الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

البرتغال تؤدي النشيد الأول في الرباط

19 ابريل 2009 03:03
''النشيد الأول: مختارات من القصة البرتغالية''، هو عنوان الكتاب الذي أصدرته ''مجموعة البحث في القصة القصيرة بالمغرب''، ويضم بين دفتيه 22 قصة قصيرة من البرتغال لأبرز كتاب القصة القصيرة في هذا البلد• وقام بترجمة القصص المترجم والكاتب المغربي سعيد بن عبد الواحد، الذي كتب في تقديم الكتاب: ''كلما تحدثنا عن الأدب البرتغالي في بلادنا العربية نربطه باسمين معزولين هما الشاعر فرناندو بيسوا والروائي جوزيه ساراماجو، وكأن هذا البلد الذي ظهرت أول نصوصه الأدبية منذ العصر الوسيط لم يقدم للعالم غير هذين الكاتبين الكبيرين، لكن نصوصاً وأسماء كثيرة لا تقل أهمية لا تزال تنتظر من ينقلها إلى اللغة العربية، ومن بينها عدد كبير من كتاب القصة''• ونظراً لسيطرة النزعة الشعرية والغنائية على الأدب البرتغالي، فإن السرد لم يتطور إلا بشكل متأخر• وخلافاً لبلدان مجاورة، مثل اسبانيا وفرنسا وانجلترا وإيطاليا، حيث ازدهر السرد خلال العصر الوسيط، كان على البرتغال انتظار القرن السابع عشر، بل وبشكل أدق القرن التاسع عشر، ليبدأ قاصوها الكتابة بشكل منتظم ومستمر''• وتتراوح مواضيع القصة البرتغالية، كما تعكسها هذه المختارات، بين الاجتماعي والنفسي والفانتاستيكي، مع حضور قوي لثيمات المدينة والريف والإنسان والبحر والتاريخ• تضم هذه المختارات 22 كاتباً من بينهم 6 نساء، ولعل حضورهن لم يكن بمحض الصدفة، لأن القاصات البرتغاليات تميزن بحضور قوي منذ الستينات من القرن الماضي• ومن أبرزهن الشاعرة الكبيرة صوفيا دي ميلو براينر أندريسين، والمناضلة النسائية ماريا إيزايبيل بارينو، والروائيتان المتميزتان طولندا جرساو و ليديا جورج، والكاتبة لويزا كوشطا جومش المديرة المسؤولة عن أهم مجلة مختصة في القصة تصدر باللغة البرتغالية• وتتباين كتاباتهن بين النزعة النسائية الواضحة والاشتغال على مواضيع مختلفة• ويشير سعيد بن عبد الواحد الى أن هذه المختارات تضم ''نصين يزخران بالإشارات البحرية المستمدة من هذه العلاقة وارتباطها الوثيق بتاريخ البرتغال• الأول هو قصة ''هوميروس'' للكاتبة صوفيا دي ميلو براينز أندريسن، شاعرة البحر بامتياز في الأدب البرتغالي الحديث• تقوم الساردة الطفلة، في هذه القصة، بمراقبة حركات وسكنات ''بوزيو''، ذلك الرجل المثالي الذي لا يشبه أحداً، ويتفرد بغنائه الخاص، كما ترصد علاقته بالبحر والرمال، لنكتشف معها سر تميزه وسموه عن الجنس البشري، لأنه، ربما، ليس من عالم الإنسان• أما النص الثاني الذي يمثل هذه الموضوعة فهو قصة النشيد الأول للشاعر القاص مانويل أليجري• وتستحضر هذه القصة بشكل مكثف التاريخ والأدب والبحر، وهي الثلاثية التي تقوم عليها ملحمة اللوزيادة في شكل حكاية ذات بعد رمزي• إن السارد الذي يحل بمدينة أصيلا المغربية يصادف عجوزاً ينحدر ربما من آخر سلالة البرتغاليين الذين مكثوا في المغرب بعد معركة وادي المخازن• يقوم العجوز بعملية استرجاع للذاكرة، ويحاول فك قيودها لتتحرك نحو المستقبل بحرية• إنه يستظهر في شكل صلوات رتيبة المقطع الأول من اللوزيادة، حيث توقف في الزمن معتصماً بأمجاد الملاحم البرتغالية كما يصورها الشاعر لويش دي كامويش• لكنه لا يفارق الأبيات الأولى وليس بإمكانه أن يتقدم في استظهار بقية أبيات النشيد الأول من اللوزيادة إلا بعد أن يمده السارد بكلمة السر• إن هذه المختارات القصصية لا تمثل كل المشهد القصصي البرتغالي ولا تزعم أنها ترصد كل التحولات التي عرفتها، كما يقول المترجم، فهذا لا يمكن أن ينجز إلا في إطار أنطولوجيا قصصية شاملة وواسعة تتوخى التمثيلية القصوى لهذا الجنس الذي كتب فيه الأدباء البرتغاليون مئات النصوص منذ القرن التاسع عشر• ويضيف: ''لقد اكتفينا في هذه المحطة الأولى من عملنا بتقديم باقة مختارة انطلاقاً من قراءة تذوقية خاصة، نرجو أن يجد فيها القارئ المغربي والعربي نماذج قصصية متميزة من الأدب البرتغالي''• يشار إلى أن المختارات صدرت بدعم من وزارة الثقافة المغربية وبغلاف يمثل صورة لنصب المكتشفين البرتغاليين في لشبونة
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©