الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول أهمية البحث العلمي للمسلمين

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول أهمية البحث العلمي للمسلمين
28 سبتمبر 2007 01:49
استضاف الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بمجلسه مساء أمس الأول محاضرة بعنوان ''أهمية البحث العلمي للمسلمين'' ألقاها فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية· وتأتي هذه المحاضرة في إطار البرنامج الفكري ولقاءات الحوار لمجلس سموه في شهر رمضان المبارك· وقال سماحة المفتي خلال محاضرته التي قدم له فيها الدكتور محمد مطر الكعبي مدير الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف أهمية البحث العلمي للمجتمع المسلم، مؤكدا أهمية أن يوجد المسلمون لأنفسهم قدم صدق في الحضارة الإنسانية المعاصرة والمشاركة الفعالة فيها لتحقيق الهوية الإسلامية· وأوضح فضيلة الدكتور علي جمعة أن مفهوم البحث العلمي فهمه الصحابة والتابعون ومن بعدهم من بناة الحضارة الإسلامية، لافتا إلى أنهم عندما كانوا يسمعون آيات الله وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يحولونه إلى برنامج يعملون من خلاله على بناء الحضارة، وليس إلى شعار خالٍ من المعنى كالذي يحدث عندنا هذه الأيام· واستدل سماحة المفتي بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ''المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير'' وقد حوّل الصحابة والتابعون هذا الحديث الشريف إلى برنامج عمل، ليس فقط في القوة البدنية وإنما ينسحب على مجالات عديدة في القوة العلمية والقوة العسكرية والقوة الاقتصادية والقوة في مجال المخترعات والعلوم، وفي جميع مناحي الحياة التي تتطلب بناء الحضارة· برنامج عمل وقال إن المسلمين يفتقدون اليوم تلك المنهجية التي عمل بها الصحابة من خلال فهم أوامر الله سبحانه وتعالى وتوجيهات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتحويله إلى برنامج عمل، وأصبح ذلك من أسباب انحدارنا الحضاري وجعلنا نعيش على تراث الأولين، حيث صرنا نقف على الشعارات، فيما كان السلف يعملون وفق برنامج يحكم حياتهم· وأوضح أن المقصود بتحويل أوامر الله وتوجيهات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلى برنامج عمل، هو ما يمكن تسميته بلغة العصر بالتنمية البشرية أو التنمية الشاملة· وأكد أن المسلمين في الفترة الذهبية بنوا عمارة فريدة ونتاجا علميا هائلا لا يمكن حصره، مستعرضا نماذج من مخترعات المسلمين التي أثرت في الحضارة الإنسانية مثل الاسطرلاب الذي استخدمه كريستوفر كولمبوس عند اكتشاف أميركا، وصلاح الدين الأيوبي الذي كان أحد عوامل انتصاره كونه كيميائياً ، وغيرها من الإنجازات العديدة للمسلمين التي تزخر بها الكتب والمؤلفات· البحث العلمي وأكد فضيلة مفتي جمهورية مصر العربية على أننا إذا أردنا أن نعيد حواضر الإسلام كبغداد وغيرها لابد لنا من العودة إلى البحث العلمي وإشاعة ثقافة سائدة تحترم البرامج العملية والبحوث العلمية· وانتقل للحديث عن كيفية الوصول إلى هذه الثقافة العلمية حيث أكد بداية على ضرورة الاهتمام بتوجيه الإعلام وإعداد برامج تعليمية مواكبة تشجع على البحث العلمي وتهيئ له المناخ المناسب· كما أكد على ضرورة الاهتمام بهجرة العقول وإنشاء هجرة عكسية سواء من المسلمين وغير المسلمين ودمجهم في المجتمع لنأخذ ما يحقق القوة التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحولها إلى برنامج عمل· وطالب مفتي مصر بإنشاء المدن العلمية التي بدورها تستقطب العقول المهاجرة وتحتضن العلماء والباحثين والمفكرين مع ضرورة إيجاد مراكز للتنسيق البحثي والتي أصبحت قضية ملحة وهامة لتجنب تكرار الأعمال البحثية والعمل على تنفيذ توصياتها وتطبيق نتائجها وإخراجها من الأدراج إلى حيز التطبيق والممارسة العملية· الابتعاث العلمي وأكد سماحة الدكتور علي جمعة أهمية الابتعاث العلمي للخارج، معتبرا أننا كأمة