سلوكيات مرفوضة الكذب.. أقبح الذنوب

الكذب من السلوكيات التي يرفضها الاسلام ويحذر منها أشد التحذير، وهو من أقبح الذنوب وفواحش العيوب، وحالات الكذب كثرت في حياتنا المعاصرة بصورة كبيرة: كذب بين الازواج، وفي المعاملات المالية والتجارية، فالكذب على الناس خيانة عظمى· ويقول الدكتور شعبان محمد اسماعيل -استاذ اصول الفقه بجامعة أم القرى بمكة المكرمة: إن آيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم استفاضت في الحث على الصدق والتحذير من الكذب، فقد قال الله تعالى في سورة التوبة: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)، ولما كان الصدق فضيلة من الفضائل العظيمة وصف الله به رسله وأنبياءه فقال تعالى في سورة مريم: (واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا) كما بينت الآيات سوء عاقبة المكذبين وانهم يأتون يوم القيامة ووجوههم مسودة علامة على كذبهم في الدنيا يقول الله تعالى في سورة الزمر: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين)· وبيّن الرسول صلى الله عليه وسلم في احاديثه الشريفة ان الايمان والكذب لا يجتمعان في قلب المسلم· عن صفوان بن سليم قال: قيل يا رسول الله أيكون المؤمن جبانا؟ قال: ''نعم''· قيل له: أيكون المؤمن بخيلا؟ قال: ''نعم''· قيل له: أيكون المؤمن كذابا؟ قال: ''لا''· كما جعل صلى الله عليه وسلم الكذب علامة من علامات النفاق فقال صلى الله عليه وسلم: ''ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وحج واعتمر وقال اني مسلم·· إذا حدث كذب، واذا وعد أخلف، واذا اؤتمن خان''· واذا كان بعض المسلمين يستهينون بالكلمة التي ينطقون بها كذبا، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يحذر من الكذب ويبين انه قد يوصل الى الكفر والعياذ بالله· عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- ان رجلا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله: ما عمل الجنة؟ قال: ''الصدق، إذا صدق العبد برّ -أي احسن- وإذا برّ آمن، وإذا آمن دخل الجنة''· قال يا رسول الله: وما عمل النار؟ قال: ''الكذب، إذا كذب العبد فجر -أي فسق- وإذا فجر كفر، وإذا كفر دخل النار''· ويضيف الدكتور شعبان: والاسلام اعتبر كذب المسلم على اخيه المسلم خيانة عظمى، فعن النواس بن سمعان -رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت له كاذب''·