الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسطورة الفينيق

20 ابريل 2009 00:38
قرأت مرة أن طائر الفينيق ينبعث من رماده، كانت تلك صدفتي الأولى به، عرفته في جملة عابرة لكنني لم أمض عنه، حلَّق فوق رأسي، جال قليلاً، ثم سكن عقلي، وجدت أنه يشبهني، أو أنني أشبهه هو القادم من الجنة، كما تذكر الحكايات. تقول الأسطورة «لم يكن في العالم كله إلا طائر فينيق واحد، جاء من الجنة ليعيش في الأرض، جال السهول والوديان وجاب الغابات الكثيرة، طعامه الطيب والعطور، وأتعبه الخلود، بعد ألف عام من الحياة رفض الفينيق أن يستمر أكثر، رغب في الرحيل عن العالم، توجه للغرب جال فوق السهول حتى وصل إلى مدينة فينيقيا، هناك جمع أعشاباً عطرة، وبنى منها عشاً توسده بانتظار مغيب الشمس، في الصباح التالي ترقب الفينيق بزوغ النهار، فبدأ ينشد الأغنية بصوته العذب الملائكي، وعندما سمعه إله الشمس الأسطوري طبعاً خرج إليه على عربته التي تجرُّها أربعة أحصنة نارية ليشكره، و لبى طلب الطائر بأن يريه صورة حقيقية عن الحياة على الأرض. وحين أدرك الفينيق تفشي الظلم والعذاب بين شعوب الأرض بدأ في الصراخ من الغضب والألم ضاربا جناحيه بقوة داخل العش، جفلت الأحصنة، وضربت بحوافرها بقوة، فطارت شرارات نارية إلى العش كانت كافية لإشعال عش الطائر الجميل، بقي الفينيق في عشَّه، فاحترق باختياره، مشاركاً البشر آلامهم وعذاباهم، حتى غدا رماداً... لكن تلك لم تكن النهاية، ففي اليوم الأول بعد الحريق بزغت بيضة في العش، وفي اليوم الثاني، خرج منها جناحان، وفي اليوم الثالث عاد الفينيق حياً من جديد. هذا ما يحدث: يموت الفينيق ويُبعَث حياً من رماده!!! كما الفينيق تكون الإرادة، كما الفينيق يكون الانسان، هو أسطورة لكن الانسان حقيقة وواقع، قادر على أن يكون صلباً أمام الضربات ، قوياً في وجه العواصف، ينحني ولا ينكسر، وإن احترق خرج من نار الحزن قلباً قوياً كبيراً، كما الفينيق أحب أن أكون، كما الفينيق أنبعث من الرماد. فتحية البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©