السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الله الحسنى (الشـهـيـد)

أسماء الله الحسنى (الشـهـيـد)
28 سبتمبر 2007 00:13
الشهيد هو العالم بكل ما في الكون من حركات وظواهر وموجودات خفية وجلية، ويسمع جميع الأصوات، ويبصر كل المخلوقات، فلا تعزب عنه مثقال ذرة من شيء· وتقول د· إلهام محمد شاهين -استاذ العقيدة بكلية الدراسات الاسلامية والعربية بالقاهرة: الشهيد هو الذي لا يغيب عنه شيء· وشهد في اللغة بمعنى: حضر وعلم· هذا إذا أطلق الاسم على غير الله تعالى· أما فيما يتعلق به عز وجل، فالشهيد معناه الذي يحيط علما بدقائق الأشياء المعلوم منها أو غير المعلوم· فالله تعالى رقيب على خلقه يعلم السر والعلن، وهو دائما حاضر في كل شيء مهما صغر أو كبر· ومن هنا كان اسمه الشهيد أي الرقيب المطلع على أفعال عباده ومخلوقاته والسامع لأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم· والشهيد يدل على ذات الله وعلى صفة الشهادة بدلالة المطابقة قال تعالى: (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم) (الانعام: 19)، ويشير هذا الاسم الى معاني السمع والبصر والعلم والإحاطة وغير ذلك من أوصاف الكمال، ويدل ايضا على انه تعالى المطلع الرقيب على كل ما في الكون، وهو الذي يشهد لنفسه بالوحدانية ويشهد لأهل الحق بصدقهم، قال تعالى: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) (آل عمران: 18)، فالله تعالى هو الشهيد الذي لا تعزب عنه مثقال ذرة من شيء، ولا يخفى عليه أمر في ملكه سواء من الأمور الظاهرة المشاهدة أو الأمور الباطنة الخفية· وأحياناً يذكر اسم الشهيد بمعنى الخبير، لأن الله تعالى مطلع وخبير بكل الأشياء، يسمع جميع الأصوات خفيها وجليها، ويبصر جميع الموجودات دقيقها وجليها، صغيرها وكبيرها، وأحاط علمه بكل شيء، كما انه هو الذي شهد لعباده وعلى عباده بما عملوه وبما علموه· وقال بعض العلماء: الرقيب والشهيد مترادفان وكلاهما يدل على إحاطة سمع الله بالمسموعات وبصره بالمبصرات وعلمه بجميع الموجودات الجلية والخفية· وتضيف د· الهام: وهو الشهيد على ما دار في الخواطر وما تحركت به اللواحظ· ومن أعلى اعمال القلوب التعبد باسمه الرقيب الشهيد، فمتى علم العبد أن حركاته الظاهرة والباطنة يشهد عليها الله عز وجل وجب عليه أن يحرس باطنه عن كل فكر وهاجس يبغضه الله ويحفظ ظاهره عن كل قول أو فعل يسخط الله، ويتعبد بمقام الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله يرى عبده ويشهد عليه قال تعالى: (يوم يبعثهم الله جميعاً فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد) (المجادلة: 6)· وقد اختار الله من الملائكة شهداء على البشر قال تعالى: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)، كذلك أرسل الرسل ليكونوا شهداء على الناس وختم الأنبياء بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي يشهد على كل من سبقه ويشهد علينا (وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©