الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

شارع النهر في بغداد يعود إلى مجرى التاريخ

شارع النهر في بغداد يعود إلى مجرى التاريخ
28 سبتمبر 2007 01:41
بدأ شارع النهر، أشهر شوارع العاصمة بغداد الذي يعود الى أكثر من مئة عام ويشتهر برواده من النساء البغداديات، يستعيد عافيته نسبياً بعد سنوات من الركود والكساد، يشتهر هذا الشارع الذي يمتد من جسر الأحرار وينتهي عند المدرسة المستنصرية قرب جسر الشهداء من جانب الرصافة (وسط بغداد) بمحال بيع اللوازم النسائية من الملابس وادوات الزينة ومستلزمات الأعراس حتى أصبح معروفاً بشارع النساء او الشارع الأصفر لكثرة محال الصاغة فيه، ويقول ابو حيدر (55 عاما) اقدم حرفيي الصياغة :''كان شارع النهر ملتقى للعائلات البغدادية التي تجد فيه ضالتها من البضائع النسائية المختلفة ومستلزمات الأعراس حيث تتوافر فيه كل متطلبات هذه المناسبات وخصوصاً المصوغات الذهبية''· ويضيف ''من المؤسف أن يفقد الشارع ملامحه التاريخية وحيويته التي عرف بها منذ عشرات السنين، خلال الفترة الماضية بعدما تراجعت أنشطته ولم يتبق منه سوى ذكريات ماضيه الجميلة''، لكنه يأمل في أن ''يسترد الشارع تألقه وحيويته وتاريخه الجميل وأن تفتح جميع المحال التجارية أبوابها من جديد''، وقد عانى شارع النهر من التراجع الاقتصادي منذ تسعينيات القرن الماضي عندما بدأت البلاد تواجه حصاراً اقتصادياً شرساً لتتحول محاله الى مخازن للمواد والسلع المختلفة ويفقد وظيفته تحت قسوة الحياة الاقتصادية، فقد دفعت تلك الموجة الحادة من الكساد والركود أصحاب المحال التجارية التي تشتهر بتسويق وبيع الملابس النسائية الى تغيير حرفهم والتحول الى حرف أخرى لاتدخل في اهتمام المرأة العراقية حتى هجرته تماما، وقد اختلف الأمر الى حد ما بعد عام 2003 عندما بدأ الشارع يسترد هويته لكن هذه الصحوة سرعان ما اختفت نتيجة تصاعد موجات العنف في البلاد منذ عام ،2004 اكتسب شارع النهر تسميته هذه لوقوعه بموازاة نهر دجلة على ضفة الرصافة، وهو يقع كذلك بموازاة شارع الرشيد أقدم شوارع العاصمة ويتميز بامتداده المستقيم وتقابل المحال على جانبيه، وإضافة الى محاله التجارية بطرازها المعماري البغدادي الذي يتسم بالزخارف والشناشيل تنتشر في هذا الشارع عدة خانات قديمة كانت تستخدم للاغراض التجارية وتخزين المواد لاسماء مشهورة في عالم التجارة لتعطيه صبغة تاريخية وتراثية· كما تنتشر على جانبيه عدة جوامع انشئت منذ فترات طويلة منها جامع الباجه جي والتكية والعادلية، وتقول سحر محمود الموظفة في دائرة قريبة من شارع النهر ''منذ فترة بدأنا نتردد على الشارع لنتبضع بعد أن اصبحت الأجواء الآن مشجعة الى حد ما''، ويضيف محمود أن ''زيارة الشارع والتبضع من محاله شيء هام لنا في هذه الفترة حيث نفتقد الى الأسواق المتخصصة في بيع اللوازم النسائية واقرب مكان لنا اصبح هذا الشارع الذي اخذنا نتردد عليه لنتذكر ملامحه القديمة التي افتقدناها منذ سنوات بفعل الظروف الأمنية''، وشارع النهر كان يشتهر ايضا بالمقاهي النسائية المخصصة للاستراحة بعد عناء التجوال في السوق والتبضع والتي كانت تقدم لزبائنها القهوة والمرطبات والمشروبات الغازية، وعرف عن شارع النهر سابقاً حركته النشطة المتواصلة منذ الصباح حتى ساعات الليل حيث كان يزدحم بالعائلات الآتية من كل مكان للتبضع ولا سيما مع اقتراب مواسم الأعياد، ويتابع ابو حيدر الذي ورث حرفته عن والده وجده ''منذ فترة قريبة بدأت الحياة تدب في الشارع مجدداً وان كانت بطريقة محدودة لأن معظم اصحاب المحال ما زالوا خارج البلاد خوفا من الخطف والقتل لكن الحال الآن أفضل نسبياً من السابق''، كما يرى ابو ناصر (70 عاما) أقدم حرفيي صياغة الفضة في شارع النهر ''النشاط بدأ الآن يعود تدريجياً الى الشارع الذي بدأت الحياة تدب في اروقته بعدما عانى من الكساد واصبح رواده الآن من الرجال والنساء معا''، ويتابع ابوناصر ''جميع زبائني يبحثون عن خواتم فضية تحمل احجاراً مختلفة، فهناك من يبحث عن العقيق اليمني والخرساني والزركون وجميعها تأتي من الهند والباكستان وإيران واليمن''، ويلفت الى أن ''اقبال النساء والفتيات هذه الأيام يتركز على السلاسل الفضية التي تحمل خريطة العراق''· ويؤكد عقيل وهو صاحب محال لبيع الملابس النسائية هذا الاتجاه ويقول ''الآن حركة البيع اصبحت افضل من السابق والعائلات بدأت تتشجع وتزور الشارع وتتجول في أسواقه ومحاله بعدما هجرته خلال السنوات الماضية بسبب الحوادث الأمنية''، ويوضح عقيل (30 عاما) أن هذه الحركة تقتصر على ''أوقات محدودة من الصباح وحتى ساعات الظهيرة حيث يبدأ أصحاب المحال في غلق أبوابها'' خوفاً من أعمال العنف·
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©