الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

واحة البلاغة

واحة البلاغة
28 سبتمبر 2007 00:14
قال ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما: كان نوح عليه الصلاة والسلام يُضرب ثم يُلف في لبد ويُلقى في بيته يرون أنه قد مات، ثم يعود ويخرج الى قومه ويدعوهم الى الله تعالى، ولما أيس منهم ومن إيمانهم جاءه رجل كبير يتوكأ على عصاه ومعه ابنه، فقال لابنه: يا بني انظر الي هذا الشيخ واعرفه ولا يغرك، فقال له ابنه: يا أبت مكِّني من العصا، فأخذها من أبيه وضرب بها نوحاً عليه الصلاة والسلام شج بها رأسه، وسال الدم على وجهه، فقال: رب قد ترى ما يفعل بي عبادك، فإن يكن لك فيهم حاجة فاهدهم، وإلا فصبرني الى أن تحكم، فأوحى الله تعالى إليه (أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون· واصنع الفُلك) (هود: 36 و37)· قال: يا رب، وما الفُلك؟ قال: بيت من خشب يجري على وجه الماء أنجي فيه أهل طاعتي وأغرق أهل معصيتي، قال: يا رب كيف أتخذ هذا البيت؟ قال: اجعله على ثلاث صور، وبعث الله له جبريل فعلمه، وأوحى الله تعالى إليه أن عجِّل بعمل السفينة، فقد اشتد غضبي على مَن عصاني، فلما فرغت السفينة جاء أمر الله سبحانه وتعالى بانتصار نوح ونجاته، وإهلاك قومه، وعذابهم إلا مَن آمن معه· وفار التنور وظهر الماء على وجه الأرض، وقذفت السماء بأمطار كأفواه القرب، حتى عظم الماء وصارت أمواجه كالجبال، وعلا فوق أعلى جبل في الأرض أربعين ذراعاً، وانتقم الله سبحانه وتعالى من الكافرين ونصر نبيه نوحا عليه الصلاة والسلام· ··و صبر إبراهيم أما إبراهيم عليه الصلاة والسلام: فإنه لما كسر أصنام قومه التي كانوا يعبدونها، لم يروا في قتله ونصرة آلهتهم أبلغ من إحراقه، فأخذوه وحبسوه ببيت ثم بنوا حائزاً كالحوش طول جداره ستون ذراعاً في سفح جبل عالٍ ونادى منادي ملكهم أن احتطبوا لإحراق إبراهيم ومن تخلف عن الاحتطاب أحرقه، فلم يتخلف منهم أحد، وفعلوا ذلك أربعين يوماً ليلاً ونهاراً حتى كاد الحطب يساوي رؤوس الجبال، وسدوا أبواب ذلك الحائز، وقذفوا فيه النار، فارتفع لهبها حتى كان الطائر يمر بها فيحترق من شدة لهبها، ثم بنوا بنياناً شامخاً وبنوا فوقه منجنيقاً، ثم رفعوا إبراهيم على رأس البنيان، فرفع ابراهيم عليه الصلاة والسلام طرفه الى السماء ودعا الله تعالى وقال: (حسبنا الله ونعم الوكيل) (آل عمران: 173)· وقيل: كان عمره يومئذ ستة وعشرين سنة، فنزل إليه جبريل عليه الصلاة والسلام، وقال يا إبراهيم: ألك حاجة؟ قال: أما إليك فلا، فقال جبريل: سل ربك، فقال: حسبي من سؤالي علمه بحالي· فقال الله تعالى: (يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) (الأنبياء: 69)· فلما قذفوه فيها نزل معه جبريل عليه الصلاة والسلام، فجلس به على الأرض وأخرج الله له ماءً عذباً· قال كعب: ما أحرقت النار غير أكتافه، وأقام في ذلك الموضع سبعة أيام، وقيل: أكثر من ذلك، ونجاه الله تعالى، ثم أهلك نمرود وقومه بأخس الأشياء وانتقم منهم وظفر إبراهيم عليه الصلاة والسلام بهم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©