صولة الفرسان : 60 قتيلاً في الاشتباكات بين ميليشيات المهدي والجيش العراقي

اتسعت نيران اشتباكات ''صولة الفرسان'' بين ميليشيات ''جيش المهدي'' التابعة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات الحكومية العراقية أمس لليوم الثاني على التوالي، ليسقط أكثر من 60 قتيلاً ومئات الجرحي، في الوقت الذي أمهل فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مسلحي ''ميليشيات الصدر'' 72 ساعة لتسليم أنفسهم وسلاحهم، فيما رد الصدر بدعوة المالكي الى مغادرة البصرة فوراً· وتحولت مدن عراقية إلى ساحة قتال مفتوحة بين ميليشيات الصدر والقوات الحكومية، حيث نشبت أعمال عنف في غالبية المدن ذات الأغلبية الشيعية والتي يتواجد بها عناصر ''جيش المهدي'' في مدينة الصدر ببغداد والبصرة وكربلاء والعمارة والكوت· وفي العاصمة العراقية، انتشرت عناصر ''جيش المهدي'' في معظم المناطق ذات الكثافة الشيعية في إطار الدعوة إلى العصيان المدني· وأعلن مصدر في الداخلية مقتل 20 شخصاً على الأقل وإصابة 115 آخرين بينهم نساء وأطفال خلال الاشتباكات في مدينة الصدر· وقُتل ثلاثة أشخاص وأصيب 12 آخرون جراء سقوط 3 قذائف ''هاون'' على منطقة الرسالة جنوب غرب بغداد· وقتل اثنان وأصيب 7 آخرون في سقوط قذيفتي ''هاون'' في شارع الكرادة (وسط بغداد)· وقتل شخص وأصيب 4 في سقوط 3 قذائف ''هاون'' في محيط المنطقة الخصراء· وأعلن الجيش الأميركي أن من بين المصابين 3 أميركيين، مشيراً إلى أن الهجمات التي تتعرض لها المنطقة الخضراء مصدرها مدينة الصدر· وأصيب 11 شخصاً في هجمات لمسلحين على محلات تجارية في شارعي السعدون والكفاح بوسط العاصمة· وذكر شهود عيان أن عناصر ''جيش المهدي'' أحرقوا مكتباً لمنظمة ''بدر'' التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم· وفي البصرة، تجددت الاشتباكات بين ميليشيات الصدر وقوات الأمن لليوم الثاني على التوالي، في خمس مناطق في المدينة (جنوب العراق) وهي الكزيزة والحيانية والكرمة وخمس ميل والمعقل· وذكر شهود عيان أن عناصر ''جيش المهدي'' انتشرت في البصرة، وسط تقارير عن سقوط اكثر من 40 قتيلاً في المدينة خلال اليومين الماضيين· حيث تدور أشرس الاشتباكات· وذكر مسؤول طبي عراقي في البصرة ''أؤكد أن عدد القتلى كان 40 كما أصيب 200 منذ بداية المواجهات· إنهم مدنيون ومسلحون ورجال أمن''· وانتشر القتال بين القوات العراقية الحكومية وجيش المهدي الذي يتزعمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الى بعض المدن الجنوبية حيث يحظى الصدر بالنفوذ، فيما انتهى فعليا تجميد أنشطة ''جيش المهدي'' الذي مدده الصدر الشهر الماضي· وقالت الشرطة العراقية إن المسلحين من ''جيش المهدي'' يسيطرون على سبعة أحياء في مدينة الكوت الواقعة جنوب بغداد، فيما نقلت وكالة ''رويترز'' عن شاهد عيان أنه سمع اشتباكات عنيفة بالقرب من مبنى حكومي في وسط المدينة· وأعلنت الشرطة العراقية أنها فرضت طوقاً أمنياً على معاقل التيار الصدري في كربلاء· بينما ذكر شهود عيان أن قوات ''جيش المهدي'' انتشرت بكثافة في مدينة العمارة وفرضت إغلاقاً شاملاً وسط غياب للقوى الأمنية· ووجه نوري المالكي إنذاراً الى عناصر ''جيش المهدي'' بالاستسلام في غضون 72 ساعة، وإلا سيواجهون ''عقابا شديدا''· وقال المالكي ''هؤلاء الذين خدعوا كي يحملوا أسلحة يجب أن يسلموا أنفسهم ويكتبوا تعهداً يقولون فيه إنهم لن يقوموا بمثل هذا العمل خلال 72 ساعة''· وقال مدير مركز العمليات في وزارة الداخلية العراقية اللواء الركن عبد الكريم خلف إن ''المالكي أعطى الفرصة لكل المغرر بهم من الذين حملوا السلاح ولم تلطخ أياديهم بدماء شعبنا''· وأكد سيطرة القوات العراقية على وسط مدينة البصرة· وأضاف أن ''العمليات ستستمر خلال 72 ساعة إلى أن تحقق قواتنا اهدافها، اذا انتهت المهلة وألقي القبض على كل من يحمل السلاح سيقاضى وتتخذ اجراءات رادعة بحقه''· من جانبه، دعا متحدث باسم مقتدى الصدر المالكي إلى ''مغادرة البصرة'' وإرسال لجنة للعمل على إنهاء الأزمة· وتفجرت الاشتباكات بين الجانبين امس الأول عندما هاجمت القوات العراقية معاقل ميليشيا جيش المهدي في عملية تهدف الى بسط سيطرة الحكومة على البصرة التي يتنامي فيها نفوذ المليشيات المسلحة· وقالت قوات الشرطة العراقية انها اعتقلت 218 مسلحا منذ بداية العملية العسكرية والتي أطلق عليها ''صولة الفرسان''، والتي يشرف عليها رئيس الوزراء العراقي نور المالكي بنفسه· كما شهدت مدينة الحلة جنوبي العاصمة العراقية اشتباكات مماثلة، وتم توسيع نطاق حظر التجول في مدن الجنوب العراقي ليشمل إضافة إلى البصرة السماوة والناصرية والكوت والحلة والديوانية·