إسلامية في حاجة إلى ''طوفان من المبتعثين'' لتعزيز الثقافة البحثية المنشودة· واستشهد فضيلته بتجربة مصر أثناء حكم محمد علي باشا وعباس الأول في إرسال البعثات إلى فرنسا وألمانيا، مشيرا أن هذه البعثات العلمية قد تجلب المشكلات التي لا تتفق مع تعاليم ديننا وحضارتنا الإسلامية، أنه من الضروري الاستفادة من التجارب الناجحة في البلدان المتقدمة، والاستفادة من الخبرة الإنسانية العالمية، مع الحفاظ على الهوية الإسلامية· وقال سماحة المفتي: ''هناك أخطاء ارتكبت في الماضي في التجارب العربية للابتعاث للخارج، وانفقنا الملايين والأموال الطائلة منذ 20 سنة ولم تكن مجدية، وفشلنا في الاستثمار البشري حينها·· إلا أنه يجب علينا الاستثمار في المتفوقين وإحداث فيضان الابتعاث العلمي إلى كافة بلدان العالم لللحاق بركب التطور العالمي·'' ودعا فضيلته علماء الأمة وفقهائها إلى مواجهة المشكلات التي تنشأ من الابتعاث العلمي والبحث، فيها خاصة مسألة اكتساب التكنولوجيا وإنتاجها التي تنتقل مع بيئتها التي قد تخالف بعض الموروث عندنا وتمس الهوية· ودعا المحاضر إلى نشر ثقافة اكتساب المعرفة وإنتاجها، مشيرا إلى أن العالم اليوم يتداول ويمرر 120 مليون معلومة يوميا على الوكالات العالمية الستة الكبرى، ونحن أمام طوفان من المعلومات المتشابكة·· فلابد من آليات تصنيف هذه المعلومات واستخلاص المعارف ذات الأهمية وتوظيفها بما ينفع المجتمع ويساهم في تقدمه· تمويل الأبحاث أكد فضيلة الدكتور علي جمعة أهمية تمويل البحوث الذي كان في السابق يظهر جليا في التاريخ الإسلامي من خلال تجربة الوقف، لافتا إلى أن رجال الصناعة في الغرب يبادرون بتمويل أبحاث المعاهد والجامعات للاستفادة من نتاجات البحوث العلمية في تطوير صناعاتهم· وأوضح أنه ليس بالضرورة أن يكون التمويل تبعا للدولة وتتحمله دائما، بل يجب على الأغنياء ورجال الصناعة أن يساهموا ويدعموا المشاريع، موضحا أنه عبر تاريخ الأمة الإسلامية قام الوقف بدوره في إيجاد الكثير من العلاجات لعدد من القضايا الاجتماعية فأنشئت المستشفيات الوقفية والمدارس التعليمية· وقال: ''إن الأمية نعاني منها اليوم والتي تبلغ نسبتها 40 %، يمكن تقليلها من خلال إعادة الدور للوقف في تمويل العلم·'' مراكز الأبحاث والتنسيق دعا مفتي جمهورية مصر العربية إلى إنشاء مراكز بحثية يبحث فيها رجال الدين والفكر متابعة ما يدور في العالم على الصعيد العلمي والتقني وما تصدر من تقارير وأبحاث ودراسات لمراجعتها واستخلاص المعلومات الضرورية منها لمواكبة التطورات الراهنة والتعرف على القضايا الشائكة ومحاولة تبسيطها وفك تعقيداتها في كافة التخصصات والعلوم، مشددا على أهمية التنسيق في المجالات البحثية من خلال مراكز خاصة للتنسيق، لتجنب التكرار، وحتى لا تصبح الأبحاث حبيسة الأدراج، ومجرد مشاريع على ورق لا تنفذ في أرض الواقع· إرادة التغيير اختتم فضيلة مفتى جمهورية مصر العربية بالتشديد على ضرورة توفر الإرادة للعمل والتغيير· وقال: ''لابد من ترتيب الأولويات، لأن مسألة التفوق العلمي والتقدم للمسلمين هي مسألة وجود أو عدمه في هذا العصر·'' وأكد أهمية بناء الإنسان وجعله قابلا للثقافة، مشيرا إلى أن عددا من الفضائيات تعمل على تسطيح ثقافة المجتمع من خلال بعض البرامج التلفزيونية· الحضور: حضر المحاضرة ســــمو الشيخ طحــنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية، وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة آل نهيان، والعميد الركن الدكتور الشيخ سعيد بن محمد آل نهيان نائب المفتش العام بوزارة الداخلية، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة، ومعالي الشـــيخ ســــلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة، وعدد من الشيوخ وكبار المسؤولين في الدولة، وسعادة محمد سعد عبيد سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة، وجمع من سيدات المجتمع والمدعوين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©