السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخلافات السياسية أشعلت الخلافات المذهبية

الخلافات السياسية أشعلت الخلافات المذهبية
26 سبتمبر 2007 21:59
لم يعد الحديث عن المذاهب الإسلامية يثير مشكلة عندما يتعلق الأمر بالمذاهب الفقهية كما كان الحال في مراحل تاريخية سابقة، وإنما ينصرف التفكير فيما يتعلق باختلافات المذاهب التي تحتاج إلى تقريب الاختلافات· وحول هذه القضية يقول الدكتور إسماعيل عبدالرحمن -الأستاذ بجامعة الأزهر: إن ملامح التمايز في هذا الشأن بين أبناء الأمة بدأت في القرن الهجري الثاني، وعملت الخلافات السياسية على تغذية الخلاف وإثارة التعصب وتوسيع الشقة، حتى أصبح لكل طائفة مرجعياتها من الرواة والعلماء والكتب· لكن هذه الصفحة في التاريخ الإسلامي لم تكن هي القاعدة في العلاقة بين المذاهب الإسلامية، فثمة صفحات عديدة عكست التقارب والتسامح والتفاعل العلمي، وغلب عليها الإنصاف والبحث عن الحق وحسن الظن بأن الاختلاف القائم لا يطال أسس الاعتقاد، ولا يمنع من اعتبار أهل التوحيد أمة واحدة· وأضاف أن العلماء الذين أنشأوا المذاهب أخذوا العلم عن بعضهم ولم يمنعهم من ذلك مانع، فهذا أبوحنيفة النعمان ومالك بن أنس يتتلمذان على عبد الله بن الحسين بن علي، ويكون بينهما وبين الإمام جعفر الصادق من العلاقة الوثيقة ما تذكره كتب المسانيد· وتجاوز ذلك إلى حد قيام أبي حنيفة بنصرة زيد بن علي بالمال عندما أعلن خروجه· وجاهر أبوحنيفة بنصرة محمد النفس الزكية وأخيه إبراهيم ابنَيْ عبد الله بن الحسن المثنى عندما خرجا على أبي جعفر المنصور· وفي الحرص على إبقاء ساحة الحوار العلمي مفتوحة يرفض مالك بن أنس رأي الخليفة المنصور في فرض تعليم كتابه ''الموطأ'' دون غيره، لأن حمل الناس على رأي واحد وقد توزع العلم في الأمصار سيكون مصدر فتنة· جهود طيبة وقال إن من أهم جهود التقريب التى بذلت في هذا المجال أن محمد رشيد رضا، كانت مجلته ''المنار'' هي مجلة الأمة الإسلامية بمذاهبها كافة· وقد تحولت أفكار التقريب بين المذاهب إلى عمل مؤسسي منظم، عندما أثمرت محاولات الشيخ محمد تقي القمي المتدرجة وحواراته مع علماء الأزهر عن إنشاء دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة في الأربعينات من القرن العشرين، وأصدرت جماعة التقريب مجلة ''رسالة الإسلام'' التي كانت لسان التقريب ومنتدى علماء الأمة من مذاهبها المختلفة، كما أصدرت عدداً من الكتب التي تتيح لطلبة العلم معرفة أصول المذاهب ومرجعياتها· وفي الأردن كان لمؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي جهود مقدرة في التقريب بين المذاهب الإسلامية، فقد نص قانون المؤسسة على تعميق الحوار وترسيخ التعاون بين المذاهب الإسلامية، تعزيزاً لجمع كلمتها لتحقيق أقصى مدى للتقريب· وفي طهران أنشئت عام 1991 مؤسسة التقريب بين المذاهب الإسلامية، تحت اسم المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وأعضاء المجمع من مختلف المذاهب والبلدان· ويعقد المجمع مؤتمراً سنوياً، ويصدر مجلة علمية فصلية تعنى بقضايا التقريب وبحوثه بعنوان ''رسالة التقريب''· وفي عام 1984 أنشئت مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية في لندن، واعتبرت قضية التقريب بين المذاهب موضوعاً محورياً في نشاطاتها، ونظمت مؤتمراً دولياً لوضع استراتيجية للتقريب بين المذاهب في دمشق عام ،1999 حضره عشرات العلماء والباحثين من جميع المذاهب الإسلامية· أما المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة التي أنشئت عام ،1982 فقد نظمت عدداً من المؤتمرات والاجتماعات المخصصة لهذا الغرض، كان منها الندوتان اللتان عقدتا في الرباط، الأولى عام 1991 والثانية عام ،1996 واجتماع عقد في العاصمة الأردنية للخبراء خصص لمراجعة مشروع استراتيجية التقريب بين المذاهب الفقهية الإسلامية· وهناك ''جماعة التقريب بين المذاهب'' التي تأسست في أربعينات القرن العشرين في القاهرة برئاسة محمد علي علوبة باشا، وتولى الأمانة العامة فيها السيد محمد تقي الدين القمّي، وكان في مقدمة مؤسسيها الشيخ عبد المجيد سليم، والشيخ محمد مصطفى المراغي، والشيخ مصطفى عبد الرازق، والشيخ محمود شلتوت، والشيخ محمد محمد المدني، والشيخ علي الخفيف، والشيخ عبدالعزيز عيسى، والشيخ سيد سابق وغيرهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©