إسرائيل تستعد لقصف المنشآت النووية الإيرانية

ذكرت صحيفتا ''تايمز'' البريطانية و''يديعوت أحرونوت'' الإسرائيلية أمس نقلاً عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يعد نفسه لشن هجوم جوي ضخم على المنشآت النووية الإيرانية فور حصوله على أمر بذلك من الحكومة الإسرائيلية، فيما صرح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأن أي دولة لن تجرؤ على مهاجمة بلاده، وعرضت الصين وساطتها لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني• وأوردت ''تايمز'' قول مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى ''إن إسرائيل تريد أن تكون واثقة من أن قواتها تستطيع مهاجمة وضرب إيران في غضون بضعة أيام أو حتى ساعات في حال اعطائها الضوء الاخضر وهي تستعد على جميع المستويات تحسباً لهذا الاحتمال، والرسالة الموجهة إلى إيران هي أن التهديد ليس مجرد كلمات''• ونقلت عن مسؤول في وكالات الاستخبارات الإسرائيلية ''إننا ما كنا نوجه تهديدات إلى إيران بدون أن تكون لدينا الوسائل لتنفيذها• كان هناك تحرك وعدد من الاستعدادات على الأرض مؤخراً تشير الى استعداد اسرائيل لاتخاذ إجراء ومن غير المحتمل أن تنفذ الهجوم بدون الحصول على موافقة ضمنية من الإدارة الأميركية الجديدة التي اتبعت لهجة تصالحية مع إيران• وسوف يتضمن شن هجوم إسرائيلي على إيران الطيران فوق المجال الجوي الأردني والعراقي حيث تحتفظ القوات الأميركية بوجود قوي''• وأوضح المسؤولان أن من بين الخطوات اللازمة لعملية عسكرية محفوفة بالمخاطر تتطلب غارات جوية دقيقة للغاية الحصول على ثلاث طائرات لنظم الإنذار والرصد والسيطرة المحمولة جواً ''أواكس'' والقيام بمهام إقليمية لمحاكاة الهجوم وإجراء تدريبات للدفاع المدني في جميع أنحاء فلسطين المحتلة لإعداد الإسرائيليين لعمليات انتقامية محتملة• ومن بين استعدادات السلاح الجوي الإسرائيلي للهجوم، شن غارة على قافلة للأسلحة في السودان مؤخراً، حيث كانت تدريباً على الطيران لمسافة طويلة• ويرى المسؤولون الإسرائيليون انه ينبغي استهداف أكثر من 12 هدفاً في إيران بينها قوافل متحركة• ومن المواقع المستهدفة مجمعات نطنز (شرق) حيث تُستخدم آلاف أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم، وأصفهان (وسط) حيث يتم استخدام 250 طناً من الغاز، وأراك (شرق) حيث يجري بناء مفاعل يعمل بالمياه الثقيلة ويمكنه انتاج البلوتونيوم• وصرح نائب مدير معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي افرايم كام للصحيفة ذاتها بأنه من غير المحتمل ان يوافق الأميركيون على شن هجوم• وقال ''إن المؤسسة الدفاعية الأميركية غير واثقة من أن هذه العملية سيحالفها النجاح• ونتائج مثل هذه العملية ستكمن فقط في تأخير البرنامج الإيراني لمدة تتراوح ما بين عامين وأربعة أعوام''• وذكرت ''يديعوت أحرونوت'' في تقرير مماثل أن إسرائيل ما زالت تُواصل استعداداتها على قدمٍ وساق للهجوم على المفاعلات النووية الإيرانية، رغم التقارب الدبلوماسي بين واشنطن وطهران• وأوضحت أن المناورات الحربية الإسرائيلية الأضخم من نوعها المقرر إجراؤها بعد شهر تقريباً، لها علاقة بالخيار العسكري ضد إيران، وأن هناك استعدادات في كل المجالات وعلى جميع الأصعدة والتهديد الإسرائيلي ليس فقط بالكلمات وإنما بالأفعال• وقالت ''إن إسرائيل لن تحتمل أن ترى إيران دولة نووية، ولذلك ستضربها سواء بمشاركة أميركا أو بدونها''• في غضون ذلك، أحيت إيران الذكرى السنوية لتأسيس جيشها الحديث بعرض عسكري متواضع وخطاب ''معتدل'' ومقتضب لنجاد• وأجرى الجيش استعراضاً لقواته البرية والبحرية والجوية عند مرقد مؤسس الجمهورية الإيرانية الراحل الامام الخميني، فيما لم يذكر نجاد في خطابه القوى الكبرى بعدما أكد في يوم الجيش العام الماضي انها ''تعثرت امام مقاومة الشعب الإيراني''، ولم يهدد بأن إيران ''ستقطع يد اي معتدٍ'' مثلما فعل عامي 2006 و2007 • بل صرح بأن بلاده ''تلاحق مثلاً عليا وتدعم السلام والأمن لجميع البلدان ومستعدة للمشاركة بشكل كبير في إدارة العالم وإحلال الأمن المبني على العدالة في أنحاء الأرض''• وقال ''إن إيران أضحت ضامنة للأمن في المنطقة ومع امتلاكها للقوة العسكرية، لن يجرؤ الأعداء حتى على تهديدها''• وتابع ''إن الج؟ش الإ؟ران؟ ال؟وم بما ؟متلك من تجه؟زات وإمان؟ات دفاع؟ة متطورة لا ؟قتصر دوره على رفع مستوى الأمن القوم؟ بل ؟رتق؟ الى دور رادع فاعل للغا؟ة''• من جانبه، أكد قائد الجيش الإيراني العميد عطاء الله صالحي أن اسرائيل لا يمكنها تنفيذ تهديداتها ضد بلاده• وقال'' إن الأعداء يتحدثون مع إيران الآن من موقع الضعف، وخوفهم منها ناجم عن تقدمها العلمي والمعرفي وقوة جيشها في مختلف المجالات التسليحية والدفاعية''• من جانب آخر، أبدى رئيس الوزراء الصيني ون جياباو رغبة بلاده في التوسط في المحادثات بين الدول العربية وإيران بشأن برنامجها النووي• وقال في اجتماع مع النائب الأول للرئيس الإيراني برويز داودى خلال حضورهما المنتدى الاقتصادي الإقليمي الآسيوي في جزيرة هاينان جنوب الصين ''إن الصين تحترم حق إيران في تطوير برنامج نووي للأغراض السلمية وتحافظ تماماً على نظام حظر الانتشار وتؤكد أنه ينبغي حل القضية النووية الإيرانية سلمياً عن طريق المفاوضات''