الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزمة تايلاند... هل تنزلق نحو العمل السري؟

أزمة تايلاند... هل تنزلق نحو العمل السري؟
19 ابريل 2009 02:43
أعلن رئيس الوزراء التايلاندي يوم الجمعة الماضي عن تمديد حالة الطوارئ وتعهد بفتح تحقيق في محاولة الاغتيال التي تعرض لها أحد قادة الاحتجاجات التي أطاحت بالحكومة السابقة وأتت برئيس الحكومة الحالي. فقد أثار الكمين الذي نصب للإعلامي المشهور، ''صوندي ليمتونجول''، مؤسس الحركة الاحتجاجية التي أسقطت الحكومة السابقة مخاوف المراقبين من نسف أي آمال لعودة تايلاند إلى وضعها الطبيعي ورجوع الاستقرار إلى البلاد بعد اندلاع معارك عنيفة في شوارع العاصمة بانكوك خلفت قتيلين والمئات من الجرحى. ففي خطاب متلفز لرئيس الوزراء ''أبيسيت فيجاجيفا'' نُقل مباشرة إلى المواطنين قال ''سنستمر في فرض حالة الطوارئ، لكن لأقصر فترة ممكنة بهدف إعادة السلام والحياة الطبيعية إلى بانكوك وضواحيها''. وجاء الخطاب بعد تدهور الوضع الأمني وقيام مسلحين كانوا يستقلون شاحنة صغيرة بإطلاق النار على سيارة ''صوندي'' وهو متوجه صباحاً إلى عمله للإشراف على برنامجه التلفزيوني، وأثناء ذلك كانت ''جينتانا دامرونج'' تعد عربتها الصغيرة لبيع الأطعمة حينما شاهدت العملية التي جرت بالقرب منها ووصفت المشهد بقولها ''خرجت لإعـــداد الطعـــام كما العادة، وفجـــأة سمعـــت صوت سيارة مسرعة ثم بعدها أزيز الرصاص، لقد كان الأمر شبيها بفيلم سينمائي، وظل الرصاص ينهمر على السيارة فسارعت للاختباء''. وحسب مسؤولي الشرطة التايلاندية حاول المسلحون في البداية إطلاق النار على عجلات السيارة قبل أن يمطروها بوابل من الرصاص فاق المئة طلقة، ليتعرض على إثرها''صوندي''، مؤسس الحركة الاحتجاجية المعروفة باسم ''تحالف الشعب من أجل الديمقراطية''، لإصابة مباشرة في الكتف، كما أجريت له عملية جراحية لاستخراج رصاصة اخترقت الجمجمة، وقد نُقل من مستشفى ''فاجيرا'' وسط العاصمة إلى مكان مجهول تحت حراسة مشددة لرجال الشرطة. وتشير محاضر الأمن أن الأسلحة المستخدمة في العملية هي بنادق آلية أميركية الصنع من طراز AK-74 فضلا عن قذيفة تم العثور عليها في مكان العملية، وقد لفت رئيس الوزراء في خطابه المتلفز الانتباه إلى نوعية الأسلحة المستخدمة في عملية الاغتيال قائلا: ''لقد أمرت السلطات بمعرفة كيف وصلت أسلحة تستخدم عادة في الحروب إلى شوارع العاصمة''، لكن تلك الأسلحة شوهدت على نطاق واسع في مركز العاصمة يوم الإثنين الماضي عندما سعت قوات الحكومة إلى تفرقة المتظاهرين من ذوي القمصان الحمراء وإرغامهم على إخلاء المناطق التي احتلوها مثل مقر الحكومة ومكتب رئيس الوزراء. وجاءت المواجهات بين أفراد الجيش والمتظاهرين بعد الاحتجاجات العنيفة لمؤيدي رئيس الوزراء السابق ''تاكسين شيناواترا''، الذين اجتاحوا مقر انعقاد قمة ''آسيان'' في منتجع ''باتايا''، وتسببوا في إلغائه ونقل المشاركين من قادة دول جنوب شرق آسيا عبر الطائرات المروحية، وفيما استسلم حوالي ثلاثة آلاف متظاهر للقوات الحكومية يوم الثلاثاء الماضي، تعهد قادة الحركة الاحتجاجية بتصعيد صراعهم ضد الحكومة واللجوء إلى العمل السري، وهو ما أكده المحامي ''ووراوت أبينياكول'' الموالي لرئيس الوزراء السابق ''تاكسين'' عندما نقلت عنه الصحافة المحلية قوله إن المحتجين سينخرطون في ''الكفاح السري''. ويُذكر أن حركة ''تحالف الشعب من أجل الديمقراطية'' التي يتزعمها ''صوندي'' لعبت دوراً أساسياً في الإطاحة بحكومتين مواليتين لتاكسين كانت آخرها في العام 2008 عندما هاجم المتظاهرون المحسوبون على الحركة من ذوي القمصان الصفراء المطار الدولي بالعاصمة بانكوك. ومن المطالب التي يصر عليها اليوم المتحتجون أصحاب القمصان الصفراء بالإضافة إلى استقالة رئيس الحكومة الحالي، ''أبيسيت''، ملاحقة زعماء ''تحالف الشعب من أجل الديمقراطية'' الذين حاصروا المطار الدولي في العام الماضي وتسببوا في أغلاقه. وقد تدخل ''تاكسين'' الذي يعيش في الخارج هرباً من أحكام قضائية بالسجن صدرت في حقه على خلفية تهم الفساد في الاضطرابات الحالية من خلال سلسلة من اللقاءات الصحفية أجراها مع وسائل الإعلام الدولية في الأيام الأخيرة دعا فيها إلى ''ثورة شعبية'' للإطاحة بالحكومة، كما تعهد بالرجوع إلى تايلاند في أقرب فرصة. وبحسب تقرير نشره يوم الثلاثاء الماضي المحلل ''شون كريسبين'' شهدت السنتان الماضيتان ''عملية تهريب واسعة للسلاح من كمبوديا إلى مؤيدي تاكسين في المناطق الشمالية الشرقية لتايلاند، حيث المعقل الأساسي لأنصار رئيس الوزراء السابق''، ولحد الآن لم يصدر عن ''تحالف الشعب من أجل الديمقراطية'' أية ردة فعل إزاء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، وهو ما أكده ''باتاما ديمي'' صاحب شركة في بانكوك وأحد مؤيدي التحالف قائلا ''حسب علمي لن نتحرك بعد، وبرأيي نحن بصدد نشاط سري الهدف منه هو إخافتنا''. تشارلز ماكديرميد- بانكوك ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©