الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهويَّة والدين في العدد الجديد

الهويَّة والدين في العدد الجديد
28 سبتمبر 2007 22:57
أصدر اتحاد كتاب المغرب العدد الجديد ''''74 من مجلته الفصلية الثقافية ''آفاق''، متضمناً كثيراً من النصوص الإبداعية من قصة وشعر، إضافة إلى ملف العدد الذي خصصته لمناقشة علاقة الدين بالهوية، وهو الملف الجاد الذي شارك فيه - إلى جانب عالم الاجتماع المغربي الدكتور عبد الصمد الديالمي - كل من الدكتور عبد المجيد الانتصار، والأستاذ عبد الغني منيب· وكان اتحاد كتاب المغرب قد نظم ضمن سلسلة ''محاضرات الشهر''، ندوة ألقى فيها الدكتور الديالمي هذه المحاضرة القيمة التي قدمه فيها رئيس الاتحاد عبد الحميد عقار، وساهم فيها بالتعقيب والمناقشة الباحثان عبد المجيد الانتصار وعبد الغني منيب· واعتبر عبد الحميد عقار أن مثل ''الهوية'' كمثل الخصوصية أو المغايرة، المؤسسين لمحتواها ومجال اهتمامها، تشتغل بتحفيز ومثابرة، بل وبحدة أحياناً، خلال حقبة التثاقف والتبادل من فوق، اختياراً أو قسراً، في القيم والعلاقات غير المتكافئة في الغالب، والمفتقدة للتناغم والتجاوب، بسبب وقائع أو أوضاع أو تأويلات تغذِّي الاختلاف في النظرة، وفي تقويم نظام العلاقة بين الذات والغير، في مثل هذه الحقبة، يتقوّى بشكل صحيح أو زائف، الشعور بتهديد الأنا، سواء أكانت فردية أم فئوية أم جماعية· الوعي بما لهذا التهديد من أخطار فعلية ومحتملة، أو مستهامة فقط، هو مناخ ملائم لكي يستعيد الدين مكانته البارزة في المجال الفكري وفي المناقشات العمومية· يحدث ذلك بالخصوص عندما يكون هناك تهديد خارجي، مسبوق أو مرفوق بارتجاج في منظومة القيم، بخضوعها للتبدل وإعادة الملاءمة أو التكثيف، نتيجة للاحتلال، أو للحروب، أو للصراعات المذهبية والقيمية، أو للمثاقفة، أو لأهمية تكنولوجيا الإعلام المتطورة والمعولمة، في تعميم قيم ونظم بديلة ومتصادمة· في ظل هذا الشعور بالتهديد المتبادل، حقاً أو افتراضاً، تقل، في الغالب، فرص الحوار بوصفه تواصلاً، مسعاه التفاهم والتفهم، عبر الملاءمة وتفاعل الإصغاء والإقناع، وتتسع، بدل ذلك، رقعة ''الجدل''، ومبتغاه التفنيد والدحض لأفكار وحجج الآخر، وتأكيد مجانبته للصواب، والتمايز، وبيان الحدود الفاصلة بين الحقيقة والبطلان· ويرى عقار أن الحقبة التي يحياها العالم منذ تسعينات القرن الماضي، مطبوعة في مسارها العام، بوضع انتقالي وتبادلي من فوق، وبالقوة أحياناً، في النظم والقيم والعلاقات، إنه وضع تمييزي بعنف وعداء من أميركا وإسرائيل وحلفائهما، ضد العالمين العربي والإسلامي، وعلى مهاجريهما في أوروبا وأميركا، وثقافاتهم ذات الأصول الدينية، أو المحلية، أو الإنسانية ذات التكييف الخاص جغرافيا، وهو وضع يشهد مراجعة متفاوتة الإيقاع والمدى لمركزية وأحادية السلطة، وتركيزها سياسياً وثقافياً ولغوياً، وذلك، منذ سقوط جدار برلين، والاشتغال المتواتر والمتصاعد لمفاهيم حقوق الإنسان، والمواطنة، والتوحد المشيد من التنوع، بديلاً للوحدة من أعلى والتي تطمس التعدد، وقد تعاديه· وبالنتيجة، فالاعتقاد والتدين حق من حقوق الإنسان، يحميه المجتمع والدولة والقانون· لكن لا الهوية، ولا الدين، ينبغي لهما أن يتدخلا، أو يتورطا في السياسة، نظراً وممارسة· السياسة بوصفها فناً أو علماً لتدبير الحكم دنيوياً وبشرياً، بعيداً عن القداسة والرسوخ، وانسجاماً مع صراع البرامج، والمشاريع المجتمعية وتنافسها الخلاق، بأفق تمدُّني/ مدني خالص· كما نشرت المجلة الملف الموسع الذي أعده الشاعر والمترجم المغربي إدريس الملياني حول المؤلفات الدرامية للشاعر الروسي الأكبر ألكسندر بوشكين، وهو ملف توثيقي مهم يقف عند أهم ما خلفه هذا الشاعر الروسي العملاق من أعمال منشورة ومخطوطة· كما ضم العدد صفحات أخرى للمتابعات والدراسات النقدية وأنشطة الاتحاد·
المصدر: المغرب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©