من أمن العقوبة··

تعقيباً على مقال دبابيس للأخ - عبدالله رشيد بعنوان (خبال في خبال) المنشور في صحيفة الاتحاد بتاريخ 22/9/2007 أقول إنه بالفعل من ''أمن العقوبة أساء الأدب'' حيث إن الشباب المستهتر استفحل بهم الأمر إلى حد بعيد وأصبحوا غير مكترثين لما يبدر منهم وقد انتقلوا من الطرق الخارجية إلى الداخلية ومنها إلى الأحياء السكنية، فلك أن تتخيل حجم الازعاج والمخاطر عندما يقوم هؤلاء المستهترون باستعراض قوة محركات سياراتهم وزمجرتها، ناهيك عن أصوات الإطارات والدخان المتصاعد منها كأنها حريق مشتعل فهذه التصرفات تبدر منهم دون سقف أخلاقي، حيث تتم في جميع الأوقات فجراً وظهراً وليلاً بالإضافة إلى الدراجات النارية المعروفة (بانشي)· وسبب قيامهم بهذا الأمر هو انعدام القوانين الصارمة والتي كانت موجودة سابقاً، وهنا يجب أن نتوقف عند تعاون الجميع·· المجتمع والشرطة والتربية والتعليم وجميع القطاعات المعنية بتفعيل القوانين ومضاعفة العقوبة، فمثلاً الدول العربية ترفع قيمة المخالفة تدريجياً وإذا تكررت يوقفون السائق ويحجزون رخصة القيادة والسيارة· فأثناء وجودي في أميركا مستقلاً سيارة أجرة فإذا بالسائق ينتبه لكل إشارة مرورية في الشارع سواء كانت لتخفيف السرعة أو عند التقاطع، وعندما استفسرت منه عن سبب قيامه بذلك رغم أنه ليس هناك أي سيارات في الشارع أو أي دورية؟ كان رده: وما أدراني إن لم تكن هناك دورية مختبئة؟ وهذا الجواب بحد ذاته يشير إلى أنه إلى جانب الثقافة يجب أن تصاحبها قوانين رادعة ليس بها استثناء أو مسامحة، فهذا الشاب الأرعن محدود التفكير والسيارة التي يملكها في أغلب الأحيان لا يدرك قيمتها ولم يتعب في امتلاكها، وفي حالة عدم وجود قانون يردعه لك أن تطلق خيالك لما سيفعله وما يسببه بنفسه وبأفراد المجتمع·