السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كتاب

كتاب
26 سبتمبر 2007 22:05
طلب الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور من الإمام مالك بن أنس أن يضع للناس كتاباً، وقال له ليس أحد في عصرنا يدانيك علماً، فجعل يضع في الكتاب وقيل استغرق فيه نحو أربعين سنة، فلما تم الكتاب كان ذلك في عهد الخليفة المهدي وقيل الرشيد، ويبدو ان القول الأخير أرجح، فقد روي أن الرشيد لما أقبل الى المدينة بعث الى مالك بن أنس ان يحضر اليه ليقرأ عليه الموطأ، فقال مالك للرسول: العلم يؤتى ولا يأتي، ويزار ولا يزور· فانقلب الرسول بالرد الى الرشيد وكان عنده أبو يوسف فقال يا أمير المؤمنين يبلغ أهل العراق أنك وجهت الى مالك فخالفك؟! وعندئذ أقبل مالك مسلما، فقال له الرشيد يا ابن أبي عامر أبعث إليك فتخالفني؟ قال: يا أمير المؤمنين، خبرني الزهري عن خارجة بن يزيد عن أبيه أنه كان يكتب الوحي بين يدي النبي (صلى الله عليه وسلم) فنزل قوله تعالى: لا يستوي القاعدون من المؤمنين ، قال وكان ابن أم مكتوم حاضراً فقال إني رجل ضرير وأنزل الله في فضل الجهاد ما قد علمت، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم)، لا أدري فانتاب النبي ما ينتابه عند تنزل الوحي فأفاق فقال يا زيد اكتب غير أولي الضرر فيا أمير المؤمنين، حرف بعث فيه جبريل والملائكة من مسيرة خمسين ألف عام ألا ينبغي لي ان أعزه وأجله؟ وإن الله تعالى رفعك وجعلك في هذا الموضع بعلمك فلا تكن انت أول من يضع عز العلم فيضع الله عزك! فقام الرشيد مع مالك الى منزل مالك ليسمع منه الموطأ! فلما أراد الرشيد ان يقرأه مالك عليه، قال مالك: أنا أقرؤه؟ ما قرأته على أحد منذ زمان· قال هارون: فأخرج الناس عني حتى أقرأه أنا عليك، قال: يا أمير المؤمنين إن العلم إذا منع عن العامة من أجل الخاصة لم ينتفع به الخاصة، فأمر الرشيد معنا بن عيسى ليقرأه فهم بالقراءة لولا ان مالكاً استوقفه وقال: يا أمير المؤمنين، أدركت أهل العلم ببلدنا وهم يحبون التواضع للعلم، فنزل الرشيد عن مقعده وجلس بين يدي مالك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©