الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

4 فنانين تشكيليين يصوغون رحلة حرف

4 فنانين تشكيليين يصوغون رحلة حرف
28 سبتمبر 2007 00:17
افتتح الدكتور عبداللطيف كانو الباحث والعالم في تاريخ الإبداع الإسلامي أمس الأول في الغاف كاليري في أبوظبي وبحضور عدد كبير من الفنانين والمبدعين معرض ''رحلة حرف'' لفن الخط العربي الذي أقامه أربعة مبدعين كباراً في هذا الحقل الفني المتخصص في مجال ابداع الجوانب البلاغية لتشكلات الخط العربي وهم الخطاط المعروف محمد مندي والفنان جلال لقمان والفنان التشكيلي محمد عبداللطيف كانو والخطاط والمعمار العراقي طه ثابت الهيتي· لأول وهلة ينتابك سؤال مهم وهو ما القاسم المشترك الذي جمع هؤلاء المبدعين على الرغم من اختلاف مناهجهم وطرائقهم ورؤى مدارسهم الفنية وما الذي يهدفون اليه من خلال هذا التجمع الفني الذي يدعو للاعجاب حقاً· وحين تتبصر قليلاً في أعمالهم المعروضة تجد أن ''الحروفية العربية'' بكل تشكلاتها ودهشتها الآسرة هي العامل أو القاسم المشترك الذي يربطهم بالبعض· تعالق الحرف يحتوي معرضهم الجديد هذا ''''32 عملاً موزعة بالشكل الآتي: الخطاط محمد مندي قدم (7) أعمال ولمحمد كانو (9) أعمال مشاركة ولجلال لقمان (8) أعمال ولطه الهيتي (12) عملاً·· تجسد جميعها تعالق الحرف العربية مع ذاته بتشكل يدعو للإعجاب والإنبهار· أما التنوع الأسلوبي فكان واضحاً بالرغم من استخدام ذات المحور الأساسي الواحد وهو ''الحرف العربي'' وكأنهم عبر تسمية معرضهم بـ''رحلة حرف'' أرادوا أن يبحروا بالمتلقي عبر تحولات الحرف العربي الايقونية·· مع ما أضافه جلال لقمان من خلفيات أعطت الجملة العربية رونقاً وتألقاً وضياءً· وقد التقت ''الاتحاد'' بالخطاط البارع محمد مندي الذي أجابنا عن تساؤلنا حول طبيعة وظروف هذا التجمع الفني الأول من نوعه والذي يشكل ظاهرة صحية تتآلف فيها كل جوانب الإبداع لتخلق فناً مغايراً بقوله: انني أرى أن الموقع أي الكاليري نفسه كان سبباً مهماً في هذا التجمع بما يقدم من جديد ومبتكر ولذا فإنني أحببت أن أشارك في هذا المعرض حتى ولو بأعمال قليلة· ولنأخذ مثلاً انني وجدت الفنان جلال لقمان عاشقاً للخط العربي رغم ان أعماله ذات طبيعة ونتاج كومبوتري، لكنني عندما جلست معه عرفت انه من عشاق الخط العربي لذلك اشتركت معه في عمل فني اسميناه (الهدية) وهو عمل مشترك بين فنان تشكيلي وخطاط، تمثل أقوال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله باني نهضتنا الحديثة وأعتقد أنها طريقة مبتكرة والفكرة فيها تعالج تساؤلاً مهماً وهو: كيف يتفق منهجاً مختلفاً لانتاج منهج جديد، وقد كانت بحق تجربة ناجحة والدليل على ذلك شهادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الذي قال حين شاهد أعمالنا معاً: يعجبني ان يشترك فنانان اثنان في لوحة واحدة ولا يمكن أن ينفصلا، وهذه بادرة طيبة من الفنانين، أتمنى أن تنشر وتعم بين أوساط الفنانين التشكيليين الفكرة· ثم يضيف الفنان محمد مندي ليقول: إذاً انها محاولة للاطلاع على تجارب أربع فنانين جمعتهم الحروفية العربية لما لها من مكانة وتاريخ تراثي عميق، أما المعرض فاحتوى - فعلاً - على طرائق متعددة فكل واحد منا نحن الأربعة له طريقته الخاصة فمنهم من استعمل الحبر الأسود العربي والأحمر ومنهم من استعمل الألوان المختلفة ومنهم من استعمل ورق الذهب ومنهم من استعمل الألوان المختلفة ومنهم من استعمل ورق الذهب ومنهم من استعمل