الخطوط الحمراء!

مازال مسؤولو الاندية غير مقتنعين بالدور الحيوي والمهم الذي يلعبه الإعلام في تطوير الرياضة برغم ان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' ثمن هذا الدور وأشاد به بعد فوز الأبيض في بطولة '' خليجي 18 '' كما أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في حواره الشيق مع الزميل عبدالله الرشيد في '' الاتحاد ''كان حريصا على التأكيد على حرية الصحافة وضرورة إتاحة الفرصة أمامها لتناول القضايا بمنتهى الموضوعية مع توفير غطاء الأمان لهم بالتأكيد على إلغاء عقوبة حبس الصحفيين امس وهو موقف تاريخي سيمثل نقطة فارقة في مسيرة العمل الصحفي والاعلامي· وعلى عكس هذا التوجه نجد غالبية مسؤولي الاندية يضعون خطوطا حمراء امام التناول الاعلامي لأخبار فرقهم ، ولا يهتمون بحقيقة الخبر بقدر اهتمامهم باالسؤال عن من سرب هذا الخبر ؟ولماذا تناولته الصحف؟ ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يمتد احيانا للبحث عن أساليب المضايقات لمندوبي الصحف عند تواجدهم بالأندية لتوجيه رسالة تحذير لهم بعدم الكتابة مرة أخرى · وحقيقة الامر أن هذه النظرة القاصرة للصحافة من شأنها أن تفرغ مهنة شرف الكلمة من مضمونها ، وان تحولها إلى صحافة الاشادة والبروتوكولات ، وأن تثنيها عن القيام بدورها في تنمية المجتمع من خلال إلقاء الضوء على السلبيات والكشف عن الأخطاء والدفاع عن المظلومين،وتبني الآراء العصرية لفتح الآفاق نحو التطور·وقد علمتنا التجارب أن الحقوق لا تمنح ولكنها تنتزع وأنا اطالب كل الزملاء العاملين في مهنة البحث عن المتاعب بالتمسك بحقوقهم والدفاع عنها وعدم الاستسلام لضغوط هؤلاء المسؤولين لأنهم لم ولن يرضوا حتى لو أضأنا لهم كل الأصابع شموعا· تنطلق اليوم منافسات بطولة الدوري وكلنا ننتظر الإثارة ونمني أنفسنا بالمتعة خاصة في ظل إتاحة الفرصة لمشاركة الأجنبي الثالث ، وانا أتوقع ان المهمة ستكون صعبة خلال هذا الموسم على المدافعين لأن كل الفرق حصرت اختياراتها تقريبا في المهاجمين وأصبح دورينا يضم أسماء كبيرة،وفي نفس الوقت لم تعط الاندية للدفاع ما يستحقه من اهتمام في مواجهة هذا الطوفان الجديد وهو الأمر الذي يجعلنا ننتظر أهدافا كثيرة ولا سيما ان بعض الأندية غيرت طريقتها من ( 3 / 5 / 2 ) إلى ( 4 / 4 / 2 ) ومشتقاتها· وقبل أن نبرح هذه المناسبة لابد ان نؤكد أن الاثارة والمتعة لا تتحقق في ملاعب الكرة إلا في ظل الإقبال الجماهيري ، وإذا كان الحضور الجماهيري في المواسم السابقة يمثل علامة استفهام كبرى فإننا نتمنى ان تزول هذا الموسم وان تقبل الأسر والعائلات على الملاعب لقضاء وقت ممتع وتشجيع فرقهم والتحلي بالروح الرياضية فى الهتافات·