الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سمير الجندي يغزو الغرب بأعماله الإسلامية

سمير الجندي يغزو الغرب بأعماله الإسلامية
28 سبتمبر 2007 00:15
يصر الفنان التشكيلي سمير الجندي على أن يسبق اسمه كلمة خزاف، فهو يفتخر بهذا اللقب ويعتبر نفسه خادما مخلصا لهذا الفن الذي تمتد جذوره قرونا ويقدم نفسه كخزاف اسلامي يستوحي أعماله من الفن الاسلامي، ويرى أن هذا الفن شديد الثراء ويمكن للفنانين المعاصرين تطويره وتوظيفه وفقاً لاحتياجات العصر· بدأ مشوار سمير الجندي مع الخزف قبل 38 عاماً لحظة تخرجه في قسم الخزف بكلية الفنون التطبيقية عام ،1969 فمشروع تخرجه كان عبارة عن أعمال خزفية مستوحاة من الفنون الاسلامية، وقام بتطعيم تلك الاعمال بالموتيفات والوحدات الاسلامية كالأرابيسك والموزاييك والأشكال الهندسية والنباتية، بعدها عُين مشرفا على اقسام الخزف بوكالة الغوري، وكان يهدف الى الحفاظ على التراث الاسلامي وإحيائه وتوظيفه في المجالات المختلفة، واستفاد من هذه التجربة كثيراً في تكريس اعماله الخزفية لإحياء التراث الاسلامي· عشق الخزف ويقول إن عشقه للفنون الاسلامية وخاصة الخزف دفعه الى التركيز على دراسة هذه الفنون ومحاولة إحيائها وكان البعد الايماني والروحاني في شخصيته دافعاً له للإقبال على التجربة بعمق، فزار المتاحف الاسلامية، وقرأ مئات الكتب العربية والأجنبية التي تحدثت عن ملامح الفنون الاسلامية وما تتميز به من إبداع وثراء يمكن تطويره وتوظيفه، خاصة بالنسبة للوحدات والعناصر الاسلامية كالزخارف النباتية والهندسية والاشكال الحيوانية، والكتابات والأرابيسك والموزاييك والمشربية والمآذن والقباب والأهلة· وأضاف انه استفاد من تجربة العمل بوكالة الغوري، حيث كان دوره الاساسي الحفاظ على الاعمال الاسلامية التي تحتاج الى ترميم، وتمكن من الاحتكاك بآلاف القطع الاسلامية لمعرفة عناصر القوة فيها، ومدى الإبداع الذي وصل اليه الفنان المسلم قديما، ثم بدأ مشواره الابداعي مع الخزف· تراث اسلامي وأكد الفنان الخزاف سمير الجندي أن تجربته الابداعية اعتمدت على تطوير رؤيته للتراث الاسلامي المتنوع، حيث لم يقم بنقله كما هو، بل استطاع أن يطوره ويوظفه، ويبدع منه اشكالاً فنية تصلح للعرض المتحفي، وأشكالا اخرى توافق استعمالات الحياة اليومية، وهو لا يتقيد بأي قيود بل يطلق العنان لرؤيته وإبداعه من أجل توظيف هذا التراث في اشكال وأعمال فنية جديدة تنطلق من التراث الاسلامي، كما يحرص على أن تكون اعماله الخزفية حاملة لقيمة ومضمون يوازي قيمة الشكل الجمالي مثل عمل ''الأمومة'' الذي وظف فيه الليونة والاستطالة المعروفة بهما الفنون الاسلامية في موضوع حديث لم يطرقه الفنانون المسلمون الاوائل من قبل· ويقول انه لا يمكن الحديث عما يسمى الحرام عند تصميم جسم خزفي لأن الفنانين لا يهدفون لعبادته وإنما يقدمونه كشكل فني جمالي يحتوي على كلام الله سواء كان اسم الله أو آيات قرآنية أو حكما عربية، فالعمل الخزفي الناجح يحتوي على قيمة ورمز ورؤية تحمل مضمونا راقيا يمكنه أن يخدم الاسلام ويرد بطريقة غير مباشرة على الاتهامات التي تلصق ظلما بالمسلمين والإسلام، وهو ما فعله عندما طاف بأعماله كل دول العالم ليقدم وجها ايجابيا للفن الاسلامي ووجد صدى ايجابيا· ويضيف ان الاعمال الابداعية التي يقدمها ليست موجهة للمسلمين فقط والدليل أن أغلب مقتني اعماله من الاجانب، حيث ينظرون الى تلك الاعمال على انها ذات قيمة فنية وفيها عبق التاريخ، والمعروف أن الغرب ينبهر انبهارا شديدا بما يبدعه الفنانون من اعمال ذات علاقة وثيقة بالحضارة الاسلامية، وليس غريبا ان يكون له متحف باسمه في اسبانيا يضم عشرات الأعمال الخزفية التي تستوحي أفكارها وأشكالها من التراث الاسلامي بهدف الحفاظ عليه وإحيائه
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©