الكنفس (أي طباعة الحرف على القماش)· كما أضاف محمد مندي بأنه: يتمنى أن تكون المعارض القادمة على هذه الشاكلة وهذا الطراز من الالفة والتوجه لينضم الينا فنانون وخطاطون لهم تجاربهم في الخط العربي حتى تكون لدينا ''رابطة خطاطين'' تتبنى تطوير الخط العربي ليرجع الى مجده ومكانته كما كان في العصور السابقة التي اطلعنا عليها عبر المخطوطات العربية التي تمثلت براعة هذا الخط·أما الفنان المبدع جلال لقمان رداً على تساؤلنا حول أهمية هذا التجمع الفني في هذا المعرض فيقول: ان الذي جعلني انضم الى هذا المعرض بالرغم من كوني لستُ خطاطاً هو التقائي بالخطاط الإماراتي المعروف محمد مندي، حيث تولدت لدينا معاً فكرة ان نأخذ خبرة الكلاسيكي البادع في تناولاته الدقيقة للحرف وتحولاته والتواءاته المبهرة وهو الفنان محمد مندي لكي استفيد منها بأعمال مشتركة، أي نأخذ خبرته في الخط وخبرتي في الكمبيوتر لنصنع فناً مختلفاً عبر توجهنا لعمل مشترك شجعنا عليه الكثيرون ممن وجدوا ان مثل هذه الأعمال تؤدي الى خلق فن مختلف تمتزج فيه جميع الفنون من تشكيلية الى حروفية الى تصويرية· اختلاط الفنون ثم اضاف جلال لقمان قائلاً: ان عصر اختلاط الفنون فرض نفسه على أعمال كثير من المبدعين وعليه لابد لنا ان نخلق فناً يوازي هذه النظرية التي و جدنا أنفسنا مدفوعين اليها بتلقائية مع دراسة معمقة لمفاصلها وقادرين على ان نفعل هذا المنهج الجديد، وعليه فإننا افترضنا ان نأخذ أفضل موضوع وهو ان نأخذ كلام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله ليخطه الفنان محمد مندي بيده السحرية البارعة وانا اكمل اللوحة بالكمبيوتر، وبعد فترة وجدنا ان حصيلة عملنا هذا قد وصلت الى حوالي (16) لوحة اسميناها بـ(الهدية) والمقصود بها ان تكون هدية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله لكن الله سبحانه وتعالى اختاره الى جواره في أعلى العليين· ثم يضيف الفنان جلال لقمان: ان المعرف أخذ عنوان (رحلة حرف) واظن ان الدائرة تكتمل بهؤلاء الأربعة حيث يكمل احدنا الآخر عبر وجود الكلاسيكية الحروفية متمثلة في المبدع محمد مندي والكاليكر في المكتوب بأساليب متنوعة عند طه الهيتي ورسم الأحرف بطريقة محمد كانو المبتكرة والجديدة واخيرا تحويل الحرف المكتوب باليد الى حرف كومبيوتري واضافة الخلفيات بأسلوبي المعروف عني والذي جسدته في الكثير من المعارض التي اقمتها داخل الدولة وخارجها· وجهات نظر اما الخطاط طه الهيتي الذي يعتبر أحد المعماريين البارعين والذي تتلمذ على يد الخطاط عباس البغدادي فكانت تشكيلاته الحروفية في لوحة (الحاء) و(العين) التداولية والتوالدية غاية في الابداع والانجاز كون هذين الحرفين من أكثر الحروف انحناءات وتعددية في الصورة التي تشمل أغلب حركة الساعة الدائرية والزوايا المشكلة بخصوصية، ولهذا نجد ان ما قدمه الهيتي يجسد كل مفاصل المدرسة البغدادية عبر تاريخها الطويل ابتداء من الواسطي الى الآن· كذلك الفنان البارع محمد كانو الذي قدم لنا وجهات نظر جديدة في التناول والمفصليات المنفصلة والمجتمعة معاً عند ''قل هو الله أحد'' التي انفصلت في اربع لوحات وهي ذات واحدة كذلك في ''خلق الإنسان'' وفي ''لا تقطع شجرة مثمرة'' وفي ''الخيل معقود في نواحيها الخير'' و''لا غالب إلا الله'' و''الصافنات الجياد'' وكلها تجسد اللعب الجمالي الذي عرفناه عن الفنان محمد كانو في خلق جماليات مغايرة حقاً
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©