عواصم (وكالات) - اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد يبدو مصمما على قتل شعبه مهما كان الثمن. وصرح كاميرون للصحفيين “من الواضح ان هذا النظام يريد، مهما كان الثمن، قتل واغتيال وجرح مواطنيه”، مضيفا “ما نشاهده على شاشات التلفزة غير مقبول على الاطلاق، ان مشاهد التدمير في حمص فظيعة فعلا”. ودعا المجتمع الدولي الى “الرد في أقسى طريقة ممكنة، ليوقف الأسد أساليبه الدموية ولتأمين عملية انتقالية وتغيير في سوريا”. وأعرب عن شعوره بخيبة الأمل إزاء استخدام روسيا والصين حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يدعو إلى وقف العنف في سوريا وتنحي الرئيس بشار الأسد عن السلطة.
من جانبها، نفت وزارة الدفاع الاميركية وجود اي خطط للتدخل العسكري في سوريا وان الطرق الدبلوماسية لحل القضية لا تزال ممكنة.
وذكر الميجور كريس بيرين المتحدث باسم “البنتاجون” ان الولايات المتحدة لا تخطط للتدخل العسكري في سوريا، وذلك تعليقا على الانباء التي تناقلتها وسائل الاعلام الاميركية التي تتحدث عن اعداد وزارة الدفاع الأميركية خطة لشن هجوم على هذا البلد.
وقال المتحدث باسم البنتاجون: “وزارتنا تستعد دائما لسيناريوهات مختلفة لتطور الوضع، وهذا هو عملنا. ولكننا ما زلنا نعطي الاولوية للطرق الدبلوماسية لحل هذه القضية التي لا تزال ممكنة، حسب اعتقادنا”.
وكانت قناة “سي ان ان” التلفزيونية الاميركية قد نقلت سابقا ان البنتاجون بدأ يضع خطة لتنفيذ عملية عسكرية في سوريا. وافادت “سي ان ان” ان الجيش الاميركي يدرس قدرات وامكانيات قواته العسكرية في حال اعطاء الرئيس الاميركي الامر المناسب.
واستبعد البيت الابيض الدعوات التي اطلقتها روسيا لاجراء “حوار” بين الفرقاء السوريين وقال ان الرئيس بشار الاسد تخلى عن الحوار بقمعه الثورة ضد نظامه.
وردا على سؤال حول امكانية اطلاق مثل هذا الحوار، قال المتحدث باسم البيت الابيض “امام نظام الاسد فرصة للحوار مع المعارضة، مع السوريين الذين يطالبون بانتقال ديموقراطي سلمي”.وأضاف جاي كارني “لكن بدل انتهاز هذه الفرصة، قمع الاسد شعبه بوحشية. وهذا القمع يتواصل حاليا. لا نعتقد ان هذا الحوار ما زال ممكنا. لقد اخذ الاسد خياره. والنتيجة المرعبة لهذا الخيار، هي ان العديد من السوريين من بينهم اطفال قد قتلوا”.
وأضاف “في ما يتعلق بزيارة لافروف لسوريا، فهدفها كان واضحا. ما هو حتمي هو ان روسيا ليس عندها شيء اخر لتربحه بوقوفها الى جانب نظام الأسد بدل الوقوف مع السوريين”.
وأوضح “خلال الأيام المقبلة، سوف نواصل الحوار مع أصدقائنا وحلفائنا الذين يدعمون الشعب السوري”.
وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن باريس تتشاور مع دول عربية وأوروبية من أجل تشكيل مجموعة اتصال بشأن سوريا، للتوصل إلى حل للازمة بعد أن استخدمت روسيا والصين حق النقض لإعاقة قرار لمجلس الأمن.
وأعرب ساركوزي عن أسفه للفيتو الروسى-الصيني ضد مشروع القرار العربي-الغربي الذي يدعم المبادرة العربية بشأن سوريا ويدين القمع والعنف المتواصلين في سوريا وذلك على الرغم من موافقة 13 من الدول الاعضاء بمجلس الأمن.وقال إن الدولتين اللتين عارضتا المشروع تشجعان النظام السوري على مواصلة سياساته الوحشية بلا نهاية، مشيرا إلى أنه منذ مارس 2011 لم يستجب نظام دمشق للتطلعات المشروعة للشعب السوري إلى الحرية والديمقراطية، إلا من خلال قمع وحشي ووعود جوفاء”. وأكد الرئيس الفرنسي أنه يجب أن تتوقف المأساة في سوريا، وشدد على أن بلاده لن تستسلم وانها تواصل الاتصال بشركائها العرب والاوروبيين لتشكيل “مجموعة اصدقاء الشعب السوري” لحشد الدعم الدولي لتنفيذ الخطة العربية.
وطلب ساركوزي من نظيره الروسي ديمتري مدفيديف “دعمه الكامل” لخطة الجامعة العربية من اجل اقناع الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي. وشدد ساركوزي ايضا على “ضرورة زيادة الضغوط على النظام السوري لوقف القمع الوحشي ضد الشعب السوري وحتى يتمكن هذا الشعب من تحقيق تطلعاته الى الحرية والديموقراطية”.
بدوره قال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيلي، انه اجرى اتصالين هاتفيين مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومع الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي. واضاف “علينا ألا نضعف في التزامنا حيال الشعب السوري الذي يعيش كل هذه المعاناة بل ان نعزز هذه الجهود”. وتابع “علينا اطلاق دفع جديد لتسوية الازمة”، مؤكدا ان “اقتراح ارسال بعثة مراقبة مشتركة من الجامعة العربية والامم المتحدة مثمر من الناحية العملية”. وقال فسترفيلي “من وجهة نظرنا، سيكون مفيدا التفكير في تعيين مبعوث خاص للامم المتحدة للنزاع السوري”.
إلى ذلك، شككت روسيا في اقتراح اميركي يتمثل في انشاء “مجموعة اصدقاء سوريا” لدعم المعارضة السورية، معتبرة ان مثل هذه الهيئات “غير شرعية” وفق ما اعلن الناطق باسم الدبلوماسية الروسية الكسندر لوكاشيفتش. وصرح لوكاشيفتش ان “موقفنا حذر حيال هيئات نعتبرها غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي”. وأضاف “هناك تجارب سيئة جدا في انشاء مثل تلك الهيئات وخصوصا في ليبيا”.
عدد اليوم
