والدها الحقيقي، وأن الجثة المدفونة في قبره لا تعود له، وتجد سارة نفسها وسط أمواج من الشكوك والصراعات التي تتقاذفها، فالجميع متورط، ولا أحد بمنأى عن المساءلة، ولكل منهم مبرراته ودوافعه لارتكاب الجريمة، لذا فهي وبعد سلسلة من الأحداث والمغامرات تواصل بحثها عن الشخصيات الكثيرة المتورطة، والتي يزعجها ويخيفها بحثها المستمر عن قاتل أمها، وحقيقة موت أبيها· إن ''سارة'' الصحفية الجميلة والثرية والهاربة لاحقاً، هي الخط الأساسي في العمل، لكنه وبالتوازي مع هذا الخط، تبرز عدة خطوط وشخصيات، لكل منها قصته الخاصة التي تتقاطع بشكل أو بآخر مع الحبكة الأساسية، فهناك فتحي قريب سارة، وهناك أسامة الشاب المستهتر الذي بدد ثروة والده، وهناك أيضاً رياض المغامر، وهناك جمال الموزع البسيط في الصحيفة، والذي يعيش حالة عشق وهيام من طرف واحد، لكنه لا يجرؤ على البوح بمشاعره لسارة، وهناك أبو صطيف الذي يعيش حياة المجون والمخدرات، وإذا كان هؤلاء جميعاً من الشياطين، فإن هناك الدكتور محمود الذي يصنف في خانة الملائكة، والذي يؤمن ببراءة سارة، وفي المقابل هناك زينة، وهناك نوال أخت أسامة، وناهد الزوجة الأولى لوالد سارة، ورحاب الفتاة الثرية المستهترة، والتي تتعاطى المخدرات· إن لكل من هؤلاء خط حكاية مستقلاً، يتقاطع مع خط الحكاية الأساسية لسارة التي تستمر في حالة الهرب، وهي تحاول العثورعلى قاتل والدتها، وفي كل مكان تحل به تكتشف أمراً جديداً، أو معلومة جديدة تتفاجأ بها، وتجعلها تقترب أكثر من معرفة الحقيقة، وتبدأ الحقائق بالظهور مع كل عملية هروب، ليتضح مدى انغماس الأشخاص الذين تعرفهم بجريمة قتل والدتها، أو إخفاء حقيقة والدها· صيغة بوليسية يقول المخرج زهير قنوع إن المسلسل يقدم دراما اجتماعية معاصرة بصيغة بوليسية، تعتمد على التشويق والإثارة، وهو يحمل في طياته العديد من المقولات التي تتحدث عن تبدل القيم في المجتمع، وكيف أصبح الجشع يتحكم بقيم الإنسان، وكيف تحول المال إلى متحكم أساسي في حياة بعض الناس ودوافعهم· ورداً عن سؤال عما إذا كان العمل يستخدم الجريمة وغموضها كعنصر جذب للمشاهد، قال قنوع: إن الدراما البوليسية مملوءة بالحركة والأحداث والأكشن، وهي تستند إلى واقعة الجريمة، لتقدم الفكرة المطلوبة، وفي هذا العمل بالذات فإن الجريمة وواقعة الهروب الدائم لسارة، والبحث عن حل للألغاز التي تشغلها، كل ذلك سيشكل عنصر جذب وإثارة للمشاهد· وتحدث قنوع عن ظروف الإنتاج المثالية التي توفرها الفنانة سوزان نجم الدين، وتوقع أن يحقق العمل نجاحاً كبيراً في عروض رمضان المبارك· يشارك في العمل نخبة من الفنانين السوريين وفي مقدمتهم سوزان نجم الدين وغسان مسعود في دور الدكتور محمود، وميلاد يوسف في شخصية أسامة، وباسل خياط في دور رياض، وعبد المنعم عمايري في شخصية جمال، وجيهان عبد العظيم في دور رحاب المستهترة، وندين تحسين بك في دور زينة، ونبيلة النابلسي في دور أم سارة، وجهاد عبده في دور فتحي، وأيمن رضا في شخصية أبو صطيف، وعمر حجو في دور أبو سارة·وتحدثت جيهان عن شخصية رحاب التي تجسدها، فقالت: هي فتاة من أسرة غنية، إلا أنها تعيش حالة حرمان عاطفي جعلتها تلجأ إلى وسيلة هروب غير صحيحة، مما دفعها نحو الانحراف، وتضيف: هذه الشخصية جديدة تماماً بالنسبة لي، وأعتقد أنني جسدتها بشكل مقنع وجيد· أما ندين تحسين بك فتحدثت عن شخصية زينة التي تؤديها فقالت: زينة تدخل في دوامة الانتقام من حبيبها الذي وعدها بالزواج ثم خذلها، عندما اكتشفت أنه يريد استغلالها لعقد الصفقات، وعندما تركته، ما لبث أن انتقم منها برش وجهها بماء النار· وعن شخصية أسامة التي يؤديها الفنان ميلاد يوسف يقول: هذه الشخصية انتهازية، تستغل كل من حولها لدرجة أن أسامة استغل أمه وأخته وحبيبته للوصول إلى المآرب التي يسعى إليها، ورغم صعوبة هذه الشخصية فإنني سعيد بتجسيدها، لأنها تحتاج إلى جهد خاص، وإلى كل أدوات الممثل· وتقول الفنانة الكبيرة نبيلة النابلسي: أنا أحب القيام بدور الأم، لأني أحمل صفات الأم التي تعاني من بعد ابنتها عنها، وفي أدائي لشخصية ''أم سارة'' هناك أسرار أحرص على الاحتفاظ بها وإخفائها عن ابنتي حتى لا تسبب لها المشاكل، أو تجلب لها الأذى· وقال الفنان الكبير غسان مسعود عن دوره: أقوم بلعب شخصية طبيب السجن الدكتور محمود، وهو أعزب، ويتمتع بقيم أخلاقية عالية، ويكره الظلم، ولهذا شعر بالعطف تجاه السجينة سارة، وأحس ببراءتها، وبأنها دخلت السجن ظلماً، فدافع عنها بكل قوة، وإن كان قد أحس ببوادر الحب نحوها، وراء غلالة التعاطف·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©