الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

احتدام المنافسة في سوق الطباعة الرقمية

احتدام المنافسة في سوق الطباعة الرقمية
27 سبتمبر 2007 23:43
يصنّف مؤرخو وخبراء الابتكارات الحديثة أجهزة استنساخ الأوراق photocopiers ضمن فئة الآلات ذات العمر المديد· والمقصود من هذا التعريف أنها بقيت محصّنة ضد ابتكار أجهزة جديدة تستلب وظيفتها الوحيدة والتي تتلخص بقدرتها على مسح صورة أي مستند بطريقة ضوئية وطباعة نسخة مطابقة لها (مع إضافة خاصيتي التكبير والتصغير)· ويعود اختراع أجهزة استنساخ المستندات بطريقة المسح الضوئي الى الستينات حيث ابتكرها خبراء شركة (زيروكس)· وسرعان ما احتلت مكان الأساليب الأقدم في طباعة المستندات وخاصة منها أجهزة (الستينسل) وآلات الـ (ميميوغراف 20) والتصوير الفوتوغرافي· وبالرغم من محدودية الوظائف التي تتكفل هذه الأجهزة بإنجازها بالمقارنة مع وظائف العديد من الأجهزة المكتبية الأخرى مثل الكمبيوتر أو الأجهزة المحمولة أو التلفزيونات التفاعلية، إلا أنها لم تواجه منافسة حقيقية من أجهزة أكثر تطوراً يمكنها أن تزيحها من الأسواق أسوة بما فعله نظام البريد الإلكتروني عندما أزاح جهاز التلكس من عالم الخدمات المكتبية إلى الأبد وجعل منه مجرد قطعة تضاف إلى مقتنيات المتاحف العلمية والتكنولوجية· وربما يكون البريد الإلكتروني قد سرق بعض استخدامات أجهزة استنساخ الأوراق من خلال إرسال صور المستندات عبر شبكة الإنترنت، إلا أن ذلك لم يكن له إلا أثر ضئيل بسبب التزايد المتواصل في الحاجة لاستنساخ المستندات في معظم المكاتب· ويبدو أن هذه القدرة على الاستمرار والانتشار، دفعت الشركات المتخصصة في صناعة أجهزة استنساخ الأوراق إلى بذل المزيد من الجهود لتطويرها والاستفراد بعوائد أسواقها· وسجلت أحدث سلسلة من أجهزة الاستنساخ الورقي التي تنتجها كل من شركتي (توشيبا) و(كانون) انخفاضاً كبيراً في سعر بيعها للمستهلك خلال العام الجاري· ولم تعد هذه الأجهزة مجرد أدوات تتكفل بمجرّد نسخ صور المستندات الورقية، بل أضيفت إليها العديد من الوظائف المتطورة مثل الذاكرة الرقمية التي تختزن بيانات الصور كما تضم جهازاً لإرسال واستقبال الفاكس وشاشة لعرض البريد الإلكتروني وطباعة مواده· ومن هذه الأجهزة تلك المتخصصة بالطباعة الملونة أو بالأبيض والأسود· ومن أشهر وأحدث أجهزة الاستنساخ التي تصنعها الشركتان اليابانيتان آلة (ديجي برو) Digipro التي تصنف من بين أكثر آلات استنساخ المستندات ذكاءً ويمكنها طباعة الصور بالأبيض والأسود أو بالألوان بالإضافة لجملة متنوعة من الوظائف كالتصغير والتكبير والحفظ في الذاكرة· وفي الولايات المتحدة، تشتهر شركات كبرى مثل (هيوليت باكارد) و(زيروكس) و(تكساس إنسترومنتس) بإنتاج كل من آلات الاستنساخ والطابعات الرقمية· وأشارت صحيفة (هيرالد تريبيون) في مقال للمحللة كلوديا دويتش إلى أن سباقاً حقيقياً يدور الآن بين قطبي صناعة أجهزة الطباعة الرقمية في الولايات المتحدة لتطويرها من أجل الفوز بحصة أكبر من أسواقها· وفي شهر فبراير الماضي، قدمت شركة (إيستمان كوداك) جيلاً جديداً من الطابعات الليزرية تعمل بحبر رخيص جداً إلا أن سعرها أعلى بـ 50 دولاراً فقط عن الآلات المنافسة لها التي تعمل بالحبر التقليدي ذي الثمن العالي· ويمكن تلخيص التوجهات التي يسعى الخبراء إلى تحقيقها في مجال تطوير الطابعات وآلات استنساخ الأوراق في تحميلها بالمزيد من الوظائف وجعل استخدامها أكثر سهولة· ويعبر فينسنت فيرارو نائب المدير العام لشركة هيوليت باكارد عن هذه التوجهات بقوله: لا شك أن مصاريف التشغيل التي تقاس عادة بتكلفة استخراج الورقة الواحدة تعد مؤشراً مهماً إلا أنها لا تفوق في أهميتها نوعية الطباعة أو سهولة استخدام الآلة ذاتها· وبالرغم من هذا السباق المحموم للفوز بعوائد أسواق هذه الآلات ذات الانتشار الكبير إلا أن من المؤكد أن شركة هيوليت باكارد ''اتش بي'' هي التي تسيطر على جزء ضخم من عوائدها حيث تشير مؤسسة (آي دي سي) الاستشارية إلى أنها استأثرت العام الماضي بأكثر من 40 بالمئة من الأسواق العالمية للطابعات الملونة والليزرية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©