السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شعر «عشبي»!!

20 ابريل 2009 00:33
هل أصبح العلاج بالأعشاب مهنة من لا مهنة له؟.. «العشابون» أصبح عددهم أكثر من المرضى أنفسهم، وكلهم لا يرضون من العلاج سوى بالمعجزات، لديهم خلطات سرية سحرية لكل الأمراض، وخاصة الضعف الجنسي والعجز الجنسي والبرود الجنسي وكل ما هو جنسي، لأسباب اقتصادية تتعلق بالدجاجة «الذكرية» التي تبيض ذهبا، وهم في سبيل الترويج لبضاعتهم الغامضة يستخدمون كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة. أمس وجدت أمام باب منزلي ورقة إعلانية خاصة بأحد مراكز «العشابين»، الورقة تتضمن وعودا قاطعة مصحوبة بضمان «الوكيل»، بعلاج عشرات الأمراض الخطرة والصعبة والمستعصية.. وإلى هنا الأمر عادي ويتكرر يوميا.. ولكن الجديد الذي بهرني هو بيت من الشعر «العشبي».. عفوا أقصد الشعبي.. يقول «جرب كل المحلات وتعالى وشوف.. احنا بنزرع بندورة يطلع ملفوف»!. الطب الحديث لا يستطيع أن يفعل ذلك، المراجع التخصصية والقنوات الغنائية وكل ما نعرفه من وسائل اتصال وتواصل، لم تذكر أن أحدا زرع بندورة وحصد ملفوفا، فهل أراد هذا المركز العلاجي أن يقول لنا انه يفعل أفاعيل الحواة والسحرة.. يبدو ذلك، وهو هنا لا يختلف عن كثير من العشابين الذين لا يعرف البعض منهم الفرق بين جزر لانجر هانز في البنكرياس وجزر الكاريبي، ويدعون تحقيق معجزات علاجية. أحد هؤلاء العشابين تحدث طويلا، في برنامج فضائي، عن إنجازاته الفذة في مجال علاج الأمراض التي ليس لها علاج، في برنامج فضائي.. وما استفزني أنه نسب الخرافات التي يروج لها، من نوع أن كل الأعشاب آمنة، وما لا ينفع منها لا يضر، إلى الطب النبوي.. أي أنه أضفى على كلامه هالة من قداسة تجعله فوق النقد. الأعشاب آمنة تماما وليس لها آثار جانبية، أي أعشاب يقصد؟ هل يقصد البندورة والملفوف والخيار؟.. أم يقصد البلادونا والكوكا والهالوك ولسان الثور؟.. فإذا كان المتحدث العبقري المدعي للحكمة لا يعرف أن كل الأعشاب الطبيعية العلاجية لها تأثيرات جانبية وبعضها شديد السمية.. فتلك مصيبة.. وإذا كان يعرف ويضلل الناس فالمصيبة أعظم.. وفي اعتقادي أن كل هؤلاء الأدعياء من فئة المصيبة الأعظم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©