الغيبة والنميمة

أدعو الله أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وأن يغفر لنا، فالله أعلم بصيامنا· فكيف السبيل الى صيام صحيح ونحن نعيش في هذا العالم المتغير؟ فالصوم عن الطعام وحده لا يكفي لأن هناك أشياء أخرى على الصائم توخيها، منها غض البصر وحفظ اللسان وكف السمع·· شخصياً حاولت قدر الإمكان غض البصر، لكن دون جدوى، فماذا أفعل بالفضول وحب المعرفة؟ كيف يمكن أن ترى شيئاً أو شخصاً ولا تنظر إليه؟ وكيف يمكنك أن تعيش في هذا العالم بدون غيبة أو نميمة ونحن نعمل في حقل الصحافة وعملنا كله قائم على القيل والقال، ألسنا ننقل أن فلاناً قال كذا وأن علاناً صرح بكذا وأن فلتان فعل كذا وكذا· الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: ''النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، فمن تركها خوفًا من الله آتاه الله إيمانًا يجد حلاوته في قلبه'' أخرجه الحاكم، وصحح إسناده· ويقول صلى الله عليه وسلم: ''إنما الصوم جُنة، فإذا كان أحدكم صائمًا، فلا يرفث، ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إني صائم، إني صائم''· اللهم إني صائم، ويبقى إبليس ملعوناً، ومصراً على إفساد أعمالنا وصيامنا ونحن ندع له دائما باباً موارباً يدخل منه· ولست أهلاً لأن أكون ناصحا واعظا، غير أنني عاهدت نفسي قبل يومين أن أحفظ لساني على الأقل عن الهذيان، والكذب، والغيبة، والنميمة، والفحش، والجفاء، والخصومة، والمراء، وإلزامه السكوت، وأن أشغله بذكر الله سبحانه، وتلاوة القرآن· وخلال اليومين الماضيين لم أنجح في أي شيء من ذلك، فلا الغيبة والنميمة توقفت ولا الكذب توقف، ومن يقول إن هناك كذبا أبيض وكذبا أسود فهو كاذب يلتمس الأعذار لنفسه ليكذب، فالكذب هو الكذب سواء كان أبيض أم أسود أم بألوان الطيف·· وعندي صديق تعودت أن أرمي سبعين بالمائة من كلامه في البحر، لأن كلامه كذب أو مبالغة أو بهارات على القصة الأصلية، لا تعرف الحقيقة فيها من الكذب· كان الله في عوننا على طاعته وعلى قول الصدق والحق وعلى الكف عن الغيبة والنميمة·· اللهم إني صائم· ssalbadi@gmail.com