افتتح مركز ثقافة الطفل الفلسطيني التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر بمدينة خان يونس جنوب غزة، مؤخراً، فعاليات التظاهرة التشكيلية الكبيرة والتي تنظمتها الجمعية وحملت عنوان ''قطع من ضوء•• تشكل المعنى''• شارك في التظاهرة أكثر من 33 فنانة وفناناً من قطاع غزة، وضمت أكثر من 45 لوحة عبر خلالها المشاركون عن الواقع والرؤى المتدفقة بالأمل، حيث تراوحت الألوان المستخدمة بين القتامة والنزعة التفاؤلية كنقطة ارتكاز انطباعية وصلت للمتلقي من خلال الصراع بين الألوان والنزعة التجريدية لدى بعض الفنانين• وأعرب منسق التظاهرة الكاتب هاني السالمي عن سعادته لوجود هذا الكم المتميز من اللوحات التي تشير إلى قدرة الفلسطينيين على الاستمرار في إبداع رؤاهم، وتجسيدها في شكل يثير اهتمام الجميع وتساؤلاتهم المندهشة من حركة الأمل المبثوثة في نتاجات كوكبة من المبدعات والمبدعين في غزة، لافتاً إلى بعض الأمور التي كان يودّ أن تكون موجودة ليكتمل المشهد، في إشارة منه إلى طموحه في تنظيم تظاهرة تشكيلية كبيرة في قطاع غزة يشارك بها فنانات وفنانو مختلف مدن الضفة الغربية وقطاع غزة• وأشاد مدير المركز حسام شحادة بالجهود التي يبذلها الشباب المبدع، مؤكداً حرص جمعية الثقافة والفكر الحرّ على مواصلة العمل على الشأن الثقافي والإبداعي في قطاع غزة من أجل إظهاره ونقلة كرسالة حضارية إلى العالم• رسالة تفيد بأن في قطاع غزة مزيداً من الحياة والجمال والفنّ• وقد لقي المعرض إقبالاً واسعاً حيث ارتاده قرابة مائتي مشارك وزائر في الساعات الأولى، من بينهم كتاب وشعراء وممثلو جامعات وأقسام الفن التشكيلي• بالإضافة إلى ممثلي وكالات الأنباء والصحف والإذاعات المحلية• وتأتي التظاهرة التشكيلية هذه ضمن أنشطة جمعية الثقافة والفكر الحرّ عبر مركزها الثقافي الذي يشهد حراكاً ثقافياً وإبداعيا نشطاً متنوعاً في مختلف حقول الفن والكتابة والدراما والفن التشكيلي كتعويض عن غياب فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية عن المشهد الغزاوي نظراً لبعض التجاذبات بين جزئي الوطن• و ألقى كلمة فريق العمل الشاعر نصر جميل شعث وقد جاء فيها: ''أحداث كبيرة وصغيرة تؤلم حميمية المشهد وصوفيته في قطاع غزة: حرب•• انفراط مسبحة في يمين مسنّ•• انكسار سرب كؤوس في يد عروس خجلى وقلقةً تمشي في ممرّ يفضي إلى فارس أحلامها•• زعل الشتلة من أمّها•• واحتمال أن تسقط الشمس دفعة واحدة في بئر مهجورة، بل إنها، واقع، ومن طريق المجاز، تبادل القمرَ مأزق الوقوع بين فكيّ ذئب الليل الواحد• فما معنى أن تتواطأ الصورُ الشعرية هذه مع حواس تنفتح على الفنّ التشكيلي الذي يتآخى، مع فنون الكتابة والدراما• ولكل فنّ مهمة تقديم الموضوع الفلسطيني بكيفية تشي بالمعنى الجميل الذي ينشد أوّل ما ينشد قيم الحياة وثقافتها في هذا المكان العاطفيّ! لكن، على الرغم من تبادل شمسِنا وقمرِنا مأزقَ الوقوع بين فكي الذئب الواحد على هذه الأرض الثكلى؛ يستطيع الفنّ التشكيلي أن يغتنم من فاجعة افتراس الذئب لأصل الضوء وسماويته؛ يستطيع أن يغتنم من مشهد السقوط ''قطعاً من ضوء تشكّل المعنى'' كعنوان يتعالى بإيقاعه الجماعيّ الجمالي في الفنانين والفنانات على الواقع المؤسي• في مسعى فنّي يومئ بإعادة الاعتبار لحقيقة أننا قادرون على لملمة جراحنا، وتدشين أملنا في فضاء الشرفة واللوحة، والمساهمة في إعادة البناء بطاقة ندخرها في أروحنا• وطموحنا بالطبع أن يسبق جهد الواقعييّن ملكةَ الفنانات والفنانين في إعادة بناء الذات الفلسطينية''
عدد اليوم
